الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث ترجمة معاني القران الكريم الى الامازيغية مدخل اساسي لعلمانيتنا الاسلامية1

المهدي مالك

2008 / 3 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



اهداء
بمناسبة الذكرى الرابعة لصدور هذا الانجاز التاريخي اهذي موضوعي المتواضع الى الاستاذ العظيم و الفقيه الجليل سيدي الحسين جهادي من قبائل ايت باعمران المعروفة بانها ارض انجبت لنا رجال حملوا مشعل المقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي في اول الامر ثم الاستعمار الاسباني , و كما انجبت هذه الارض رموز نضالنا الامازيغي كالاستاذ احمد الدغرني امغار الحزب الديمقراطي الامازيغي المحترم و الفنانة الكبيرة الاستاذة فاطمة تاباعمرانت و اخيرا هذا الاستاذ العظيم الذي هو كذلك استاذ التاريخ منذ سنة 1963 و شاعر امازيغي له مكانته في الفن الامازيغي .
مدخل
في اطار اهتمامي الشديد برد الاعتبار لبعدنا الديني الضخم الذي انطلق منذ سنوات داخل حركتنا الامازيغية عموما و الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي خصوصا التي امنت منذ البداية بان الامازيغية لها بعد ديني ضخم لكنه غير معترف به انذاك بسبب سيادة فكر الحركة الوطنية المعتمد اساسا على ترويج اكذوبة او ايديولوجية الظهير البربري المعادية لكل ما هو يتعلق بالهوية الامازيغية عموما و جانبها الديني خصوصا من خلال مجموعة من الاشياء مثل طمس تاريخ المقاومة الامازيغية و كذا الاقصاء التام لتراثنا الديني الذي يتكون من الامداح النبوية و ألاف من القصائد الدينية سواء في الريف او في الاطلس المتوسط او في سوس ,
و هناك كذلك ملف تعريب الشان الديني تحت شعار الحفاظ العروبة و اسلام الحركة الوطنية و هذا التعريب الاعمى كان يهدف الى جعل عامة الامازيغيين يعتقدون بان العربية هي لغة مقدسة و لغة اهل الجنة الخ و بالتالي كان يمنع كل ما يخالف مع هذا الاتجاه المقدس و المفروض بقوة الاستغلال عن طريق الدين و الاستعانة بسياسة مشرقية كل ما هو ديني او ثقافي في مغرب الاستقلال و الحرية .
اذن كان المغرب لم يكن يسمح بظهور ترجمة معاني القران الكريم الى الامازيغية لان الحركة الوطنية قتلت العلمانية الاصلية و ادخلت في مكانها السلفية , و حولت الشعب المغربي الى شعب يجهل تاريخه من خلال تحريف المقررات الدراسية بحيث اول
درس في مادة التاريخ يتحدث عن الجزيرة العربية قبل الاسلام و هذا لاحظناه في في مقرر الاجتماعيات للقسم الخامس الابتدائي منذ كنا اطفال نتعلم تاريخ و ايديولوجية الاخرين و ننسى باننا نملك تاريخ طويل و حضارة دينية ساهمت في بناء كياننا المغربي المستقل .
و يخبرنا التاريخ ان الامازيغيون اهتموا منذ الفتح الاسلامي بالاسلام كدين و كقيم و كاجتهاد فقهي كما اشرت في مقالي الماضي و كما انهم اهتموا باكرا بمسالة ترجمة القران الى لسانهم الامازيغي حيث يقول هذا الاستاذ في استجواباته الصحافية مع الاستاذ مصطفى عنترة بان المغاربة لم يهملوا هذا الجانب اذ نجد في هذا الباب شذرات مكتوبة ترجع الى عهود غابرة , ثم قال في القرن الثاني الهجري قامت قبيلة بورغواطة بترجمة القران الكريم الى الامازيغية لكن اهلها اتهموا بكونهم خلقوا قرانا اخر, و لذلك ثم القضاء على هذه المبادرة ثم قال قد قرات في احد المنابر الاعلامية ان هذه الترجمة للقران التي قام بها البورغواطيون اكتشفت في تركيا.
و اما في عهد الدولة العلوية و بالضبط في فترة حكم مولى اسماعيل قام احد العلماء باستفتاء الشيخ الحسن اليوسي حول مسالة ترجمة القران الى الامازيغية و كان جوابه بالايجاب بشرط ان يكون المقدم على هذا العمل الجليل متمكنا من اللغتين معا اذن يظهر من كلام الاستاذ جهادي ان الامازيغيين اهتموا بهذا الموضوع كثيرا بالرغم من انهم امنوا بالعلمانية أي فصل بين الدين و امور الدنيا كترجمة القران و رفع الاذان بالامازيغية في العصر الموحدي و غيرها من هذه المظاهر تدل بان الامازيغيين كانوا علمانيين بمعنى انهم لم يؤمنوا بخرافات العروبة و مشرقية اسلامهم الخاص و تقديس العربية.
و صحيح ان الاسلام دين واحد في مصادره الشرعية لكنه مختلف حسب اجتهادات المسلمين في شتى العالم الاسلامي الكبير فهناك من يعتبر ان العروبة ضرورية و مقدسا من مقدساتنا الاسلامية و هناك من يعتبرها مقدسا من مقدسات المشرق العربي المحترم اذن هناك اختلافات عميقة بين الاسلام المشرقي و الاسلام المغربي الا ان المغاربة حديثا حاولوا تحويل اسلامنا الخاص الى اسلام اخر يقمع الاصيل و يشجع الدخيل .
اهمية هذا الانجاز على كافة المستويات
ان المغرب بدا يدرك اخطاءه الايديولوجية و سياسات مشرقية اسلامنا التي انجبت لنا ظواهر غريبة كظاهرة التطرف الاصولي الخ بمعنى ان المغرب مستعد الان لرجوع الى اسلامه الخصوصي لكنه مازال يخاف من هذا الرجوع لاسباب كثيرة .
و ندخل الى اهمية هذا الانجاز العظيم فاقول ان هذا المشروع له ابعاد كثيرة كاعتراف بوجود جانب ديني لدى المسالة الامازيغية و ظل هذا الجانب بعيدا عن الاضواء للاسباب المعروفة , ثانيا قد جاء هذا المشروع ليؤكد مرة اخرى باننا كحركة امازيغية لا نسعى ابدا الى الالحاد او القضاء على الاسلام كما تقول اسطوانة الظهير البربري بل نسعى الى مغربية الدين و الثقافة و التاريخ و استرجاع علمانيتنا الاسلامية و محاربة كل المحاولات الرامية الى تهديد استقرارنا و أمننا كشعب له اختياراته الحكيمة في ظل قيادتنا الجليلة .
للحديث بقية










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساع للتوصل إلى توافق في قمة سويسرا بشأن أوكرانيا للضغط على


.. قائد قوات الدعم السريع: بذلنا كل ما في وسعنا للتوصل إلى حل س




.. الناخب الأميركي على موعد مع مناظرتين جديدتين بين بايدن وترام


.. خلافات في إسرائيل إثر إعلان الجيش -هدنة تكتيكية- في بعض مناط




.. إذاعة الجيش الإسرائيلي: غالانت لم يعرف مسبقا بالهدنة التكتيك