الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماكين ومشروع الاحتلال المستمر

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 3 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد يومين من الاستعراض الاعلامي ، وبمباركة جورج بوش وخليفته الجمهوري ، جون ماكين ،
انتهى ( مهرجان ) مصالحة احزاب المنطقة الخضراء التي تحكم العراق .. والمهرجان الذي
قاطعته جبهة التوافق والقائمة العراقية وجبهة الحوار الوطني وانسحب منه ، التيار الصدري ،
( وهي كتل برلمانية انسحبت من حكومة المالكي لاسباب لا يعلمها الا رؤسائها والادارة الامريكية )
قاطع - مهرجان المصالحة - البعثيين وباقي الاحزاب ( اغلبها يسارية ) والقوى المناهضة للاحتلال الامريكي والرافضة لوجوده وتقاومه .. ترى فمن صالح من ، في هذا المهرجان الاستعراضي ،
ومنظمومه قصروا كارتات دعواته على انفسهم ومن ابدى استعداده للانظمام الى نادي اصدقاء
المحتل ؟ ولماذا وقت خليفة بوش الجمهوري زيارته للعراق مع عشية افتتاحه ؟
حقيقة الامر ، ان ما يسمى بمؤتمر المصالحة الوطنية ، لم يكن اكثر من مهرجان استعراضي امام
كامرات القنوات الفضائية ، لخداع الرأي العام العراقي والعربي والعالمي ، لان دعواته - كما اسلفنا - اقتصرت على ممثلي اركان حكومة المنطقة الخضراء وبعض الاشخاص الهامشيين ( كعبد الاله النصراوي ومن لف لفه ) ، وهولاء لو كانت خصومة او خلافات جوهرية لما جمعتهم حكومة وقبة برلمان واحدة ! اما الكتل البرلمانية التي اعلنت مقاطعتها لجلسات المهرجان ، فقد
مثل اكبرها ( والتي ندعي تمثيل السنة ) ، جبهة التوافق ، الوجه الثاني فيها ، رئيس مجلس
النواب ، المتصوف الزاهد محمود المشهداني ، وبابتسامة فرح تملأ وجهه ! وجميع الاعضاء ،
الذين اعلنوا انسحابهم من القائمة العراقية ، اضافة الى قضاء ممثلي التيار الصدري ليوم المهرجان الاول ، في الصف الاول من قاعة المهرجان !
اما توقيت زيارة ماكين وهدفها ، فكان لانقاذ حكومة المنطقة الخضراء من ارتكاب خطأ المصالحة من الاساس ! عن طريق تطمينها على بقاء القوات الامريكية في العراق واسترار احتلالها المباشر له للاربع سنوات التي ستلي نهاية ولاية بوش ، في المدى المنظور على الاقل .
وماكين الذي حسم أمر ترشيح حزبه لخوض انتخابات البيت الابيض القادمة ، بالرهان على تطمين ( اللوبي الصهيوني الامريكي ، ودوائر الصهيونية العالمية واسرائيل اولا ، والمحافظين
الامريكيين من كبار الصناعيين والمصرفيين وتجار السلاح والشركات عابرة القارات ثانيا ) ،
على ان سياسة عهده لن تحيد عن مسار سياسة الرئيس الحالي ومشروعها الامبراطوري
الاستعماري في الشرق الاوسط ( مشروع الشرق الاوسط الكبير ) ، الذي كان احتلال العراق
خطوته الاولى وحسب . ومن اجل توفير اسباب ( مقنعة ) للرأي العام الامريكي بدوام تهديد
( الارهاب المتوطن في العراق !) قام ماكين ، وبتخطيط ومباركة قيادة حزبه ، بزيارته للعراق ،
من اجل تطمين احزاب المنطقة الخضراء بقراره ، كمرشح رئاسي ، بابقاء الوضع العسكري
الامريكي على حاله ، في حالة فوزه في الانتخابات القادمة ، لكي تبقي حكومة المالكي ، بدورها ،
الوضع العراقي المختل والمأزوم على حاله ، كمبرر لاستمرار الوجود العسكري بكامل ثقله في
العراق ، الذي يوفر الحماية واستمرار البقاء لرموزها في كراسي السلطة .
في تقديري الخاص ، أكاد احسم ، من الان ، فوز ماكين في الانتخابات القادمة ولسببين : الاول
هو عدم ( تضييع ) وقته في الرهان على اصوات القلة القليلة ، الرافضة او المهتمة بامر احتلال العراق ، من الشعب الامريكي ، والثاني ، لرهانه على الدوائر التي تملك ( الادوات والامكانيات)
الكفيلة بايصاله الى كرسي البيت الابيض ، التي سبق ان اجملناها بمجموعة الدوائر الصهيونية
والشركات الاحتكارية . وهذا ما يعني( ضمان ) حكومة المنطقة الخضراء لاربع سنوات احتلال
اخرى ! وبين هلالين : بقائهم في عز ونفوذ المنطقة الخضراء لاربع سنوات اخرى ، هم ايضا !
وهذه ، باختصار شديد ، فحوى الستراتيجية الامريكية لتطبيق مشروعها الامبراطوري في المنطقة ، والاستمرار في احتلال العراق ، قاعدة المشروع واول خطواته على الارض .. ومن يدري الى اي من دول الجوار العراقي ستمتد يد الاحتلال في عهد ماكين هذا ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا داخل مستشفى إماراتي عائم مخصص لع


.. تساؤلات عن المسار الذي سيسلكه الرئيس الإيراني الجديد في العل




.. وفود إسرائيلية وأميركية في مصر.. هل الاتفاق بشأن هدنة غزة با


.. مراسلتنا: قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدتي حانين وعيترون ج




.. 5 مرشحين يدعمون القضية الفلسطينية فازوا بمقاعد في مجلس العمو