الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقراء يدفعون الثمن دائماً !

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2008 / 3 / 23
حقوق الانسان


الحروب يصنعها المتنفذون ، الأقوى في عالم السياسة.
أما اوضاعها وظروفها ، فيستغلها تجار البشر والغلاء والاحتكار..
ويبقى الفقراء والكادحون في مقدمة مَن يدفع الثمن ، بل هم الوحيدون الذين يدفعونه ، مع أنّ الحرب لايصنعها الفقير ، ولايريدها ، وليست له فيها مصلحة كالتي لدى مَن يشعل نارها.
في الحياة ، على هذا الكوكب الملتهب البائس ، هناك دائماً ، شخص يزرع ، وآخر يحصد.. فاذا كان المتنفذون ( يزرعون ) الالغام ، فأنّ الفقراء هم الذين يسيرون عليها مجبرين.
واذا كان الفقراء يزرعون الشجر ، فأنّ المتحكمين هم الذين يتفيئُون تحت ظلالها!!
وفي العراق ، زادت مساحة الفقر على نحو مخيف ، وكذلك مساحة الفساد الاداري والسرقة من المال العام ، فلم يرتفع لدينا بنيان ، ولم ينتعش الوضع الاقتصادي للمواطن العراقي ، بل أنّ عدد المتسولين والباعة الجوالين واصحاب ( البسطيات ) قد زادَ.
انّ الفقراء والكادحين المستقيمين ، هم الوحيدون الذين لايستفيدون من ثروات البلد ، فلماذا يُفرَض عليهم أن يكونوا أول المضحين ؟!
نعم ، يظهر بين الفقراء سارقون ، محتالون ، فاسدون ، لكن أولئك تدفعهم ظروف الفقر والقهر الى الانحراف ، بيد أنّ هناك مَن يقتات على جسد العراق ، وجيوبه ملأى بالدنانير ، وكرشه منتفخ حتى يكاد ينفجر كالبالون ، فما حاجته الى سرقة لقمة الفقير ؟!
الفقراء والكادحون الصالحون هم أكثر من يعطي لهذا البلد .. هم أكثر مَن يبني .. وهم أيضاً الأكثر اعتزازاً بكرامتهم.
ويُفترَض بالمعادلة المختلة أن تنقلب ، ليكون المضحون هم أوائل المستفيدين.
حتى ان لم يستفيدوا ، ألا ينبغي لهم أن يشعروا بأحترام الدولة لهم ، في الأقل ؟!
الاحترام لايكلف المسؤول مالاً من جيبه الخاص ، حتى لايمنح المواطن احترامه .. انّه يتطلب ضميراً حياً فقط.
لكن الضمير الحي ليس له محل ، على ما يبدو ، لدى أولي الامر عندنا..
هناك ، فقط ، عين يقظة ترى مايمكن سرقته بعد ، وفمٌ يلتهم .. وبعد كل وجبة التهام ، تنغلق العين على نفسها ، لئلا تتعب برؤية عذابات الفقراء والكادحين ، سواء الذين مازالوا يعيشون في الوطن ، أم الذين غابوا في أفق الغربة حاملين معهم عبء الفقر ، وهم يدفعون بغربتهم ثمن اخطاء السياسيين غير المحنكين ، الذين تركوا الساحة ـ جهلاً أو تعمداً ـ مفتوحة لكل مَن لديه ثأر مع العراق او مصلحة بأشعال النار في شعبه..
لكم الله ، أيها الفقراء والكادحون ،إصرخوا عالياً ولاتصمتوا على الذل والجوع والقهر ، فبصبركم المقرون بالصراخ والاعلان عن رفضكم الظلم، انتم الاغنياء!!.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة اعتقالات إسرائيلية خلال اقتحام بلدة برقة شمال غربي نابل


.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين




.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري


.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين




.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!