الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإعلام في منظور دولنا الشمولية

حسين خوشناو

2008 / 3 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لسوء الحظ أو ربما على الأغلب لأسباب أخرى، أبتلينا نحن سكان الشرق الأوسط بأنظمة ديكتاتورية شمولية لا تترك أدنى مجال إلا و تحشر نفسها فيه، بغية السيطرة المطلقة. إقتصادنا الغني ومواردنا الوفيرة وخزائننا الكثيرة، محبوسة في يد نفرٍ قليل يعبثون بها أمام أعيننا المحدقة ونحن أذلاء.
لحسن الحظ جماعات مختلفة منا، تمكنت من الإنفلات من قبضة دولنا التي تعامل مواطنيها بمرتبة أقل من مرتبة البهائم. بعد خروجنا من أوطاننا، وكم كنا محظوظين، تجسدت المقاييس أمامنا. مقياس التخلف، مقياس المعاناة، مقياس الخسائر العظمى في الحياة، مقياس الأعمار المهدور في بلادنا من أجل لا شئ. هذا عندما التقينا بشعوب أخرى وتعرفنا على أوطانٍ أخرى وأنماط معيشة أدهشتنا بقدر ما دفعتنا إلى مقاييسها بما لدينا من كوارث ما زالت تؤثر فينا ونحن منفلتون منها جسدياً!
بالطبع هناك فينا من يرفض ذلك وحاول ويحاول فتح فمه عبر جريدة، أو محطة إذاعية، أو موقع الكتروني بعد اختراع الانترنيت العابر للحدود والديكتاتوريات.
إحدى المجالات التي تحاول ديكتاتوريات (نا) السيطرة عليه ولجمه وتوظيفه لصالحها، هو الإعلام.
حكامنا الذين عاثوا في الأرض فساداً، وحوّلوا أوطاننا إلى جهنم يُضرب بها المثال في السوء والبؤس، يريدوننا نحن الضحايا أن نسكت عن جرائمهم وأفعالهم الشنيعة. يريدوننا أن لا نصرخ وهم يغرسون السكين في لحمنا ودمنا.
الإعلام عند حكامنا المنحطين حقاً هو البوق والسجاد الأحمر والتصفيق الذي يحيط بهم حيث يثقلون على صدورالأوطان ينشفون خيراتها.
الإعلام من مصدر (علِم). العلم والمعرفة حقان أزليان لكل الناس دون إستثناء. وإذا كان ذلك حقاً طبيعياً، فمن حقنا معرفة ما يجري في أوطاننا وما يحدث لثرواتنا وخيراتنا. إن السكوت فضلاً عن أنه لا يبررَ بأي حالٍ من الأحوال، فهو أيضاً إدمان على المذلّة والعبودية والتقهقر.
وإذا كانت مهمّة الإعلام تكمن في تنوير الناس وتزويدهم بالخبر والمعرفة، فما جدوى الإعلام الأخرس المتحول إلى مزقٍ وألعوبة تزيّن جريمة المجرم، وشناعة المستحكم بأمورنا بمستوىً هابط وسوء سلوك يكاد يكون الأكثر انحطاطاً في العالم؟
بإمكانياتنا المتواضعة، عزمنا أن نتحول إلى الشفرة التي تقف قبالتها لكمة الظالم.
عزمنا ونستمر عازمين أن نبلغ عن كل خبر ومعلومة إلى أناسنا سواء كان ذلك يسرّ حكامنا واتابعهم أم لا. ولا نبالي إذا كان الخبر سعيداً أو حزيناً فمهمتنا ليست صياغة الأخبار وفق اهواء معينة. وحتى لو لم يغير إعلامنا الحرّ شيئاً من هذه الأنظمة الشرقية الجوفاء، في الوقت الحاضر، فإنه سيحرك المسار نحو التغيير على المدى البعيد، ولكن المجرمون يغفلون ذلك أو يتغافلون.
وليعلم عن إعلامنا كل ذي شأن، أننا نستمتع في نقل الخبر إلى الناس وإبلاغ المعلومة، كإتقان للمهنة وكوفاء لجوهرها الإنساني العظيم في إداء رسالة لا تقبل وضع الرأس بين الفخذين وهي ترى ما يقترفه الظالم، خجلاً من معاييره ودنائتةوإنحطاطه.
الإعلام الصادق اليوم، سلاحٌ هادئ يحرّم أنظمة الإرهاب من الراحة، ويزودها بالكثير من الإرهاق والتعب. وكما تدين تدان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة