الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خير !!!حلم مبشر بالخير

نشأت المصري

2008 / 3 / 20
كتابات ساخرة


كالعادة كنت أشاهد الأخبار في التلفزيون المصري , فوجت خبر من الأخبار المهمة لأنه يقدم حدث يشارك فيه الرئيس حسني مبارك شخصياً ,, فقد تشرف السادة الدعاة وحفظة القرآن بالجوائز من يد رئيس البلاد ..
وأثناء تعلقي بالخبر سمعت الكلمة التي ألقاها الرئيس مهنئاً البلاد بحلول المولد النبوي.
وكل عام وأنتم بخير ,,
متباهياً بدور الدعاة وأنصف الدعاة المتميزين ,, وقد قال في كلمته :
أنا رئيس لمصر دولة كل المصريين ,, دولتكم أنتم المصريين المسلمين ودولة أخوتنا المسيحيين المصريين ,, واليوم أتشرف بتوزيع الجوائز على الشيوخ والدعاة المسلمين, وفي أقرب مناسبة سوف أوزع بنفسي الجوائز على المتميزين من أخوتنا المسيحيين فهم أخوتنا وتربطنا معهم أرض مصر وتربطنا معهم مصريتنا وتاريخنا المشترك ,, وأنني سوف أعاقب وبكل شدة كل من يتطاول في خطابه الديني مناديا بفتنة طائفية ,,أو كل من يدعو للعنف والإرهاب والتكفير.
وفي لحظات وجدت نفسي في لقاء كبير يحضره قداسة البابا شنودة الثالث ,, وأعضاء المجلس المقدس والكهنة والشيوخ المسلمين على رأسهم فضيلة شيخ الأزهر,, وضيوف من السادة الإعلاميين الأجانب والعرب ووكلات الأنباء المقروءة والمرئية ,, وجمهور كبير من الشعب المسيحي والإسلامي ,, والكل في انتظار شرف مجيء الرئيس محمد حسني مبارك ليوزع الجوائز على الآباء الكهنة والأساقفة المتميزين في دعم السلام الاجتماعي ودعاة المحبة في العالم وبين شعب مصر,, وتوزيع الجوائز على السادة النوابغ المسيحيين في المجالات العملية والعلمية ..
وإذ هي لحظات حتى أن الرئيس حسني مبارك دخل مكان الحضور ,, والهتافات والزغاريد تملأ المكان ورائحة العطور والورود تملأ الأجواء المحيطة وتختلط أنغام التراتيل والمدائح المسيحية مع التراتيل والمدائح الإسلامية ,وصوت الآذان وأجراس الكنائس,وصوت الأغاني الوطنية جميعها مختلطة في أنغام من أجمل الأنغام التي طربت آذاني .
وكان شعوري قوي ورهيب فقد كانت الفرحة تلهب مشاعري ,, وكلي إعجاب بالزعيم الذي استطاع أن يجمع كل فئات الشعب مجتمعة حول محبته ,, وقلت في نفسي لقد انتهت فترة الكفاح من أجل وحدة الشعب المصري ولا داعي للكتابة في هذا الشأن مرة أخرى ويجب إن نكتب عن الحب والإخاء الإسلامومسيحي ونعطي لكل العالم مثل على الوحدة الوطنية تحت راية الزعيم رئيس البلاد محمد حسني مبارك وأثناء هذا الإحساس المختلط بالفرحة والإعجاب بالرئيس والخوف أيضا من الإرهاب الذي يتربص لكل محاولات البنيان في هذا البلد العظيم مصر!! سمعت والله أعلم أحد الجالسين على المنصة ينادي اسمي نشأت المصري ,, الجائزة الأولى في مجال الكتابة من أجل الوحدة الوطنية في مصر ,, ومن أجل تمسكه بحقه وحق الشعب المسيحي مناديا بحب مصر.
وما أن سمعت اسمي صرخت بكل ما عندي من قوة,,, مصر!!! مصر !!! يعيش الرئيس محمد حسني مبارك موحد طوائف الشعب حول حب مصر ,,, يعيش الرئيس الذي نجح في اقتلاع الإرهاب المتمثل في الإسلام السياسي من مصر,, يعيش حسني مبارك رئيساً لكل المصريين مسلمين ومسيحيين, وخرجت وأنا أندفع وسط الجماهير لكي آخذ جائزتي من يد الرئيس حسني مبارك ,,وما هي إلا لحظات حتى كنت أمام سيادته ,,وأنا أمد يدي لنوال الجائزة حتى سمعت صوت طلقات الرصاص تدوي في المكان ,وما هي لحظة كدت فيها ألتفت خلفي لأعرف هذا الصوت ممن !!! فوجت نفسي قتيلاً والدماء تتدفق من كل جزء في جسمي ,,وأخر كلمة سمعتها هي :
الله وأكبر !!! الموت للكفرة وأولهم من يحبهم ويحميهم .. الموت للكفرة
ومن شدة الألم كدت أصرخ ولكني لم أستطيع !!! فوجت نفسي أعاني من كابوس وأنا أمام التلفزيون , ومازالت نشرة الأخبار تتلو أخبارها ,, ومنزلي هو !! هو وأنا لم أمت ولكني عايش على أمل أن ننتهي ونستيقظ من كابوس التمييز العنصري في مصر...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب