الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة داعية

محمد شحات ديسطى

2008 / 3 / 20
الادب والفن



ولنبدأ بقصة هذا ـ الداعية ـ فهو من مواليد عام 1960... عرفته منذ سنوات طفولتنا لم يكن له رغبة فى التعليم كانت هوايته ومازالت الغناء والتمثيل ورغم محاولات أسرته للضغط عليه فى التعليم إلا أنه لم يكمل تعليمه وخرج دون الحصول على الإبتدائية..... خرج للحياة مع والده على سيارة أجرة وهذا شأنه ولاضرر فيه....عاش السبعينات بكل نزق الشباب شاب لاهى عابث لم يهتم به أحد ... ومع إنتشار موجة التدين فى أوخر السبعينات وبداية الثمانينات...إستغل مواهبه وقدراته التمثيلية وذاكرته الحافظة فأقبل على حفظ بعض أجزاء من القرآن ...وحفظ بعض أحاديث الشيوخ التى يبثها لركابه يومياً من كاسيت الميكروباص ...وأصبح هذا هو جواز مروره لإعتلاء المنابر.. فنحن شعب ليس له ذاكرة طيب القلب له المظهر... فكل من ربى ذقنه وأرتدى الزى الباكستانى وأعتلى المنابر وبكى وهو يتلو القرآن نخلع عليه هالة من التقديس ولابأس أن يكون هو نجم المجالس ودرة المجتمعات ويؤم الناس فى الصلاة ....هكذا ببساطة ودون تفكير وجد ضالته وأراد أن يعوض مافاته ليصبح نجماً فى موقف السيارات بزيه المميز وسمته الجديد ... ولا سيما وأن زملائه أصبحوا فى الجامعة وهو سائق ميكروباص.....وبدأ يفرض على ركابه شرائط مشايخه وترتيله للقرآن وهو يبكى ويعطر الركاب بالعطور الشعبية ...كانت أفكاره ساذجة وبسيطة يستمدها من ثقافته السمعية ...ولكن كل ذلك لم يكن يشبعه ...إلتحق بمعهد إعداد الدعاة ـ وهو يخّرج دعاة يقتصر علمهم على حفظ بعض أجزاء من القرأن والأحاديث النبوية ومن له قدرة على الخطابة وكانت فرصته وهو الماهر والمتمرس بهذا الفن فهو يمتلك طاقة تمثيلية وغنائية يريد أن يوظفها ـ كانت هذه مصوغات تعيينه وجواز مروره إلى منظمة الإغاثة فى السعودية وهى الهيئة المشبوهة التى كانت تساعد المجاهدين الأفغان لحساب ..... ؟! كما تعلم !!!...إلتحق بها فى ذروة نشاطها ولا سيما بعد سقوط الإتحاد السوفيتى وكان لابد للهيئة أن تملأ هذا الفراغ وأن ترسل للجمهوريات المستقلة عن الإتحادالسوفيتى بعض المصاحف والكتب والمعونات برفقة بعض العاملين من الهيئة...وكما تعلم كانت هذه الدول تهفو لكل ما هو إسلامى نظراً لما كانوا يعانونه من إبتلاء فى دينهم فى ظل النظام الشيوعى السابق ...فكان وفد منظمة الإغاثة بالنسبة لهم كأنهم صحابة الرسول وأهله قادمون إليهم بالدين الذى يحلمون به .... خلعوا على وفد الإغاثة هالة من التقديس وكان صاحبنا نجم الوفد ...وهنا تتجلى مواهبه فهو يقرأ القرآن ويبكى ويبكى معه أهل هذه البلاد ولاسيما وأن كاميرات الفيديو تصور لدرجة أنهم كانوا يقبلون يديه ...أصبحت هذه الشرائط مصوغات تعيين جديدة لهذا النجم معه فى حله وترحاله كلما جاء إلينا فى بلدتنا و عن طريق تسريبها لبعض الصحفيين بالمملكة يتحدث بفخر عن هذه الفتوحات ويفتخر بـأنه نشر دين الله فى هذه الجمهوريات ـ لاحظ هذا التماهى مع الدين ـ وينسب الفضل لنفسه بأنه أدخل الناس فى دين الله أفواجاً ـ رغم كونه لا يعدو موظفاً فى الهيئة يقوم ببعض أعمالها ورغم أن ذلك كان طبيعة عمله الذى يأخذ أجره عليه ـ أصبح نجم الصحافة فى المملكة وكان من السهل عليه أن يخترق هذا المجتمع السعودى البسيط ....انتهى دور هيئة الإغاثة وتقلص دورها ولم ينتهى حلمه ....عاد إلى القاهرة بنيو لوك جديد داعية عصرى يرتدى البدلة العصرية والذقن المهذب وغير إسمه إلى الداعية الإسلامى والخبير الإعلامى....وهو يحمل مصوغات تعيينه وجواز مروره بالمجتمع المصرى فبدأ بعمل استديو للغناء لإنتاج الأغانى والأناشيد الإسلامية ثم التحق بمعهد التمثيل قسم الدراسات الحرة كى يخترق هذا المجال وينشر الفن الإسلامى لأن حاجة السوق تقتضى ذلك ...أخذ دوراً صغيراً فى مسلسل الحاج متولى ذو الجماهيرية الساحقة وأتبعه دور صغير فى العطار والسبع بنات وبعض أدوار صغيرة فى مسلسلات دينية ....بدأ يخترق مجتمع التمثيل إلى أن وصل لأحمد زكى وهو فى مرحلة مرضه بكل مافيها من دراما إنسانية وملاحقة صحفية كان يجالسه فى لحظات ضعفه وطلب منه أن يغسله .... وعندما مات أحمد زكى تجلت موهبته فى أزهى صورها ولاسيما أن الإعلام والفضائيات تسلط الضوء على كل شاردة وواردة فى هذا الحدث... وطلب من السفارة السعودية بالقاهرة أن تحضر ماء زمزم لغسل الفنان أحمد زكى وما كان من السفارة إلا أن تركب أيضاً هذا الحدث ....ولا بأس أن تكتسب من شعبية هذا النجم ـ الجميع يصنع نجوميته على جثة الفنان الشهير ـ وأصبح أمل المشاهير من ممثيلن ونجوم المجتمع أن يغسلهم الشيخ بماء زمزم .... كان من السهل أن يصل إلى قناة الناس ولا سيما وأن العاملين بها يعرفونه من أيام العمل فى المملكة وفى منظمة الإغاثة ...كان للشيخ برنامج يبث بعد منتصف الليل يسمى فضفضة يستقبل المكالمات ويرد عليها الشيخ بكل ما أوتى من خبرات وملكات تمثيلية يبكى تارة ويحكى مغامراته وفتوحاته ونشره لدين الله ـ بداعى وبدون داعى ـ يتحدث عن زياراته لخمسين دولة لنشر دين الله.... وكان على الجانب الآخر متصلات يبثونه الشكوى من هجر الأزواج وصبرهن عليهم لفشلهم فى الفراش... يفتى بدون علم وعلى الهواء مباشرة يسامر هولاء النسوة ويدغدغ مشاعرهن بكلماته البسيطة ...حيث تبدأ أحدهن الحوار بأنها تحبه فى الله ويرد عليها باحسن من تحيتها ويقول لها عليك يأخت باتباع حيل النساء لجذب الرجال وألا تدعيه أن يفلت منك لغيرك.. كانت معظم المداخلات نسائية وأصبح الشيج نجمه فى صعود مستمر ولا سيما وأن معجباته غالبيتهم من النساء ....وقرر أن يتزوج بزوجة أخرى كى تعينه على أعباء الدعوة ....كما تغير مسلك القناة تجاهه لعلمها بضعف بضاعته وعدم تمكنه فقرر أن يستقل بقناة جديدة تدعى الحكمة ... ولا بأس من دعوته والاحتفاء به فى الجامعات المصرية وعلى رأسها جامعة القاهرة ـ جامعة التنوير سابقاًـ فى ذكرى إحتفال مئويتها لإلقاء المحاضرات كداعية إسلامى وخبير إعلامى ويحرم منها أمثال نصر حامد أبو زيد !!!!!!!!!!
هل تعرف من هو ؟ على من يعرف عليه الإتصال على أى رقم فى مجتمعاتنا المخترقة حتى النخاع ... فنحن شعوب ليس لها ذاكرة ….طيبة القلب لها المظهر ....متسامحة لأبعد مدى من حق أى مدعى أن يخترقها دون مقاومة...؟!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي