الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى الحرب

حسين علي الحمداني

2008 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


عادت الاقلام تتباكى على العراق في ذكرى بداية الغزو الامريكي وتلك الاقلام لم تتباكى على الشعب العراقي الذي عاش ويلات كثيرة زمن حكم الطاغية وكانهم يبكون على حظهم الذي جعل الامريكان يسقطون نظام صدام حسين الذي كان يهب لهم كوبونات النفط مقابل نشر صوره واخباره والدعاية له حتى تصور العراقيون انهم سيهزمون امريكا وان مجرد ضغطة زر هنا او هناك ستدمر البوارج الامريكية وعشنا نحن العراقين هذه الاوهام التي صورتها لنا مقالات الاخ المناضل عبد الباري عطوان في القدس العربي والجزيرة القطرية التي طارت من قواعدها طائرات الامريكان لتقصف العراق هذه وتلك صورت لنا اننا قادرون على هزيمة بوش ومن معه وصوروا لنا جيشنا على انه الجيش الرابع في العالم , يعودون اليوم ليتباكوا على العراق ووحدة العراق وهم اول الساعين لتمزيقها والداعين لفرقتها , فهاهو عبد الباري عطوان في قدسه يحرض الشعب الامريكي لتدمير بوش الذي كان السبب في مصرع اربعة آلاف جندي أمريكي في العراق ونسي عبد الباري ان اصغر حاكم عربي يقتل بجرة قلم او ايماءة مدينة بكاملها كما حصل في جنوب العراق وحلبجة وغيرها من المدن العربية التي تئن من حكامها.
نعم الامريكان احتلو العراق كما احتله البريطانيون من قبل وقبلهم الاتراك وغيرهم ولكن هل يزعجكم ان يكون العراق محتل؟؟؟؟ وهل يزعجكم نهب خيراته؟؟؟ وهل يرعجكم ان يكون للعراق دستور وحكومة منتخبة؟؟؟؟ لاأظن هذا يزعجكم لإن العراق عاش اربعة عقود من الزمن تحكمه نزوات طاغية جرته لحروب طاحنة نهبت خيراته ونهبت حتى سمعته كوطن وسرقت حضارته وعندما رحلت هذه الطغمة عن العراق تركتة ار خاوية وخزينة خاوية . فلماذا لم تزعجكم حروب صدام وقتلاه وتضحيات الشعب العراقي في الثمان العجاف وغزو الكويت وأم معارككم؟ هل الدم العراقي رخيص لهذه الدرجة؟ أم كنتم لا تعلمون؟ ربما لاتعلمون ايها السادة ان جيل كامل من ابناء الشعب العراقي لم يرى قشرة الموز ولم يشرب الببسي كولا ولم يضع الحبر البنفسجي في اصبعه وولد لدينا أطفال لم يفطموا لانهم لم يرضعوا أصلا.
أيزعجكم ان تحكم الأغلبية في العراق؟ نعم قد تقولون الشيعة؟ وربما لاتعرفون ان اغلبية ابناء الشعب العراقي من الشيعة وهذا ليس يحاسبون عليه فنحن في طور الديمقراطية الاولى واحزابنا لا زالت تحمل نكهة دينية فما الضير ان حكمت الاغلبية ؟ أعرف ان هذا يتعارض مع مبادئكم فالاقلية في العرف العربي هي التي تحكم ولكن في العراق الان الاغلبية بغض النظر عن انتمائها الطائفي والعرقي طالما انها اغلبية منتخبة من الشعب .
ربما ستظلون تكتبون في العشرين من مارس من كل عام وتستذكرون ذكرى العدوان الامريكي الغاشم على العراق ولكن في نفس الوقت عليكم ان تستذكروا بعد عام او عامين منجزات شعب العراق الذي تحرر من طاغيته وان تحاولوا استقراء مستقبل المنطقة في مرحلة مابعد سقوط الصنم فان الرياح التي ستهب من العراق بالتاكيد لن ترضي دول الجوار وجوار الجوار ايضا لانها ستحمل التغيير في كل شيء واول هذه الاشياء تغايير المفاهيم لدى المواطن العربي الذي بدأت بعض الملامح تتضح له اكثر فاكثر .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون