الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ندفع ... ثمن جريمتهم ؟ مديونية العراق .. في قفص الأتهام !

محسن صياح غزال

2003 / 12 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


   في منتصف عقد الثمانينات , حين كانت الحرب الدائرة على الحدود الشرقية مستعرة , تحصد
الآلاف من الأرواح وتدمر المدن وتحرق الزرع والضرع , وكان الشعب يساق الى المحرقة مكمماً , دون
ارادته وبلا حول ولا قوة , كانت خزينة الدولة من احتياط النقد الأجنبي على وشك الخواء _ أو هي كذلك_
يومها استدار _ الضرورة _ الى من ورطوه بحرب رعناء خاسره لاناقة للشعب فيها ولا جمل . فتحت له البنوك خزائنها ومخازن الأسلحة مشاجبها والحدود أبوابهاوأستنفرت تكنولوجيا المخابرات الأرضية والفضائية
عيونها وآذانها لتضخ المال والسلاح والغازات والمعلومات لحصان طروادتهم الورقي الأهبل .
وقفت أنظمة الخليج والشرق والغرب مع المعتوه في جريمته القذرة ضد شعب جار مسلم ! وكلما زاد أوار
الحرب وتضخم هولها ودمارها كلما ازداد نزيف القروض جرياناً وحجماً _ والحسّابه بتحسب _ حتى بلغت
الديون حجماً اسطورياً . ولم يتوان نظام الجهلة حتى من سرقة المواطنين وبالأكراه بأجبارهم على_ التبرع_
بمدخراتهم من الذهب والمصاغ ! . وبمعادلة بسيطة نجد أن العراق خسر ما لايمكن تعويضه , الأنسان , مئات الألوف من الشباب أحترقوا في حرب رعناء تافهة وغير مبررة _ اللّهم الا لأشباع رغبة السفاح لمزيد من الدماء _ , خواء في خزينة الدولة – حين كان الأحتياطي من العملات يعادل الدخل القومي لثلاث أو أكثر
من دول شرق أوسطية- !! . تدمير البنية التحتية للأقتصاد وتقليص القدرة البشرية من الأنتاج بسبب نزيف الحرب والأجهزة القمعية والأمنية والحزبية وتعطيل حركة الأنتاج والبناء . اتّساع وعمق دائرة الفقر والبطالة
والخراب الأجتماعي والثقافي والروحي للمجتمع وتفشّي الجريمة والرشّوة والمحسوبية والولاءات ..!
والمؤلم والمُخزي بعد كل هذا الخراب والدماروالأبادة للأنسان والوطن , توقفت الحرب عند النقطة التي بدأت منها !!
     +++++++++++
العراقيون على يقين بأن الأنظمة التي آزرت صدام ومّدته بالعون وأسباب البقاء والأستمرار , أنظمة مشتركة بالجريمة , جريمة الحرب وأبادة الأنسان والأوطان وأنتهاك السيادة والأعراف الدولية , والعراقيون على يقين أيظاً أن كل دولار دفعته تلك الأنظمة لنظام أبن العوجة تحول الى رصاصة أو قنبلة أو غازات سامّة للأبادة
الجماعية , لتخلّف عاهات وأقبية ومقابر جماعية تُزرع في كل شبر من أرض الوطن ! . كانت تلك الأنظمة
على علم ومعرفة كاملة بوجهة تلك الأموال ومآلها , وحين كان الشعب العراقي يُذبح ويهان ويجوع والوطن يُدمر ويستباح , كانوا يتفرجون بلا وازع من ضمير , ولم نسمع يومها صراخ وعويل أنصار حقوق الأنسان والعفو الدولية كما نسمعه اليوم !! فجأة صحت ضمائرهم الغائبة منذ عقود وظهر حرصهم المزيف وتباكيهم المنافق _ ليس على حقوق الضحية _ بل على حقوق المجرم القاتل , جزّار الشعب والوطن , جرذ مُختبيء في جحر القمل والفئران !!.
   ++++++++++
واليوم وبعد عقود من الحروب , طحنت رحاها الألاف من شباب هذا الوطن , وقمعاً وحشياً همجياً بشعاً لامثيل له في تأريخ أعتى الفاشيّات الدمويه , ضد الأنسان والحيوان والماء والشجر , ووطن مُخرّب يزيده الفقر والمرض والجريمة ..خراباً , وبعد سقوط نظام مسخٍ
لم يترك سوى أطلال وطن وحقول عظام وأشلاء وبقايا آدمية ! وفي بلدٍ لا وجود فيه لدولة ولا قانون ولا مؤسسات ولا مرافق للحياة الآدمية , لاعمل ولا مال ولا مقومات , تتنادى تلك الأنظمة التي أطالت عمر الفاشيّة وعمّقت نهر الدماء ووسّعت من حقول الموت , مطالبة بحقوق ديونها والفوائد!!! فهل يدفع الضحية للمجرم ثمن أداة الجريمة , وللقاتل ... أتعابه ؟ !
كما كان يفعل شرطيهم الذليل أبن العوجة ؟ . على العراقيين الشرفاء وكل الأخيار في العالم
فضح هؤلاء وتبيان الحقيقة المغموطة بأن ديونهم لنظام الأبادة المقبور لم تأت للعراقيين بغير
الموت , رصاص وغازات سامّة وقبور جماعية ونواح في كل بيت وأطلال ! وعليهم هم دفع
ثمن كل هذه الدماء التي سالت والأرواح التي أُزهقت , وعلينا واجب ممارسة كل أساليب الرفض والأحتجاج والأدانة لهؤلاء , وشنّ حملة رسمية وشعبية , سياسية وأعلامية لفضح
تواطئهم مع مجرمي ابادة الشعب العراقي ومواقفهم المعادية للأنسان والأنسانية ..      








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف