الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف خسرتَ الوردة ، كيف ربحتِ العاشقَ ؟

عبد العظيم فنجان

2008 / 3 / 23
الادب والفن


لكِ ، في غروبكِ الأخير ..

مازحفتَ ، على الجمرِ ، نحو يديكَ .
ما تجوّلتَ في مجاهل الروح ، ولم تخرَّ صعقا أمام شحوبها الفاتن .
ما مشيتَ تحت رذاذ خواطر الافلاس ، لتناجيكّ اغنية .
ما تسربلتَ بثوب العراء ،
ما طاردتَ الاشباحَ من حجرة الكلمات ، الى صالة المعنى .
ماقطعتَ الليلَ باحثا عن الظلام .
ما نشرتَ على سياج الغيمة ، ثيابَ المطر .
ما فصـّلتَ من هواجسكَ شكلَ الروح .
وما حفرتَ قيعانكَ ، بحثا عن صميم العناصر .

اخرجْ من حياتي : اخرجْ
اخرجْ ، اخرجْ من حياتي :
تنهداتي ترتـّب سرير الترنيمة ، وأنفاسكَ تلوّث الذكريات ..

طلبتَ رمحا ، فأعطيتكَ غصنا .
طلبتَ غصنا فاعطيتكَ وردة .
طلبت َ وردة فاعطيتكَ عطرا .
طلبت عطرا فاعطيتكَ نفسي ،
لكنكَ أكلتَ انسانكَ الداخلي ،
فصلّـيتُ من أجل أن لا تأكلها ، عندما يضربكَ الجوعَ ثانية :

هي امراة مغسولة بتنهدات الدر ، وحسرات الطفولة :
منحوتة كتمثال ، في باب كل قصيدة ، ومرسومة على الجهة الخامسة .
هي أشد نصاعة مما في المياه من مرجان ،
وأكثر تحليقا في سماء السهاد من أي كوكب .
متجاوزا طبيعتك حاولتَ ، ورائها ، أن تحلـّق :
لا الشمس ،
لا الريح ،
لا المطر ،
لا الشمع ،
لا ..
كان خيط التجاوز قصيرا ، فما حلـّقـتَ أبعد .

تخلـّفتَ عن القطاف ، فليس لكَ وردة : لا وردة ولا أنيس .
ومن القطاف لك السلـة الخالية ،
فلا تدعي أتكَ كنتَ البحر، ولن ادعي اني كنتُ الموجة .
لمـّا كنتَ البحرَ خرجتُ ، كما دخلتُ ، يابسا .
ولما جاورتَ الضوء كنتُ انا الشمعة .

ماسحبتَ الخيط َ، لتجر اليكَ غيمة .
ولا ضربتَ بقدميك أرضَ الخيال ،
فتنفجر من مجرة الشعر الف امرأة ، في كل امرأة امرأة ،
ولم تزهد بكل ذلك من أجل امرأة اخرى ، منسوجة من خيال الخيال :
مرسومة على الهواء ، في باب كل عاصفة ،
منحوتة وسط ساحة الريح ، يحج اليها الشعرُ ، ساعة يجد نفسه وقد عاد وحيدا .

اخرجْ
اخرجْ من هذه القصيدة ،
إنكَ تدوس أرضا يتلعثم من بكارة أرضها الملاكُ :
اخرجْ
اخرجْ من هذه القصيدة ، ودعني وحيدا :
أكتبُ اسمي على حائط أحزانها ، بحرارة مَـن يقف أمام كتيبة اعدام ،
ولا يلفت انتباهه للحياة ، إلا مرورها السينمائي :
امراة تسير نحو لقائي على شريط الفراق ،
وأسلاكـُكَ ، في قلبها ، تعيقها أن تلـوّح ، ولو من بعيد.
اخرج من الشريط ، اخرجْ :
دعنا نؤدي اللقطة الاخيرة ، قبل أن تشتعل الاضواء ،
و يخرج الجمهورُ من الصالة :
انكَ تـُربكَ الجمرةَ في عزّ عِراكها مع البرد .

آه ،
ماكنتَ ذابلا لتكتبَ باخضرار النبات .
ما تسللتَ الى مسام العشب ،
وما وقعتَ في صحن امرأة قادمة من أقاصي الينابيع ،
حاملة ، في دمائها ، نصاعة الفجر ، وكآبة العناصر :
منحوتة كتمثال ، في مطلع كل قلب .
مرسومة مثل طوابع البريد ، على رسائل الصبايا ، وهن يدخلن حافيات الى الجمرة .

ماكنتَ عاشقا لتأسرَ بعينيك فراشة .
ماغرقتَ في حب امراة رأيتَها في منام :
منحوتة من صخر الورد ، كتمثال ينحني لابتسامته كل عاشق .
ما طاردتها من منام الى آخر ، ومن بلاد الى بلاد.

ما طُعنتَ بزهرة ، ولا شممتَ عطر الخنجر ،
ولم تنزلق على سفوح الغصة ،
جارفا ، في انحداركَ ، غبار قبلاتها ، من على صفحة الصخور .

ما كنتَ صادقا لتكتبَ بخلاصة الدمع ، أو وجازة البلور .
ماجرحتَ البرق َ، وهو يمرق بين غيميتين : الورقة والكتابة .
ما تقاسمتَ كِسرة الجنون مع الشعراء في المقاهي ،
ما نسيتَ رأسك المخمورعلى طاولات الحانات ،
ما بحثـتَ عن العثور .
ومارهنتَ نهرك من أجل موجة .

لم ترسم على زجاج نوافذ الشِعر قلبا تخترقه نبلة ،
آه ،
ولم تجرؤ ، لو رسمتَ ، أن تكون أنتَ النبلة .

ماكنتَ شاعرا لتبتكراعجوبة القصيدة ، ولا صادقا لتمشي على الماء .
اخرجْ
اخرجْ من حياتي
انكَ تعبد الكتابة ، وأنا أعبدُ ما لا يُكتب أو يقال .

السلام عليكَ ، أيها الشعرُ
لقد اعطيتني شمسكَ في يميني ،
الا أنكَ قطعتَ شمالي .
السلام على مودة من رماد :
السلام عليها أيضا ،
وعلى إنسانهِا الداخلي ،
يوم تبعثه هذي القصيدة ، من جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?


.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد




.. إيه الدرس المستفاد من فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو ب