الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ريبازی پيشمه‌رگه‌

كاظم الموسوي

2008 / 3 / 25
الادب والفن



(37) *
«يما مواويل الهوى … يما مواليا
ضرب الخناجر .. ولا حكم النذل فيا»
موال شعبي فلسطيني
بدأنا صباحاً في التفكير بمحتويات أول عدد لصحيفة سرية لفصائل الأنصار، المقاتلون الشيوعيون بكردستان العراق، وقد تكون أول مطبوعة في تاريخ الحركة، ولابد أن تكون المطبوعة قادرة على الإيفاء بمهمتها التعبوية والإعلامية والتربوية، ألم يكتب لينين عن مهمات المطبوعات الحزبية بأنها كمنفاخ نار، تُشعل وتزيد في الإنارة وانتشار الضوء، وهي من جهة أخرى مهمة في توضيح سياستنا ومواقفنا من التطورات والمتغيرات وحتى العلاقات مع المقاتلين أنفسهم والحلفاء والأصدقاء، ومن ثم الجماهير، البحر الذي نسبح فيه، ومن دونه لا يمكننا الصمود طويلاً مهما تحمَّلنا وصبرنا وكابرنا.
اقتراحات كثيرة كتبناها وأرسلت إلى القائد الكامن في الجحر المجاور لغرفتنا لنقلها إلى اللجنة الحزبية التي يقودها، وطلب منا بعد الموافقة والتصديق عليها تنفيذ العمل، فتوزعنا المهمات وكتبت المواد المطلوبة وأرسلت ثانية قبل الطبع للمصادقة والإقرار، وضمن الموضوعات كانت مادة مستلة من كتاب عن التجربة الفيتنامية، اخترناها من كراس لدينا بلا غلاف، فلم نعرف اسم المؤلف ولا دار النشر، ولكن المقال يشرح تجربة الكفاح المسلح للأنصار الشيوعيين الفيتناميين، ويبحث في العلاقة بين الأنصار والشعب وكيفية زج الجماهير في العمل الأنصاري ومساهمتهم الفعَّالة فيه، وهذا ما جذبنا وأغرانا لإعادة نشره. وصدر العدد الأول من الصحيفة التي سميت بـ"نهج الأنصار" (ريبازي بيشمه ركه) بثماني صفحات، وباللغتين العربية والكردية، كتبت وسحبت بالآلة الطابعة و"الستنسل" والخدمات اليدوية الأخرى، على أمل أن تكون نصف شهرية أو شهرية في البداية إلى أن تتوافر إمكانيات أكثر لزيادة حجمها ونوعها وكميتها وإصدارها.
وقبل أن نسمع أصداء عملنا الأول، سهرنا لليلتين متتالتين وأصوات آلة الطباعة والستنسل والحبر والترتيب والتجميع والتخريز والتقسيم والتوزيع وغيرها، طُلب منّا إصدار صحيفة إقليم الحزب بلغتين أيضاً وبنفس الحجم، ولكونها حزبية موجَّهة للتنظيم وللجماهير العامة، وليس للأنصار فقط، فلابد أن تكون لجنة الإقليم الحزبية واللجان التي تقودها حزبياً مُعِدَّة لموادها الأولية ومُشْرفة مباشرة على موضوعاتها، وليس من بينهم من هو قادر على الكتابة الصحفية، غير رفيق قيادي واحد، كان معروفاً عنه في الأدبيات الحزبية بأنه من بين أصحاب اللحى المسرحة في الكتابة والتعبير عن مواقف الحزب، لاسيما وأنه قاد الحزب فترة من تاريخه، وظل في قيادته ما لحقها من فترات وأزمان، ويشتهر عنه تشبثه بآرائه ورفضه تعديل أو تصحيح ما يكتبه بخطه، ويسمح لنفسه بشطب أو تغيير كتابات غيره، كأي معلم مدرسة ابتدائية وحيد في القرى النائية، هو المعلم والمدير والفرَّاش وموزِّع وكاتب البريد والموظف الصحي الحارس على صحة الماشية والطلاب، وهكذا يمارس الرفيق القيادي دوره في اللجان الحزبية والمسؤوليات التي تناط به عبرها.
بعد جولة بين الفصائل للاطلاع على الآراء وتبادلها معهم، وتمتين العلاقات بين التحرير والقراء، سواء من الرفاق الأنصار أو من خارجهم، لاسيما وأن بين الأنصار من المقاتلين غير الحزبين أو المحسوبين على ملاكات الحزب، وقياديه دون انتماء عضوي بخلاياه ومنظماته، لاحظت انتباهات كثيرة لما نُشِرَ في العدد الأول من صحيفة نهج الأنصار، واهتماماً بموادها النظرية والأساسية منها، وسمعت وجهات نظر مجادِلة في ضرورة مناقشة الآراء التي تدخل في صلب العمل العسكري/ الأنصاري ونقد الأخطاء والتخطيط السليم للأعداد القادمة ومحتوياتها، والتدقيق في الأخبار المنشورة فيها من منظمات الحزب الأنصارية العاملة قرب المدن والقصبات، وغيرها من الملاحظات الجادة والمهمة وذات البعد الفكري والنفسي الحريص على التجربة وتطورها.
وفي فصيل قريب منا وقف سلام، وهو طالب سنة أخيرة في كلية الهندسة ببغداد، حاملاً بندقية الحراسة للفصيل يتساءل عن جمل وردت في سطور الافتتاحية، لماذا كتبتم إنهاء النظام وليس إسقاطاً مثلاً، وما مغزاها الآن. وأشارت لينا، الطالبة الجامعية، هي الأخرى الملتحقة من بغداد، إلى ضرورة الاهتمام بدور المرأة في حركة الأنصار، كتجربة جديدة وملهمة لهذا القطاع الشعبي الواسع ودوره في العمل السياسي والعسكري. وعلق معن، خريج كلية الإدارة والاقتصاد، بعد أن غسل يديه من سواد حطب المطبخ وقدور وصحون طعام الفصيل حيث كان إدارياً له ومساعداً للنصير الخفير، عن الأضرار الاقتصادية التي يمكن أن تُلْحقها العمليات الأنصارية غير المنظمة والمدروسة بدقة على الحزب والحركة السياسية، وليس فقط على الدولة ومؤسساتها.
عند عودتي من كل جولة وزيارة أقدِّم للرفاق في غرفتنا انطباعاتي عنها، وثقل المهمة التي ينبغي أن نضطلع بها، وعدم التوقف عند ملاحظات سلبية فقط من هذا الرفيق القيادي أو ذاك، خاصة الرفيق الذي غيَّرْتُ كثيراً في مقالاته ونشرت بشكل يخدمه أولاً والحزب ثانياً، وأن تكون صحافتنا مصدراً إعلامياً أيضاً، اضافة إلى مهماتها المطلوبة. أريدها أن تكون صحافة فعلاً، وليست ورقاً مكتوباً يرمى بعد تصفحه أو النظر له بعين واحدة.
بصمْتٍ أنجزنا إصدار صحيفتين نالتا استحساناً وصدىً بين الفصائل والقُرَّاء، عدا المسؤولين الحزبيين المباشرين، وتوالت ردود فعل متباينة من المنظمات الحزبية وتزايدت المكاتبات والرسائل ورزم البريد واللقاءات اليومية الجماعية والشخصية لتقييم عملنا وتوسيع دائرته، وعدم الاكتفاء بالمطبوعات فقط، لابدَّ من الإسراع بتجهيز الإذاعة، فهي وسيلة مهمة وممكنة وسريعة ومؤثرة جداً، وأبلغ وأسرع وصولاً للجماهير التي ستسمعها وتتأثر بها.
صاح بي اليوم الرفيق آسوس، عضو اللجنة القيادية للحزب والأنصار: هل سمعت؟
أجبته بكلمة استفهام: ماذا؟
سترتاحون من الكتابة، وصلت قائمة بأسماء ومعلومات عن ثلاثين شهيداً في معارك مع السلطة وستنشرونها في العدد القادم، ستأخذ كل الصفحات منكم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* فصل من كتاب صدر بهذا الاسم: بشت آشان... فصيل الاعلام، للمؤلف عن دار خطوات / دمشق، وهو الكتاب الثاني، من يوميات نصير في كردستان العراق، حيث صدر الكتاب الاول تحت عنوان: الجبال عن دار الكنوز الادبية / بيروت عام 1996.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل