الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطرق الى فلسطين.. العراق هذه المرة

عدنان فارس

2008 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



بعد ان ضرب صدام حسين "في التخت رمل" تبيّن له ان الطريق الى "تحرير فلسطين" هو عبادان ان لم تكن كل ايران ولكنه قبل ان يجتاز ايران رأيناه يتوسل العودة الى العراق.. ولم يتعظ... أنّى له يتعظ وهو صاحب العظة والموعظة.. وبعد ملايين القتلى والجرحى وتدمير الاقتصاد العراقي على البوابة الشرقية لأمة صدام العربية اكتشف المهيب النبيه الركن صدام ان الطريق الى فلسطين هو الكويت وليس ايران و "كَام بيه وعلى الزلم خللاها".. ولولا "رأفة بوش الأب" لاقتيد صدام الى محكمة جرائم دولية.. ولكن الرئيس بوش الأب اكتفى بالحصار كعقوبة مكّنت صدام ان ينتقم من الشعب العراقي.. حيث حوّل صدام "حصار بوش الأب" من عقوبة ضد دولة صدام الى عقوبة ضد الشعب العراقي ووقتها اصبح راتب استاذ الجامعة العراقي، على سبيل المثال لا الحصر، سبع دولار امريكي مدعوم ببطاقة "شحاذة" تموينية... ولكن صدام لم ييأس وكونه "نبيه ركن" زحف بجيشه المنهزم من الكويت وعلى الخط السريع الى كوردستان العراق وأنجز "العَوَض" الكبير حيث الهجرة المليونية لنساء وشيوخ وأطفال كورد العراق نحو جبال كوردستان "التي توحّدت أنذاك"... ومن ثم عادَ بما تبقى له من سرايا الحرس الجمهوري والسمتيات المُغبرّة الى وسط وجنوب العراق ليحقق "مَأثرة البعث الصامد" في حفر المقابر الجماعية لعوائل وشبان وسط وجنوب العراق... فلسطين تستاهل اكثر واكثر.
جورج بوش الأبن كفّر عن خطايا "بوش الأب" وحرر العراق ب"عملية حرية العراق" المظفرة التي لم تستغرق أكثر من واحد وعشرين يوماً وبأقل من مائة فتيل وبرغم انها كانت عملية تحرير مظفرة الاّ أنها كانت "عرجاء" لأنها اكتفت بتنفيذ نصف ماوردّ في "قانون تحرير العراق" الذي سنّه الكونغرس الاميركي أبان عهد الرئيس بيل كلينتون 1998... هذا النصف المفقود ياسيدي الرئيس جورج دبليو بوش ويا آنسة الفوضى الخلاقة، كوندو ام عيون حرّاكَة، جعلَ ملالي ايران وبعثيي سوريا يؤسّسون للارهاب في العراق... هذا النصف المفقود دفع بالشيخ بن لادن ان يختار العراق ممراً الى فلسطين، بعد ان حوّله مأوً للارهاب.
الأهمية التاريخية لإسقاط نظام صدام حسين كانت ستتجلى فقط في ان المُحرّر الأميركي يساعد الديمقراطيين العراقيين في بناء العراق الجديد، وهذا مانصّ عليه "قانون تحرير العراق".. وهذا مالم يحدث.
ماجدوى ان صدام يسقط والعراق يتحول الى خّربة تنعق فيها غربان الطائفية والارهاب؟... ماجدوى أن صدام يسقط والحياة في العراق تتحوّل الى أسوأ وأخطر شيء على وجه الأرض؟ والعراقيون الآن هم أكثر شعوب العالم تشرّداً ومذلة داخل العراق وخارجه.
نُجل ونقدّس أرواح آلاف الشبان الأميركان الذين ضحّوا بحياتهم من اجل حرية العراق واجتثاث الارهاب.. نقدّر ونثمّن وبامتنان مئات مليارات الدولارات التي بذلها بسخاء الشعب الأميركي الكريم من أجل حرية العراق واجتثاث الارهاب.. ولكن سيدي الرئيس جورج دبليو بوش وانت في الأشهر الاخيرة في سدة حكم "اميركا والعالم" اقول لكَ انا المواطن العراقي: إن كنتَ شهماً ومؤمناً، ولا أشك في ذلك، أتبِع رأسها الذنبا...!

عدنان فارس
[email protected]
22 mars 2008









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تداعيات دعم مصر لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل


.. طالبة بجامعة جنوب كاليفورنيا تحظى بترحيب في حفل لتوزيع جوائز




.. الاحتلال يهدم منازل قيد الإنشاء في النويعمة شمال أريحا بالضف


.. الجيش الإسرائيلي: قررنا العودة للعمل في جباليا وإجلاء السكان




.. حماس: موقف بايدن يؤكد الانحياز الأمريكي للسياسة الإجرامية ال