الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحقيق عن التعليم في العراق

نبيل قرياقوس

2008 / 3 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يوميات عراقي ..
لبن كتل سياسية عراقية

المتابع للتصريحات والبيانات والمؤتمرات المتكررة لمعظم رؤساء وممثلي الكتل والاحزاب السياسية العراقية ينبهر بمثالية القيم والمباديء التي تطرحها هذه الكتل لدرجة قد يعيش المتلقي لحظات يتمنى لو يصبح كل وزراء الحكومة من تلك الكتلة المتحدثة التي لا هدف معلن لها سوى اداء المهمة الوزارية بروح وظيفية عراقية مسؤولة وبقدرة وكفاءة كافية لاشغال تلك الوظيفة بما يؤمن للشعب العراقي العدالة والامانة والانصاف لحياة افضل تزيح عنه عقود سنين عجاف مضت ..
يصدم المرء بعد لحظات استدراكه ان الوزير الحالي الفلاني والمحسوب على تلك الكتلة او الحزب هو اول الوزراء المعروف عنهم بعدم كفاءته حتى لاشغال كرسي موظف استعلامات وليس كرسي وزارة !!
ضاع العراقي تائها بين اقوال كتل واحزاب سياسية تسمو به في السماء وافعال لها تحط به تحت الارض ..
الشارع العراقي اغلبه بعيد عن تلك الكتل والاحزاب ، لقمة العيش الصعبة المنال اصبحت مدعاة لبعض مساكين هذا الشارع لينتظموا مصفقين لاناس سياسة يعرفون جيدا في قرارة انفسهم انهم يقولون ما لا يفعلون وينوون ما لا يجهرون ..
التعليم في العراق : واقع وطموح

تحقيق : نبيل قرياقوس بولص –

قطاع التربية والتعليم في المدارس العراقية واقعا وهموما هو محور تحقيقنا مع شخصيات مختلفة من مثقفين واساتذة وطلبة واولياء امورهم ، نماذج مختلفة مثلت رأي الشارع العراقي في بغداد عن مدارس وزارة التربية ومناهجها ..
*الست ميسون المعلمة في احدى المدارس الابتدائية ببغداد قالت:
-اساليب ومناهج التدريس لجميع المراحل الدراسية بحاجة الى تغيير كلي وفقا لأصول حديثة مطبقة في الدول المتطورة، وهذه المناهج والاساليب الجديدة ليس باستطاعتنا اقرارها وتنفيذها محليا دون مساعدة خبرة اجنبية متخصصة.
واضافت الست ميسون مشيرة الى امثلة لبعض ملامح الاساليب الحديثة بالقول:
-ليس بالضرورة ان يجبر الطالب في كل المراحل الدراسية وابتداءا من مرحلة الروضة على دراسة مادة لايرغب دراستها، حيث بالامكان تحقيق ذلك وفق سياقات منهجية تعليمية حديثة مع منح الطالب فرصة التوسع في دراسة المادة التي يميل لتقبلها.
*الاستاذ ليث المعلم في مدرسة ابتدائية اخرى، تحدث لنا عن اوضاع من مستو اخر يعكس بعض هموم الاساتذة والمعلمين قائلا :
-تعاني بعض ادارات المدارس الابتدائية والثانوية من مشاكل خطيرة يعود سببها الى الوزارة او مديرية التربية، حيث ينسب مدراء شباب ذوو خبرة قليلة وقدرة هزيلة في التعامل مع بقية الاساتذة في المدرسة او مع الطلبة، حتى ان بعض اولئك المدراء لايصلح للتعليم اصلا من حيث تصرفاته الطائشة، فما بالكم عندما يكون مديرا؟!.
وخلص الاستاذ ليث في حديثه مخاطبا وزارة التربية بالقول:
-نقترح ان يكون اختيار مدير المدرسة بانتخاب سنوي يجري بين مدرسي المدرسة وبحضور ممثل الوزارة على ان لا يقل عمر المدير عن اربعين عاما كحد ادنى.
*وخلال تجوالنا في مداخل بعض المدارس، حدثنا الطالب رامي مؤيدا ما ذهب اليه الاستاذ ليث، قال رامي:
-مدير مدرستنا الثانوية شاب صغير العمر ، ونحن كطلبة لانرى فيه اي سمة تساعدنا على احترامه، اننا نشعر انه عدونا، حيث انه لايحترمنا، وهو دكتاتوري في آرائه واوامره غير المنطقية ويتعامل معنا وكأننا جنود اسرى، وبالمناسبة نحن نحس بعدم وجود اي تعاون بينه وبين بقية الاساتذة في المدرسة وخاصة القديرين وذوي الاعمار الاكبر منه، بينما يحيط بالمدير نفر من اساتذة متملقين.
واضاف الطالب رامي موضحا ومتسائلا: -تصوروا ان هذا المدير لايحترم حتى اولياء امور الطلبة الذين يراجعونه، ونحن لاندري كيف تم اختيار مدير مدرستنا وهو بهذا العمر وهذا السلوك، وليكون مسؤولا عن اساتذة هو بعمر ابنائهم! واقترح رامي ان يشترك الطلبة في الانتخاب السنوي الذي يجري لاختيار مدير المدرسة.
*في مكان اخر من بغداد، التقينا الطالبة كرستينا من احدى المدارس الثانوية، وتحدثت لنا عن جانب اخر يخص توزيع القرطاسية لطلبة المدارس ومواضيع اخرى مهمة:
-دخلنا نصف العام الدراسي الثاني ولم نستلم للآن سوى دفترين ذات ستين ورقة، فهل هذه القرطاسية كافية للطالب الثانوي لعام دراسي كامل؟ وهل انها حقيقة ما يخصص للطلبة؟!
*بينما اخبرنا نمير الطالب في احدى ثانويات المتميزين ببغداد قائلا:
-لم نستلم للآن اي (ورقة) قرطاسية من الدولة!! واسترسل نمير يحدثنا عن فقدان تقدير الطلبة المتفوقين في المراحل الدراسية المختلفة قائلا:
-ارى ان اهداء حاسوب او حتى مجرد (كتاب ثقافي) للطلبة الثلاث الاوائل على مراحلهم سنويا شيء ليس بالصعب بينما هو ضروري جدا، نرى ان هذه الناحية مهملة رغم اهميتها التربوية واهمالها يدل على نواحي خلل كبير في الجهاز التعليمي والتربوي.
*(ابو احمد) احد اولياء امور الطلبة حدثنا عن متاعب ابنه احمد الطالب في الصف السادس الثانوي قائلا:
-مع الأسف معظم الاساتذة منشغلون في اعطاء الدروس الخصوصية خارج المدرسة بينما لايولون اهمية لتدريس طلبتهم في المدرسة، واجور الدروس الخصوصية مبالغ عالية جدا تشكل عبئا حقيقيا على اولياء امور الطلبة.
احمد حدثنا هو الآخر عن معضلة اخرى تواجهه:
-انا طالب مجد وذكي واسعى للالتحاق بالكلية الطبية لأنها رغبتي الحقيقية، لكن مشكلتي تكمن في ان مستواي باللغة العربية ليس في وضع حصولي على درجة عالية جدا وذلك قد يحرمني من دخول كلية الطب، اتساءل ما علاقة اللغة العربية بكلية الطب؟ متى سيتم وضع اسس منطقية جديدة لمفاضلة القبول في الكليات المختلفة؟
*السيد رياض ابو الحسن ولي امر احد طلبة مدرسة ابتدائية كشف عن معاناة ابنه الطفل في المدرسة قائلا:
-ابني طالب في مدرسة ابتدائية بقلب العاصمة ومشكلته هو كثرة عدد الطلاب في صفه الى حد يجعله لايحصل على مقعد يستطيع الجلوس عليه في بعض الايام، بينما نرى مدير المدرسة لايقترح او يطلب من التربية فتح مدرسة اخرى لتداوم دواما ثانيا بنفس البناية، ترى ألا يوجد مشرفون يطلعون على اعداد الطلبة وسعة المدرسة؟! تلك هي بعض صور معاناة واقع التعليم في العراق، نقلناها من اناس التقيناهم دون موعد ودون ان يكون لهم قصد شخصي سوى التعبير عن رأي لأوضاع افضل للعملية التعليمية والتربوية في العراق... نأمل ان تحضى ملاحظاتهم باهتمام المسؤولين في وزارة التربية

صادفت عراقيين كثيرين يتمنون الان لو يكون الوزير في العراق موظفا اجنبيا يعين براتب شهري ويؤدي واجبه مخلصا مساويا بين جميع العراقيين !!
مشكلة السياسيين ان لا احد فيهم يقول ان لبني حامض ، ونحن كابناء الشارع العراقي نسايسهم ونقول لهم :
نحن من لبننا حامض بل علقم ، اما لبنكم فاطيب من العسل ، كلوه كله او بيعوه ، لكن كفاكم كذبا وتأكدوا انكم بالنسبة لنا كمن يغمض عينيه ظانا ان لا احد يراه !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلم الدولة الكردية.. بين واقعٍ معقّد ووعود لم تتحقق


.. ا?لعاب ا?ولمبية باريس 2024: سباح فلسطيني يمثل ب?ده ويأمل في




.. منيرة الصلح تمثل لبنان في بينالي البندقية مع -رقصة من حكايته


.. البحث عن الجذور بأي ثمن.. برازيليون يبحثون عن أصولهم الأفريق




.. إجلاء اثنين من الحيتان البيضاء من منطقة حرب في أوكرانيا إلى