الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الخبز..السبب فيها تسريب الدقيق والحل فى منع الجاتوه

إيمان كمال

2008 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تحوَّلَ الحصولُ على رغيف الخبز في الشهور الأخيرة إلى معركة حقيقية يفقد فيها ضحايا -"وصل عدد شهداء رغيف الخبز إلى أربعة من المواطنين حتى الآن"، وبعدما كان "العيش" هو أبسط الأشياء التي تساعد المصريين على "العيشة" تحوَّل إلى سبب آخر للموت.

ولأن الأمر جد ولا يتحمل أي هزار، ولم يتم حل المشكلة حتى الآن رغم أن الرئيس أمر بتدخل القوات المسلحة في الأزمة، وقبل أن يخرج على الشعب المصري أحدهم متقصمًا دور الملكة الفرنسية "ماري أنطوانيت" مطالبًا إياهم بأكل البسكويت والجاتوه بدلاً من الخبز، كان علينا أن نسأل: هل هناك حل حقيقي للأزمة فعلاً؟

نقيب الزراعيين د."عبد السلام جمعة"، والملقب بـ"أبو القمح"؛ لِمَا أنجزه من دراسات كبرى ومهمة في مجال زراعة القمح، يرى أن مشكلة الخبز تكمن في أن الأرض الزراعية الموجودة حاليًا محدودة في حين تحاول وزارة الزراعة زيادتها بقدر الإمكان عن طريق الزراعة بشكل أفقي، لكن الزيادة المطردة في السكان تقف ضد أية زيادات ممكنة.

ويستدرك د."جمعة" قائلاً: إنه بالرغم مما تواجهه مصر من أزمة في الخبز هذه الأيام إلا أن الاكتفاء الذاتي من القمح الآن 65 % في الوقت الذي كان فيه لا يتجاوز 20 % عام 1980، ولكن الأزمة الآن سببها أن كثيرًا من المخابز تُسرِّب وتبيع جزءًا من حصتها في الدقيق أو كلها لمحلات الحلويات؛ لتحقق مكاسبَ كبيرة من وراء ذلك؛ لأنهم يبيعون جوّال الدقيق إلى هذه المحلات بـ 160 جنيهًا، وهو الذي يصلهم -مدعّمًا- بسعر 16 جنيه.

وعن إمكانية استيراد القمح من دول أخرى غير أمريكا يقول "جمعة": إننا لا نعتمد على الولايات المتحدة في استيراد القمح بشكل كبير، فنسبتها من القمح المستورد تصل إلى الثلث فقط، في حين أننا نستورد الكمية المتبقية من دول مثل فرنسا، وسوريا، و كندا، وأستراليا، مشيرًا إلى أن وزارة الزراعة لديها خطة مبدئية للخروج من تلك الأزمة تقضي بزيادة الأراضي المزروعة بالقمح من 3 ملايين إلى 4 ملايين فدان، حتى ترتفع بنسبة الاكتفاء الذاتي من القمح إلى 80 %، وهو ما قد يساعد على احتواء الأزمة في المستقبل القريب.

في الوقت الذي اعتبر فيه الخبير الاقتصادي "د.حسني عبد الفضيل" أنه حتى بعد أن تتولى القوات المسلحة توزيع الخبز كما قال الرئيس "مبارك" ستظل المشكلة موجودة؛ لأن القوات المسلحة لن تستطيع أن تغطي سوى عدد محدود من المناطق في بعض أجزاء الجمهورية فقط، ويطرح حلا جذريًّا يقضي بالتوقف عن استخدام القمح في صناعة الحلويات لفترة مؤقتة يقدّرها بأربعة أشهر، على أن يتم تحويل كل كمية الدقيق التي كانت تستخدم في صناعة الحلويات من أجل استخدامها في إنتاج كميات مضاعفة من الخبز حتى يصبح في متناول القطاع الأكبر من المصريين الذين لا يجدونه الآن بسهولة.

وعن وجود بدائل غذائية يمكن أن تحل مكان الخبز اعتبر "عبد الفضيل" أن رغيف العيش هو أرخص من أي بديل آخر؛ لأن الأرز ارتفع سعره مؤخرًا هو الآخر، ووصل سعر الكيلو الواحد منه إلى أربعة جنيهات، بعدما كان منذ أقل من عامين بجنيه ونصف فقط للكيلو، كما أنه من الصعب أن يتم تناوله بمفرده من دون إضافات كاللحم والخضروات، معتبرًا أن الأرز والمكرونة والبطاطس أصبحت الآن من أطعمة الفئات القادرة، بعدما كانت قبل ذلك من أطعمة غير القادرين، مشيرًا إلى أن الطبقة المتوسطة اختفت تقريبًا من المجتمع المصري ولم يعد لها وجود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تداعيات دعم مصر لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل


.. طالبة بجامعة جنوب كاليفورنيا تحظى بترحيب في حفل لتوزيع جوائز




.. الاحتلال يهدم منازل قيد الإنشاء في النويعمة شمال أريحا بالضف


.. الجيش الإسرائيلي: قررنا العودة للعمل في جباليا وإجلاء السكان




.. حماس: موقف بايدن يؤكد الانحياز الأمريكي للسياسة الإجرامية ال