الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى السادسة لاحتلال العراق..ذكرى بائسة

عبد العالي الحراك

2008 / 3 / 21
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لا يغركم ابناء شعب العراق , من يقول انها حرب تحرير العراق.. انها حرب احتلال وقتل وتدمير العراق .. تحرير العراق يعني حرية العراق.. يعني شعب يعيش حرا وسعيدا بأبنائه وخيراته. لا اسباب حقيقية لاحتلال العراق خارج الاهداف الستراتيجية الامريكية ومن ضمنها تدمير العراق وافشال للديمقراطية وتسليط الطائفية تفتك بالشعب .
الرئيس بوش كان مصمما ومستعجلا ولن يثنيه أي عذر او موقف ضد شن الحرب.. كان ارعنا شديد الرعونة فاق جميع من حوله في الادارة الامريكية , وتجاهل موقف الدول الكبرى في مجلس الامن والرأي العام الدولي والقانون الدولي , وضغط بشدة وهدد علانية دول الخليج والسعودية اذا تأخرت في دعم الموقف الامريكي , وكانتا قطر والكويت فاتحتين ذراعيهما لدخول القوات الامريكية عبر اراضيهما.. وحصلت الحرب وسقط النظام خلال ثلاثة اسابيع وبدأ تدمير الدولة وحل مؤسساتها المهمة ودخل العراق نفقا مظلما متعرجا وطويلا تملؤه الفوضى والعبث والدماء . لم تحصل حرب في التاريخ ان يترك شعبا لوحده اعزلا, امضى سنين طويلة بانتظار الحرية , يتكالبه الاعداء والطامعون من الداخل والخارج ولا احد في العالم يناصره ويعينه, لا اشقائه العرب ولا جيرانه ولا دول العالم ولا مؤسساته السياسية والاقتصادية او الانسانية.. حصل في العراق ما لم يحصل في أي بلد وفي كل الفترات والعصور. فالاحتلال يتربع على صدر الشعب والحكومة وهو غير مسؤؤل عن أي شيء في العراق سوى مصالحه ويتصرف على هذا الاساس بكل وقاحة وعنترية , ودول الجوار تتدخل كل حسب مصالحها وحجم العمالة والتأييد لها وحكومة طائفية لا تأبه للبؤس والتعاسة التي يعيشها الشعب في امنه ومأكله ومشربه وصحته وسكنه . فرغم مرور خمسة سنوات الا ان حياة العراقيين في تدهور مستمر, فالهجرة الى الخارج ما زالت مستمرة وقد تجاوز عدد الهاربين الاربعة ملايين والمهجرين داخل العراق المليون تقريبا , والعوائل تعيش بدون كهرباء ولا ماء صالح للشرب ومعظمها ما زالت تسكن دور الدولة ومؤسساتها المهجورة والديمقراطية التي تحدث عنها الامريكان , وانتظرها الشعب بفارغ الصبر كانت ديمقراطية الارهاب والميليشيات. انها حرب فاشلة في جميع القياسات وقد خسر الشعب العراقي خسائر كبيرة ولم يلح في الافق مخرجا ولم تظهر على السطح قوة وطنية شعبية تأخذ على عاتقها انقاذ الشعب والوطن .
فأمريكا وبالرغم من كساد اقتصادها واقتصاد الدول الاوربية بسبب حربيها المستمرتين في افغانستان والعراق وارتفاع اسعار النفط , الا ان القيادة الامريكية ما زالت تعتقد بأنها تحقق انتصارات فيهما , وان اقتصادها ما زال سليما معافى , لانها تسنده و تعوضه من نفط العراق ونفط الخليج و غاز افغانستان .. تحتل اراضيهما وتستغل خيراتهما وفيهما تقتل النساء ويعم الحجاب.. وهذا تخلف كبير يتعمق في هذين البلدين اللذين لم يكفيهما ما فيهما من تخلف. تخلف يفيد امريكا وهي ترعاه , لانه يديم التأخر ويسهل السيطرة عليهما وعلى خيراتهما الوفيرة في النفط والغاز والموقع الجغرافي الستراتيجي.. تستمر اهداف امريكا في اشعال الحروب لأنها تجارة رابحة لصناع وتجار السلاح ونافعة لأمريكا .. شعوب هذه البلدان حطب الحروب , والمرتزقة الاجانب الذين يبيعون حياتهم في سبيل الدولار والجنسية الامريكية .. وامريكا لا تأبه لحياتهم الا عندما تصبح ظاهرة احتجاج داخلية تؤثر على موقع الرئيس وحظ حزبه في الانتخابات القادمة , وهي لم تصل الى هذا المستوى لحد الان , كما حصلت اثناء الحرب الامريكية في الفيتنام .. اهداف امريكا عديدة ومتداخلة فاذا تأخر تحقيق هدف كبير فهي تعوضه بمجموعة اهداف صغيرة . وهل ضمان تخلف تلك البلدان يعتبر من الاهداف الصغيرة ام الكبيرة بالنسبة لامريكا؟؟ انه الهدف الاساس الذي تبنى عليه الاهداف الاخرى. فاذا وعت الشعوب وارتقت حضاريا ومارست الديمقراطية واستثمرت خيراتها بنفسها وبنت المصانع وطورت الزراعة وانشأت المدارس الجامعات وازاحت القناع والحجاب وتحررالعقل واصبح صوتها هادرا في المحافل الدولية ووحدت قواها وساعدت الدول الفقيرة على النهوض واللحاق بركب التقدم والتطور.. عندها لا حروب امريكية ولا عدوان امريكي . فذكرى الحرب وذكرى احتلال العراق هي ذكرى بائسة وحزينة وعلاماتها ما زالت مستمرة .. جعلتها امريكا بهذه الحالة لانها تريد للعراق هكذا وهل يريد الشعب لنفسه هكذا. ان القوى السياسية العراقية الحاكمة حاليا لا تأبه لما يحصل للشعب لانها مشغولة بهمومها واهدافها الذاتية.. مسؤؤلية الكوادر الواعية ان توعي الشعب للمطالبة بحقوقه وان لا ينتخب من استغله واساء اليه ولم يقدموا له ما يستحق طوال فترة ليست بالقصيرة في بلد غني بخيراته كالعراق .. فلنحول هذه الذكرى البائسة الى امل وتفائل يفتح طريقا جديدا نحو الوحدة الوطنية والخلاص من الاحتلال والطائفية رأسي البلاء والدمار في العراق









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني ينتزع فوزًا تاريخيًّا في البرلمان | #مر


.. زعيم حزب العمال البريطاني ينتظر تكليف من الملك لتشكيل الحكوم




.. ما المتوقع بعد فوز حزب العمال البريطاني في الانتخابات العامة


.. ريشي سوناك: حزب العمال فاز في الانتخابات وحزبنا يواجه هزيمة




.. انتصار ساحق لحزب العمال في انتخابات بريطانيا أنهى هيمنة 14 ع