الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيدنا نوروز: كفاح كردستان، ووحدة الشعب العراقي..

عزيز الحاج

2008 / 3 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ها هو نوروز يطل ليذكر بمدى تضحيات الأمة الكردية في العراق والمنطقة، وذلك الكفاح العسير والشاق، الذي عاني الكورد خلاله أكبر المظالم، وأبشع الانتهاكات، وصولا لحرب الأنفال في العراق، وغازات حلبجة.
يمر عيدنا في العراق بعد أن حققت كردستان العراق الفيدرالية، وحققت وتحقق منجزات كبرى في مختلف الميادين. أكثر من ذلك، لقد ناضل كورد العراق في تاريخ العراق المعاصر، بالتضامن مع جماهير العرب وسائر مكونات الشعب العراقي، من أجل حقوق الشعب الكوردي، وفي سبيل عراق ديمقراطي ذي سيادة كاملة، وقدم في الطريق آلاف الشهداء الأبرار؛ كما لعبت الجبهة الكردستانية دورا مجيدا في النضال ضد دكتاتورية صدام الشمولية الفاشية، التي مارست سياسات عنصرية، وطائفية، ونكلت بالقوى الوطنية العراقية من مختلف الاتجاهات، والقوميات والمذاهب، والأديان؛ ووجدت قوى المعارضة المطاردة ملاذا آمنا في إقليم كردستان الفيدرالي.
إن نضال الشعب الكوردي وقواه القومية ساهم في رص الوحدة الوطنية العراقية تحت راية "على صخرة الأخوة العربية – الكردية يتحطم الاستعمار"، ولا يزال هذا الطريق المشترك بين كل مكونات العراق هو السبيل نحو تحقيق الأماني العراقية، والكوردية العراقية.
إن هناك أحيانا نزعات وميول تبرز نحو تحبيذ الانفصال، وبرغم الدافع القومي من ورائها، فإن القيادات الكردية قد أحسنت في موقفها المتفهم من جهة لعواطف شرائح من الشارع الكوردي، ومن جهة أخرى التأكيد بأن مصالح كورد العراق هي في البقاء في الوطن العراقي، تحت نظام ديمقراطي وفيدرالي. إن نزعات الانفصال تضر بقضية الشعب الكوردي، وتغذي النزعات العنصرية لدى الشوفينين العرب، الذين عانى منهم العراق والبلدان العربية، كوارث بعد كوارث، ولاسيما دورهم القذر في إسقاط ثورة 14 تموز واغتيال زعيمها الوطني البارز عبد الكريم قاسم، وقد أدركت القيادات الكوردية فيما بعد مدى خطئها في رفع السلاح ضد نظام الثورة، وكيف استفاد منها المتآمرون لينقضوا بعد سقوط الثورة على الشعب الكوردي.
يمر عيدنا والعراق يمر بمرحلة صعبة للغاية بفعل استمرار الإرهاب القاعدي المجرم، وانفلات المليشيات الحزبية، ونظام المحاصصة في السلطة. إن المنتظر أن يلعب الحزبان الكردستانيان، مع سائر القوى التقدمية والديمقراطية المعادية للطائفية والإرهاب، دورا مؤثرا لتسديد خطى المسار العراقي الراهن، والعمل للانتقال نحو بناء ديمقراطية ترفع شعارات المساواة، وحقوق الأقليات الدينية والقومية كالتركمان والكلدو – آشوريين، نظام يقوم على مبادئ إعلان حقوق الإنسان، والقيم الديمقراطية والتنويرية لا نظام أحكام الشريعة.
في هذا اليوم الأغر أتوجه بالتحية الحارة للشعب الكوردي المناضل ولمجموع الشعب العراقي، وبأصدق التمنيات بالنجاح للسيد رئيس الجمهورية الأخ مام جلال، وللسيد رئيس إقليم كردستان الأخ مسعود البرزاني.
أخيرا، كل نوروز والشعب الكوردي، والعراق، بخير.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر