الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاظم حسوني /نقد المجموعة القصصصية

شاكر رزيج فرج

2008 / 3 / 21
الادب والفن


ظمأ .... قديم
الحراك باتجاه الرواية الشاملة
ان ارجحية بروز شديد لمضمون شمولي مؤثث داخل تنوع في البنى الحكائية لاي مجموعة قصصية يمنح القارئ مساحة من التخايل لاعادة هيكلة المسرودات وكأنها تمتلك ـ وحدة موضوعية ـ متماسكة الى حد مقبول ، وظمأ قديم هي باعتقادي انموذجا لهذا الرأي .
وعلى افتراض قبولنا برؤية ـ كريستيفا باختين ـ حول النص ( المنفرد) والقائل : انه عبارة
عن فسيفساء من الاقتباسات وان النص امتصاص واعادة تشكيل لنص آخر، فان اعادة
تخليق متون النصوص السبعة / التي هي كامل المجموعة / يقودنا الى النظر اليها من زاوية اخرى ، يستفزنا السؤال التالي :ـ اما كان لهذه المجموعة ـ المقطعة الاوصال ـ ان تكون رواية او على مقترباتها بعد ازاحة بعض الشوائب !! وفي مقدمتها العناوين ، باعتبار العنوان ، توسيم هامشي يلد اثر بروز شديد لاحد الانساق ، والاكتفاء بالرئيس الذي يتقدم المجموعة ؟ ومن ثم تفكيكها( لا تقويضها) واعادة البناء الهندسي الشكلي من جديد دون ان تفقد ميزتها كقيمة ابداعية ذات حبكة متينة
ومضمون غني .
فالمعروف عن مقدمات الرواية ، هو الشخصية / الشخصيات / المحورية والتي هي
بمثابة ـ قطب الرحى ـ الذي تتحرك حوله الشخصيات الثانوية والحيوات الاخرى بالاضافة الى المؤثرات الموضوعية ـ التكميلية ـ والتي تشغل عبر الوقائع والاحداث
المساحة الاكبر من ـ القص ـ والتي يكون نموها وتطورها مرهونا بالعديد من المثيرات للوصول الى نهائياتها المغلقة او المفتوحة وفق رؤية القاص ونواياه .
ففي رواية جاسم عاصي ( مستعمرة المياه ) يزاح ـ مردان عن ميدان القص كما ازاح الروائي ـ اجداد المكاصيص ـ بدءا ليأتي دور الابن ـ سامح ـ في عملية ـ تعاقب الاجيال ، لكن البطل المحوري ـ في هذه الرواية الرائعة ـ كان باعتقادي هوـ كوت حفيظ ـ كذلك نجد من خلال السرد المتعاقب في رواية ـ المنعطف ـ لـ حنون مجيد حيث نكتشف اكثر من راو واكثر من قصة تمتلك كامل المقومات او ـ ام النذورـ
لـ ـ عبد الرحمن منيف ـ والتي تتحدث عن طفل ( سامح ) والذي يتملكه خوف من الحياة يجد نفسه تحت رحمة شيخ لايعرف غير السباب فيتحول الى انسان متمرد ،
بينما يتناول متن القص العديد من الاحداث ، فالشيخ درويش محاط بالاساطيروسالم اليماني رجل معدم ، مسالم ، سكير والحاجة نعيمة صانعة الادوية والادعية .... وهذا يعني الى حد ما ان الرواية هي عبارة عن مجموعة من القصص / لمحات / ومضات / يوحدها قاسم مشترك / ثيمة مركزية خابية / ومجموعة من الحبكات المشفرة .
وبتعبير مباشرـ الرواية هي تلاقح مجموعة من القصص القصارتتحرك ضمن ايقاع
متناغم وفي فضاءات مخلقة واضاع ومثيرات معرفية ونفسية وموضوعية متنوعة تتقبل على نحو التكراروالمط واستيعاب الحقائق والاوهام ـ على حد سواء .
و يعني ايضا ان حجم العمل الادبي ( وهو من مستلزمات الرواية ايضا ) سيتبوأ
مقعده متماسكا داخل المنجز( لانعني بذلك التماسك داخل كل متن ، بل التناغم فيما
بينها ) حيث يمكن تقييس ذلك ـ الحجم ـ من تأثيره النوعي لا الكمي ، أي التناغم في
تونات الايقاع ، الذي يمثل ـ النبض ـ ( على حد تعبير غاتشف ) لقلب الرواية .
ولكي لا نذهب بعيدا يمكن ان نرى البطل يطل علينا من نوافذ نصوصه محققا لكينونيته وجودا فاعلا .
وبصدد مجموعتنا ، يمكن تحديد ـ قطب الرحى ـ بافتراضه البطل الذي يفرض هيمنته على كامل الانساق والبؤرالتي تنتهي عندها ـ انه المطر ـ ومن ثم رديفه ـ الموت ـ كوصيف يحقق وجوده الفاعل والمؤثر في حالات خاصة .
ففي اقصوصته الاولى ، ( في انتظار المطر) ، يستنهض القاص كاظم حسوني ذاكرتنا لنستعيد واياه محطات مررنا بها، تلك هي الايام الخوالي ببريقها البهي وعصفها المدمر ، حيث يتلاقح الحب والجمال والنماء متجاورا مع الموت والفناء والقهرعلى شكل ـ مونتاج متجاورـ (وفق تعبيرريكاردو) .... ( كلما تكاثفت سحب
السماء منذرة بسقوط المطر ، كنت اشم رائحته تتصاعد حولي ، من الارض والفضاء والشجرتملأني ، اغتبط بحضورها الطاغي ـ النص ) *( مطر قاس يجلد الوجوه ويولمها ، مطر مزمجر بزمهرير قاتل ـ النص ) .
وفي اقصوصته ( الثلج الكبير) يتحول عند قمم الجبال وسفوحها الى ثلج هائل يحفظ تحته جثث الحروب المجنونه ، وما ان يذوب حتى يكشف عورة الحرب!! ويفتح للدم المتجلط مساربا ونوافذا للاغتسال ، بينما نشاهده في الاقصوصة الثالثة ( نداء اخير )
ــ مطر صاخب امتص اصوات القصف والصراخ والرصاص النازف من سماوات الجحيم واغرق الجثث والخوذ والاسلحة واكياس الرمل والاحذية الثقيلة وطوح بها الى شطوط وبرك معتمة ـ النص ـ وفي اقصوصته ـ حلم المساء ـ نجد الزوجة وهي تجلس على مسطبة قبالة النهرتتذكر ايام اللقاء الاول لزوجها الذي التحق بجبهة القتال
ثم تسترجع ايام الطفولة وعشقها للماء وكيف ان زوجها هو الوحيد الذي ( ادرك حقيقة تعلقها بالنهرـ النص ) وفي نصه الذي حمل عنوان المجموعة يستهل القاص بـ ( طفق المطر يهطل مدرارا عنيفا ، وبعد دقائق ما عادت ماسحات السيارة تفلح في ازاحة رشاش الماء المتلاحق ـ النص ) ، اما في ـ طقوس قيامة ليلى المغنية ـ نقرأ : ـ
( تناهى الى سمعي صوت غناء رخيم ، التفت خلفي فاذا هي تخطف امامي يتموج شعرها تحت المطرـ النص ) ولعل النص الوحيد الذي ينأى عن هذا هو ـ رجل في اعلى السلم ـ هذا النص الذي له ميزة تتجلى من حبكته ـ المتينة ! ـ والذي يستحق
التدقيق فيه منفردا في وقت لاحق .
ان الانشداد لهذه الفكرة ( أي تحويل المجموعة الى رواية او التعامل عليها على انه نص واحد له كامل المقومات ) ليست بفكرة جديدة او غير ممكنة ، فعلى سبيل الحصر، يذكرـ غريفتسوف ـ عن رواية ـ بلزاك ـ ( امرأة في الثلاثين ) : انها كما يبين تاريخ نصها ـ هي عبارة عن تجميع آلي لعدد من القصص القصيرة المستقلة
كتبت في سنوات مختلفة ونشرت في البدايةكل على حدة ـ الوعي والفن ـ ثم يطلق حكمه عليها قائلا:ـ ( انها مخاطة من مزق ! ) .
وبما اننا لسنا بصدد ايجاد نوع من التطابق او الافتراق بين المجموعة التي بين ايدنا ورواية بلزاك الا اننا يمكن تلمس المزايا لمجموعتنا ، سواء كان ذلك ما قدمنا عنه
او زمن النشر او ضمها بين دفتي كتاب واحد .
ان مجموعة القاص المبدع ـ كاظم حسوني ـ والصادرة حديثا عن دار الشوؤن الثقافية
اضافة جديدة في سفر القص العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا


.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس




.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام


.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد




.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش