الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ألف آه لنوروز
سميرة الوردي
2008 / 3 / 23اخر الاخبار, المقالات والبيانات
عاد نوروزلا كما كان يعود في بعض السنين ، ففي طيات السنين العجاف اختبأ عنا ذلك النوروز الذي كان محملا بوعود وأطايب تتناسب وثراء الناس الداخلي المترع بالحب والأمل ، سنوات الحروب وما تلاها من السنوات العجاف سنوات الحصار وما بطنتها من موت جماعي وفردي لكل شرائح المجتمع ، أنستنا هذا اليوم الطيب كطيب دجلة والفرات .
أيام كثيرة تسبق النوروز تزدهر فيه صناعة الفخار ، فالعادة جرت أن يشتري الآباء ملابس جديدة للعيد ويقتنون الأباريق للأولاد والجرار الصغيرة للفتيات بعدد الأولاد والبنات ترتب وتصف أمام صينية كبيرة توضع فيها أواني صغيرة مليئة بأنواع الطعام الشهي والحلويات والبرتقال والخس ولا ينسون الأهالي البيض الملون والى جانبها الشموع بعدد الأفراد أيضا ، والعوائل المحبة للطرب أو التي تسمح لأولادها بالعزف يشترون لهم طبولا صغيرة من نفس بائعي الجرار.
لم يكن نوروز يوما واحدا بل يتجاوز الأسبوع تتبادل فيه الأطعمة والهدايا بين الأقرباء والأصدقاء والجيران ، لتختتم تلك الإحتفالات بنزهات على شواطئ دجلة التي كثيرا ما يُتفاجئ المتنزهون بمطر آذار المدرار .
( لتزدهر أحوال مدينتك
ويبتهج صغار أوروك
ليكون شعب أوروك حليفا لشعب أريدو،
ولتتبوأ أوروك مكانتها العظيمة )
الفرح في آذار يعم العراق من الشمال الى الجنوب ، كل له سببه لهذا العيد ولم تكن مسبباته سببا للفرقة ، بل كانت دافعا للتوحد فالفرحة تعم الوطن بكامله .
اختير آذار عيدا لأنه رمز للفرح والنمووالحياة ، فآذار يعني الربيع وفيه يتجدد طعم الحياة .
اليوم يحتفل ببابل كعاصمة للثقافة ، وبالرغم من الإرهاب الذي مازال يبث سمومه بين صفوف الناس الأبرياء ، فأنهم يحاولون خلق الفرح والأمل الذي غاب طويلا ولكنه لم ينسَ .
ويحتفل الناس شيبا وشبابا بأعياد نوروز فعند الكرد يمثل عيدا قوميا ، ( عيد كاوا الحداد الذي قاد ثورة ضد الملك الظالم وأشعل النار في قصره ) ولذا مازالت النار تمثل أحد طقوس الإحتفال في كل أنحاء العراق ففي الشمال توقد النيران أما في الجنوب فتشعل الشموع ، وقد يكون للنار رمزا روحيا فللنار القدرة على التطهير من الأدران .
ونوروزعند أهل الوسط والجنوب عيد ربيعي يحدث فيه الأنقلاب الشتوي إيذانا بانقضاء فصل الشتاء والإنتقال للصيف ، دُرج على تسميته ب (عيد الشجرة ) لأن في مثل هذه الأيام تجدد الأشجار أوراقها وتتبرعم ثمارها موحية بعطاء ثر غزير وهو عيد قديم عند العراقيين .
سنوات الحرب والإرهاب أنستنا طعم نوروز فهل سنأمل عودتها في سنواتنا القادمات ؟ هذا مانتمناه ....!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز