الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي العراقي, لصاحبه حزب البعث !

نبيل الحسن

2008 / 3 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ربما لم يسمع الكثيرون وخاصة الأجيال الجديدة , بهذه المقولة , النكتة المضحكة المبكية , التي انتهى إليها حال الجبهة الوطنية العراقية , وطرفيها الرئيسيين , البعث والشيوعي , ومحاولة الهيمنة البعثية , التي أنهت تجربة جبهة وطنية علمانية تقدمية لمصلحة صعود فاشية مدنية عسكرية , تصورت إن اسبرطة والتجييش هما الحل لمشاكل المجتمع لا التطور التاريخي المتوازن .
- خلاصة ماحصل ولازالت آثاره تلاحظ إن حزب البعث في العراق لايرى في احد نقيض رئيسي له غير الحزب الشيوعي , وحتى بديله , لهذا يجب أن ينهيه أو يسيطر عليه لإخلاء الساحة والسلطة له وحده والى ابد الآبدين .
- حرب التصفية بعد انقلاب العام 1963 وبقرار رسمي ملزم حمل الرقم (13) الذي اقر الإبادة الجماعية الكاملة , ولكنه لم ينجح , بل العكس هو ماحصل , فقد تحول البعثيين إلى تيار مكروه ومعزول جماهيريا , استطاع بعدها حلفائه الناصريون من الانقضاض عليه وطرده خارج جنة التسلط والحكم التي لا يعيش إلا لها وبقربها .
- بعد انقلاب العام 1968 استوعب البعثيون الدرس الذي أساسه انه لا يمكن اجتثاث الشيوعيين , بعدما مارسوا ذلك الأمر وفشل , لذا يتوجب الاحتواء خطوة خطوة , تبدأ بالتغاضي ورصد حركة التنظيم مرورا بالتحالف وكشف الأوراق ثم الانتهاء بالتصفية الكاملة لمن يرفض الانضواء تحت أوتاد خيمة البعث القائد , وتحويل الكوادر المتذبذبة إلى بعثيين أو حصرهم لفترة في لجان العمل الوطني , .
- وفشل البعث مرة أخرى بعد انهيار الجبهة الوطنية أواخر السبعينات , وخروج النواة الصلبة والعمود الأساس للحزب فرارا إلى كردستان العراق أو الخارج , أو التخفي في الداخل مع ارتداء أي جلد كان .
- ماتبقى لحزب البعث الحاكم بأمره , أو حتى وهو خارج السلطة كما سيتبين لاحقا , الطريق الثالث بعد فشل التصفية والاحتواء , إيجاد البديل التابع , أي خلق حزب شيوعي مستنسخ , من عناصر متنوعة بين متساقطة أو مستفيدة تخرجت من دهاليز الأمن العامة , وقدمت لسنوات عديدة خدمات جليلة وبثوبها الشيوعي , لأجهزة المخابرات , حتى لو كان الأمر بتصفية رفاق الدرب وتسليمهم لقمة سهلة لحقد تيار البعث الفاشي , بثوبه ألصدامي الأشد شراسة في التعامل الساحق الماحق بحق الأصدقاء قبل الخصوم ومن أي لون أو ثوب كانوا .
- البدائل تواصلت بالظهور بصفة انشقاقات وتيارات , وإصلاحيين وثوريين , ومزاودين يسارا , ومناقصين يمينا , ولكن من الأفضل أولا أن نحسم قضية لا يختلف عليها شيوعيو الأصالة والدرب الطويل , سواء من استمروا في التنظيم او انعزلوا واعتزلوا لأسباب شتى , ونعني بها مسألة الانشقاق .
- طوال تاريخ الحزب الشيوعي العراقي , حصل فيه انشقاق أساسي واحد له مسبباته وخلفيته , تاريخية جدلية داخليا وخارجيا وإيديولوجيا , ويرتبط بالصراع الصيني السوفييتي وانعكاساته على الحركة الشيوعية العالمية . في العراق حدث ذلك في العام 1967بضهور خط الكفاح المسلح , وخروج تيار القيادة المركزية (ق م) بزعامة عزيز الحاج عضو المكتب السياسي للحزب مع كوادر من الخط الثاني والمنظمات الشعبية وامتدادات جماهيرية متشعبة , وتتوضح صورة جلية للوسط السياسي العراقي ومن مختلف التيارات , بأنهم أمام حزبان وخطان (ق م) و(ل م) , القيادة المركزية , واللجنة المركزية , للحزب الشيوعي العراقي .
- في الثمانينات والتسعينات وصل حزب البعث إلى نهاية المطاف , فقد انفرد بالسلطة والساحة , وحيدا فريدا يصول ويجول , فبان معدنه ألردي , وظهر وجهه الحقيقي , كأي قوة فاشية وعلى امتداد التاريخ الإنساني لا تعيش وتستمر إلا بممارسة الحروب ,داخليا ضد شعبها , وخارجيا تحركها نظرية ( المجال الحيوي) الموروثة من نازية هتلر أو فاشية موسوليني , والعسكرية اليابانية , بالتقدم خارج الحدود ومحاولة بناء أمجاد إمبراطورية , كتعويض عن الفشل في التعامل مع مشاكل المجتمع والبلد الداخلية , ولنتذكر ماكان من حرب مع إيران في الثمانينات , وغزو الكويت في التسعينات , ثم تسليم العراق للاحتلال في العام 2003 .
- في هذه الحقب التاريخية , وقتها لم يكن إيجاد حزب شيوعي تابع , هو هم رئيسي للقيادة البعثية رغم خلق بعض التسميات , وإبقاء العملاء كخلايا نائمة , تدعي الشيوعية , إلى حين وقت الحاجة للاستعمال .
- في التسعينات استعمل البعث السيد يوسف حمدون , وهو محام ادخلوه مجلس النواب العراقي والبسوه الثوب الشيوعي , ولكن على نطاق محدود ليعن انه زعيم الحزب الجديد ويطرد من بغداد القيادات السابقة له , مع سماع بعض الأصوات الشيوعية يوما ومن الخارج تتأسى على حال الشعب زمن الحصار وسنواته , ثم تصمت عن ذكر الأسباب أو تلصقها فقط بالإمبريالية والصهيونية .
- آخر الحال هو ماحصل بعد الاحتلال , وانفتاح المجتمع العراقي مرة أخرى على الأحزاب بمختلف أشكالها وعقائدها , ومن بينها الماركسية وحتى البعثية , رغم ماترتديه من ثوب مختلف , من عودة , إلى منظمات مقاومة ,إلى ثلاثة أو أربعة أنواع من القيادات القطرية , تعكس واقع حال ماتربى داخل الحزب من الآلاف المؤلفة , محترفي السياسة والتسلط وكراسي الحكم والفساد والإفساد .
- فما بال حزب البعث وبآلافه المجاهدة يخشى الشيوعية وفكرها وتنظيمها , ويحاول ثانية اجتثاثها كتنظيم مستقل ؟ وخلق بدائل كرتونية انترنيتية مخابراتية , تمارس الإرهاب والازدواجية , وتنشر فوضى الأسماء والادعاء , لإبعاد الجماهير الكادحة عن الحزب الشيوعي , على ضعفه الحالي قيادة وبرنامج وتحالفات هزيلة !.
- خطة إيجاد البدائل سارية المفعول , ومادامت هنالك إمكانات مادية خرافية تحت تصرف صلاح المختار وأمثاله من أبطال الحنين للسلطة وتدمير واحتواء كل المعوقات الممكنة , وما دامت لديهم إضافة للمال ,(الرجال) والنساء من متساقطي المسيرة , فقد تنوعت وتعددت المسميات الجديدة وعاد الشعار السابق (الحزب الشيوعي العراقي , لصاحبه حزب البعث) ليس كنكتة ولكن حقائق على الأرض , ومهنة مربحة , وأبطال وقادة انترنيتيون , فضائيون , في الغالب مقامهم الدول الأوربية ,ومعيشتهم من معوناتها الاجتماعية , وحقد متأصل على من واصل البقاء أو عاد للوطن وانتمائه الدائم الحزب الشيوعي , والحديث لازال عن مابعد السقوط 2003 , مع بعض الأمثلة .
- الحزب الشيوعي العراقي - الكادر , نوري ألمرادي وشركاه , يشع نوره من السويد والفضائيات , وموقع البصرة الغني عن التعريف .
- الحزب الشيوعي العراقي - اتحاد الشعب , يوسف حمدون وشركاه , نائب سابق في برلمان البعث , وأول من كلف بتشكيل حزب شيوعي بعثي , قام بجولات يسارية متعددة , ومؤتمرات وندوات في أوربا وأمريكا .
