الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأديان دستورها ثابت ودستور الدولة متغير

شمخي الجابري

2008 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الأجواء الغير طبيعية الناتجة عن صراع محرفي العقائد لم تكن معهودة من قبل وليس هناك ضرورة تكتسب الشرعيـة لهذا الأحتراب الـدموي بين متطرفين ومحرفيـن ألأديـان والعقـائد وتأويـل مناهجهـا الثابتة والغير مسبوقـة في كل دساتير الاديان والمذاهب ودورهـا التربوي والاخلاقي كمدارس عقائدية هامة في حياة الجماهير والذي تغير بصورة أكبر مع مطلع العقد الاول من القـرن الواحد والعشرين حيـن تحولت الحالة من الموقف الدفاعي الى الهجوم بهذا القـدر مـن روافد الرعب والفـزع والتناحر والنقمة والاقتتـال حالة واضحة من اشكال التحجر وثقافـة العنـف التي هيمنــة في تجمعـات التكفـير وفصائـل الردة المعاديـة للأنسانيـة والفـن والحضارة وتجـاهرت بأسم العقائـد ، حيث ان منـاهج ودساتير الأديـان جميعها ثابته ترفض التحريـف والتزويـر والتغيير لأهدافهـا ونقـض وحذف أصول وأركان وفروع وأحكـام اي من الاديـان والمذاهب وبقيت كل الاديـان تحتفظ بقدسيتها لمعالجة مشاكل المجتمع وحالات ألأرتباط لحقـائق متوارثة في مسار جوهري من محيط الاضطراب والازمـات كما أن الايديولوجية الدينية ليس استقطاب تقـاليد ومدارس فكريـة خـاصة تعمـل من اجـل أحداث الاصلاح والاستقرار لـخدمة ألانسان كما أن الديـن الاسلامي عمـل منـذ باكورة البعثة النبويـة لمعـالجة أمراض المجتمع ومنها مشكلة الصراع الطبقي وأنهـاء التناقضات الطبقيـة وتخفيف وثاق ومعانات البؤساء ومانصت عليه الأيات في القرأن الكريم حتى بدء التأويل والاجتهاد من أعداء الدين المتطرفين للتفنن في تزييف وتفسير بعض الايات تحت ذريعة توقيت الزمان ودورها في تأريخنا المعاصر كي تأخذ معنى أخر لفتـنة المجتمـع وتسخيرهـا للعنف والتشندق بالفتـاوى لاثـارة الاقتتـال ولـكن جميع الاديـان لهـا نسق عبـادات وأسلـوب معاملات وارتباطـات تثبـت وجودها ، وتبقى محاولات المغـامرين في ولـع الى كيفيـة تسيّس المذاهـب والاديـان لتلويثها وزجهـا في عمـلية ارتبـاط سياسي وتنظيمي وفكـري ، أن مسلك العمل السياسي قابـل للتضليل والانحراف والفشل في العمل وتغيير المناهج وتبديل الدستور حسب مراحل وتطور المجتمع والزمان والمكان ومستوى الوعي الاجتماعي وهذا لاتقره الاديان لان العقائد منظومة كاملة مقدسة لاتقبل التبديـل في نصوصها وثوابتها ، كما أن في العمل السياسي لم تكن عبادة أوتقديس للنص والشخص وليس ماهو مقدس في العناوين والأسماء وكذلك ماينتج من عمل الدولة ويرتاب مؤسساتها من فساد مالى وأداري ويفرز من ظلم وأنتكاسة وترويكة نفعية واستغلال ترفضه الاديان ، فالصراع وابتكار ثقافة العنف تحت مسميات دينية هي عملية تشويه للدين لما تحمله الاديان من سمو ورفعة بعيدة عن الجريمة المنظمة والعشوائية بل جميع الاديان ترفض قتل البشر والسلب والنهب والارهاب وماتتعكز عليه تنظيمات القاعدة وماتقوم به قد أضر بسمعة الدين . لذا تميزت العلمانية بفصل الدين عن الدولة لصالح الدين ولصالح الدولة في أن واحد لعدم تطابق المصالح والتوجهات بين الدين والدولة ولانريد ان نعمق الفجوة لانها عميقة ولكل دولة نسيجها السياسي حيث يشرع مركب القوى السياسية العلمانية في مناهجه ودستوره المتغير نحو التعددية والاعتدال والفكر الحر والتطلع للعمل الديمقراطي والعدالة الاجتماعية والمساواة ومن اجل حرية الاختيار والاستفادة من تطور العلوم والتقنية الحديثة وتسخيرها لخدمة الانسان مع نبذ كل اشكال العنف والتعصب وثقافة الهيمنة والسعي لثقافة اجتماعية وطنية وكي تبقى القوى السياسية تجدد نفسها وتفعل نشاطها وتتحاور لتعزيز الموقف الوطني الرادع للأثنية والطائفية وترسيخ مبدء التعايش والسلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