الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعاً.. ايها الشهاب

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2008 / 3 / 24
الصحافة والاعلام


نجم آخر في سماء الصحافةالعراقية، هبط على الارض مضرجاً بالدم.
قلمٌ عراقي آخر غير قابل للبيع والشراء، قد كفّ عن نزيف الحبر بعد ان استنفد نزيف دمه.
ضميرُ حي ظل ينادي بحقوق للصحفيين العراقيين حتى آخر نَفَس.
قلبُ ابيض لم ينسََ زملاءه حتى وهو طريح الفراش.
والد الصحفيين العراقيين ، شهاب التميمي، يخطفه الغدر من بيننا، ليترك بيته الذي احبه وأثثه بعد طوفان الخراب، بالحب والايمان الصادق بعبور العراق محنته، وإن طالت وطال معها القتل المجاني الذي جعل نقابتنا خالية من ظل التميمي وبصماته الحنون.
سنفتقدك، ايها الصديق.
ايها الضمير الذي يمثل كل الضمائر الحية في زمنٍ لا ضمير له..
لماذا اخذوك منا؟
أهكذا كانت قيمك ومبادؤك تسبب (الحساسية) لجلودهم النتنة ؟
أهكذا كان وجودك على رأس نقابتنا الحرة يضج مضاجعهم ، ويُقلِق سرائرهم ويعطل مطامعهم ؟!
ها قد خطفوك من بيتك ( النقابة ) ، فهل نتركها لهم ؟
أتتركون نقابتكم لكل مَن هبَّ ودبّ ايها الصحفيون ؟
لقد اخترتم الشهاب على رأس النقابة من قبل ، وعليكم أن تختاروا شهاباً أيضاً ، وإن كلفكم الاختيار أن تجف شرايينكم ..
ليس لكم سقف ٌ يحميكم من رصاص الغادرين سوى السماء ..
أما الارض ، فلم تعد سوى طرق مفخخة بكمائن الموت ، إذ ابتلينا بواقع مرير .. بفوضى عارمة .. بعصابات تصول وتجول كيفما تشاء من غير أن يردعها قانون أو قبضة قوية .. فمصيبتنا ، أننا بلا حماية ، بل كل مواطن بلا حماية ، فهل يستأجر كل مواطن حارساً شخصياً ( بودي غارد ) يحميه إن لم تكن الحكومة قادرة على حماية الناس ؟!
الصحفيون ، لاينتظرون من الحكومة عزاءً حين يهبط من سمائهم نجمٌ .. لايريدون منها رثاءً ، حين يصمت قلم .. لايطلبون منها فرصة للعيش حين يتعرضون للتهديد ، وتُقطَع عنهم أرزاقهم .. إنهم لايريدون سوى أن تكون هناك ، بالفعل ، سلطة رابعة ، وأن تظل أصواتهم عالية ، أعلى من صوت البغي ، وان يكتبوا بحرية من غير ان يشعروا بالتهديد، انهم يريدون وطنا ً آمناً لجميع العراقيين.
وهكذا كان الشهاب، التميمي، يريد حين سعى الى اقرار قانون لحماية الصحفيين، لكنه كان اعزلَ إلاّ من صوته النقي وتطلعاته النبيلة، ليسقط برصاص الغادرين.
قد رحلت عنا، أبا ربيع، لكنك فزت، والذين تلطخت ايديهم بدمائك هم الخاسرون.. هنيئا ًلك ضميرك وقيمك وشجاعتك وسعيك لخدمة الاسرة الصحفية، فما زرعته في حياتك، تحصده في مماتك ذكرى لن تموت في قلوبنا..
وليس من صورة نجسد فيها احترامنا لذكراك، الآن، افضل من حماية نقابتنا من المتطفلين، اصحاب الأفواه الكريهة الواسعة والضمائر الميتة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة الأردنية تقر نظاما يحد من مدة الإجازات بدون راتب لمو


.. حرب غزة.. هل يجد ما ورد في خطاب بايدن طريقه إلى التطبيق العم




.. حملة ترامب تجمع 53 مليون دولار من التبرعات عقب قرار إدانته ف


.. علاء #مبارك يهاجم #محمد_صلاح بسبب #غزة #سوشال_سكاي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. كيف وقع كمين جباليا؟