- الحزب الشيوعي العراقي , عدنان الطالقاني وشريكه , انفصل عن ألمرادي , سويدي الإقامة , مع تاريخ حافل ب(النضال ) , تنسيقه الحالي مع مجموعة عزة الدوري وباعترافه شخصيا .
- يمكن إضافة إبداعات السيد صباح زيارة , فرغم انه غير الاسم إلى حزب كادحي العراق , وهذا عين الصواب , ولكنه للأسف ورغم طيبته الظاهرة , يدعي امتلاك التاريخ الشيوعي بأكمله ووراثة قيادة سلام عادل , مع تخوين للجميع من شيوعيين إلى بعثيين , علمانيين وطائفيين , وكل من تسييس في العراق , الذي يسمع به هو من أخبار الشاشات الصغيرة .
- كل يدعي وصلا بليلى ! , وليلى في العراق مريضة .
- الحزب الشيوعي العراقي – كتلة تصحيح المسار , آخر الاختراقات من الداخل, وخيوطها ممتدة للخارج , ويبدو إن التحضير لها قد اعد بشكل جيد , يعطيك من طرف اللسان حلاوة , لم افهم أو استوعب دور السادة ملاك موقع الحوار المتمدن في التحضير للطبخة , حيث تم منح (الهيئة التنفيذية ) للكتلة , موقع شخصي سريع البناء , ومن أول مقال تعريفي , وكأن العلاقة دهن ودبس ! علما إن منح موقع شخصي كهذا يتطلب نشر( 5) مقالات متتالية , يتأهل بعدها الكاتب وحسب تعليمات الموقع النافذة للحصول على هذا الامتياز , فكيف تم الأمر , وهو ترويج واضح لحركة انشقاقية غير دستورية مادام القائمين بها يدعون امتلاك الاسم مرة أخرى أي , الحزب الشيوعي العراقي , وقيادتهم لجماهيره , وكل ماحدث لا غبار عليه ضمن حرية وعجائب الانترنيت , ولكن أن ينشر بعدها مالك الموقع المتمدن السيد رزكار عقراوي رسالة إلى (رفاقه ) في الحزب الشيوعي العراقي يطالبهم باحتضان اليسار العراقي باعتبارهم تياره الرئيسي , ضمن تحالف واسع ! , ألا يستوجب هذا التناقض بعض التوضيح مع سعة الصدر وتحمل المسؤولية , فمن جهة تخرق قوانين النشر الخاصة بالموقع لتشجيع نشر مقال انشقاقي ينتحل اسم حزب , ثم مناشدة رفاقية من مالك الموقع ولنفس الحزب , بلملمة تشتت أحزاب الماركسية واليسار ؟! .
- ليست المشكلة أو الاعتراض هو على إنشاء أحزاب جديدة سواء كان المبادر فردا أو جماعة , ولا يمكن لأحد الحكم أو تقييم أفعال الآخرين , ولكن السطو على اسم شهير والمتاجرة به من دون وجه حق , هنا يحق للكل الاعتراض , خاصة إذا قرأنا ( أدبيات) المتاجرين ومجرى قنواتهم لنراها تصب في بحر البعث وسياسته الحالية , والتمجيد المتكرر بشهيد الوطن والشعب والحركة الوطنية العراقية القائد صدام .
- ولنتصور حزب شيوعي همه الأساس تمجيد البعث وصدام ,أكثر من قتل وصفى وشرد الشيوعيين!! , في زمن لاتعيش وتستمر إلا الأحزاب والحركات المسنودة ماديا , فما بالك بالمصاريف الإضافية لمن هو يناضل خارج العراق من اجل حزب شيوعي يصلح ذيلا مجملا ومكملا للظهور الجديد للبعث الدموي القديم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لن أسمح بتحطيم الدولة-.. أمير الكويت يعلق بعض مواد الدستور


.. في ظل مسار العمليات العسكرية في رفح .. هل تطبق إسرائيل البدي




.. تقارير إسرائيلية: حزب الله مستعد للحرب مع إسرائيل في أي لحظة


.. فلسطينية حامل تودع زوجها الشهيد جراء قصف إسرائيلي على غزة




.. ما العبء الذي أضافه قرار أنقرة بقطع كل أنواع التجارة مع تل أ