الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عند اعتاب السنة السادسة من الغزو الأمريكي للعراق

رشاد الشلاه

2008 / 3 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في فجر العشرين من آذارالعام 2008، تدخل السنة السادسة على اعلان الرئيس الامريكي جورج بوش الإبن حربه على نظام صدام حسين في خطابه الشهير الذي لم يتجاوز الدقائق الاربع، مؤكدا فيه عن أن "المرحلة الأولى لعملية نزع أسلحة العراق غير التقليدية قد بدأت". لكن وقائع الحرب والسنوات الخمس التي تلتها، بينت ان لا اسلحة غير تقليدية قد بقيت في العراق، بعد سنوات من تفتيش الفرق الدولية وتدميرها لتلك الاسلحة، وهذا ما كان الرئيس الامريكي متيقنا منه. لذلك ظل هذا الإدعاء مسألة رهان على مصداقية الدولة الديمقراطية "الاولى" امام شعوبها وشعوب العالم. لكن ما يبعث على بعض مصداقية الرئيس الامريكي، ويخفف من وقع فرية استمرار امتلاك نظام صدام حسين للأسلحة غير التقليدية، تقديره في ذات الخطاب القصير، على " أن حرب العراق قد تكون أطول وأصعب مما توقع البعض".

وها هي تداعيات تلك الحرب تؤكد، انها كانت ولا تزال حقا اطول واصعب مما توقع الكثيرون، ومنهم اركان الادارة الامريكية المغادرون منها او الباقون فيها لغاية اليوم، عدا من ادرك منهم مسبقا أهوال اندلاعها واستمراره. ومما يعزز هذا التأكيد، الارقام العديدة المؤشرة للنتائج الكارثية لهذه الحرب على الصعيد البشري، فهناك مئات الآلاف من القتلى والمعوقين، اضافة الى ملايين المهجرين داخل وخارج البلد، مع التلوث البيئي المتزايد، و الخسائر الاقتصادية العراقية التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات. اما عواقبها على مستوى النسيج الاجتماعي العراقي وآثارها التخريبية في نفسية المواطن، فسوف تبقى سلبية بقدر مقلق على امتداد اكثر من جيل قادم. لذلك يكون من الجدير التوقف في هذه المناسبة للبحث في اجابة سؤال طرح قبل اندلاع الحرب وبعدها ولايزال، عن جدوى حرب العشرين من نيسان العام 2003، وهل كان بالامكان التخلص من النظام الدكتاتوري دون اللجوء الى اسلوب التدخل الخارجي وبالقوة المسلحة؟ حيث كان الانقسام كبيرا ولا زال بين المعارضين والمؤيدين لهذا التدخل، على اختلاف بواعث الاطراف المؤلفة لكلا الفريقين.

لقد تزامنت الذكرى الخامسة على شن الحرب الامريكية على العراق هذا العام، مع وصول العلاقات الامريكية الايرانية الى مرحلة التلويح بشن الهجوم المدمر للبنية التحتية الايرانية، ثم تسريب تفاصيل هذا الهجوم للنشر العام، جسا لنبض رد الفعل الايراني، ومشاغلته بحرب نفسية تمهد تنفيذ قرار قصف ايران، الذي لا يبدو بعيد التحقيق عند تأكيد مسؤولي البيت الابيض، ان كل الخيارات مفتوحة في صراعهم مع النظام الايراني.

كذلك تتزامن هذه الذكرى مع حالة الركود التي تعصف باقتصاد الولايات المتحدة. فوفق نشرة اقتصادية لمكتب الموازنة التابع للكونغرس الأمريكي صدرت في شهر شباط / فبراير الماضي، فأن الاقتصاد الأمريكي يعاني من ركود، و لن ينهض منه قبل العام 2009، وان مرد ضعف وتيرة الإقتصاد الامريكي الحالي هوالتشدد في منح القروض والإئتمان وأزمة الإسكان وارتفاع اسعار النفط العالمية. ثم جاءت تقديرات جوزيف ستيجليتز- أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا والحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2001، وزميلته ليندا بيلمز، أستاذة السياسة العامة بجامعة هارفارد الأميركية، لتؤكد أن " الاقتصاد الأميركي يمر بفترة من الركود، وهذه تزيد من حجم الضغوط عليه، كما أن حزمة الحوافز التي أقرها البيت الأبيض، تعاني من ارتفاع تكاليف الحرب التي بلغت خلال هذه السنة لوحدها 200 مليار دولار، وان ما تنفقه أميركا خلال شهر واحد على العمليات القتالية بالعراق يكفي لمضاعفة إنفاقها السنوي على المساعدات المقدمة إلى أفريقيا."

ومع ذلك فلا يبدو ان الادارة الامريكية الجمهورية، المشارفة على مغادرة البيت الابيض في بداية العام القادم، ستراجع قرارها باعادة هيكلة خارطة الشرق الاوسط بمعولها الذي دشنت فعل هدمه بالعراق وافغانستان، لأن لديها دائما، مع جبروتها، مبررات تسويق مخططها الذي يستهدف تأمين مصالحها الاقتصادية والسياسية في المنطقة الغنية بالنفط، خلال العقدين القادمين على الاقل، و ما دام هناك من الحكام كما الحال في صدام حسين وملا عمر واحمد نجاد، من قدم و يقدم لها الخدمة و الذرائع بحماقة متميزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف