والإبداع الحقيقي للأخ القائد أنه صاحب بدعة كل يوم.. وأحيانا كل ساعة..وهو من المؤمنين بأننا في زمن السرعة القياسية في كل شيء، خاصة في خلع الملابس وتعرية العورات ، بما فيها تلك التي يتلذذ الرئيسان بوش وبلير برؤيتها عارية !!

والأخ القائد يتنقل بين العروبة، والأفرقة، بسهولة انتقال الواحد منا بين غرفة النوم وبيت الراحة، ولن تجد له جنبا يرتاح عليه إلا الجنب الذي يرضاه له مستر بوش!!

في يوم تراه عروبيا لا يشق له غبار،وهو دائما لا يثير إلا الغبار والأتربة والروائح النتنة، ويطلب الوحدة مع طوب الأرض، مهما كانت الأنظمة، وأيا كانت، طلبها مع مصر عبد الناصر، وألح عليها مع مصر السادات، وسعي وراءها مع تونس بورقيبة، وحفي عليها مع تونس بن علي، وتلمسها مع مالطة، وهو الآن يتمناها مع أمريكا أو بريطانيا أيهما ترضى، لا فرق عنده بين نظام ونظام، وبين سياسات وسياسات، كلهم سواء، المهم الوحدة التي ما يغلبها غلاب!!.

ودائما يغلب الغلاب أي وحدة يضع الأخ القائد توقيعه عليها، وسرعان ما تنفك عراها، وفي كل مرة تنقلب بسهولة ويسر من "وحدة تجمع" إلي "تجزئ يشتت"، ومن "أخوة تضم" إلي "عداء مستحكم"!!

وتوقيع الأخ القائد نذير شؤم على الإتفاق الذي يتشرف بهذا التوقيع ، وانظروا الى الاتحاد المغاربي الذي لم ولن تقوم له قومة ما دام التوقيع النحس رابضا فوقه!!

والفضل ـ في كل الأحوال ـ يرجع إلي سياسة الأخ القائد دائمة التقلب، والباحثة دوما عن التغيير لزوم الخروج من "ملل" الثبات علي المبدأ!!.

وفي يوم آخر أسود، ينقلب الأخ القائد الأممي إلي الفضاء الإفريقي، ويشكل مجموعة دول "السين صاد" ويرعى مجموعة أخري للدول التي حالتها "جيم"، وكل ذلك تمهيدا لإقامة الولايات المتحدة الإفريقية، لكي يعود زمن القطبية الثنائية بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية حيث العالم أكثر أمنا وأعز استقرارا!!.

وتنقل الأخ أمين القومية العربية بين العروبة والأفرقة بسهولة لا يعني أنه توقف عن الإسهام العظيم والمشاركة الفعالة في حل قضية العرب المركزية، فكان أن اقترح علي العرب الذي هو أمين قوميتهم، وعلي العصابات الصهيونية المغتصبة لأرض فلسطين ـ كما يسميهم ـ بأن يذوبوا معا في كيان واحد.

ولأن الأخ أمين القومية العربية يعرف أن المشكلة الحقيقية وراء عدم تنفيذ هذا الاقتراح العبقري هو الخلاف حول الاسم المتوقع للكيان الواحد الذي يذوب فيه الفلسطينيون مع عصابات الهمج الصهاينة، فإن الأخ العقيد تطوع بتسمية هذا الكيان باسم "اسراطين".

و "اسراطين" اسم ـ كما يبدو ـ مرضي لكل الأطراف، ومريح لجميع الفرقاء، حيث أعطي "الإسراء" للصهاينة، وترك "الطين" للفلسطينيين!!.

ولم ينس الأخ القائد وهو يحتفل بعيد ثورة الفاتح العظيم الرابع والثلاثين أن يفاجئ العرب بقطع علاقاته مع دولة عربية مارقة تجرأ بعض قادة أحزابها علي نقد موقف الأخ العقيد من قضية اختفاء الإمام موسي الصدر علي إثر زيارة قام بها إلي ليبيا منذ 25 سنة!!.

ولأن الأخ القائد ثوري، والثورية لا تعرف التدرج في المواقف، ولا تقر العقلانية في ردود الأفعال، فإنه بدلا من أن يستدعي سفير بلاده لدي لبنان للتشاور ـ مثلا ـ قام علي الفور بسحب كل العاملين في مكتب "الأخوة" الليبي من بيروت.!

وبِدع الأخ القائد لا تتوقف عند حد، فهو يرفض أن يسمي نفسه رئيس ليبيا، ويعلن أن نظام بلاده جماهيري، تحكم فيه الجماهير، وتملك السلاح والثروة، عدا الثروة النفطية طبعا، فهي شأن تاريخي، يملك التصرف فيه القائد التاريخي مفجر ثورة الفاتح العظيم!!.

والأخ العقيد قائد ثورة فاتح الخزائن الليبية لكل من هب ودب إلا أبناء البلد، يفتح الخزائن نفسها الآن لتمويل صفقات الحصول علي الرضا السامي الأمريكي!!.

والأخ العقيد المحبوب من ثلاثة ملايين ليبيي يقتفي أثر الزعيم المحبوب من 40 مليون كوري كيم ايل سونج، والذي أورث ابنه الزعامة والرئاسة في دولة يقودها الحزب الشيوعي!.

ولأن الأخ قائد الثورة العظيمة عميد الرؤساء العرب، كما يحب أن يقال عليه، فهو ـ مثلهم ـ لا يكتفي الواحد منهم بحكم شعبه مدي الحياة، بل يتطلعون جميعا إلي البقاء علي كرسي الحكم إلي الأبد، ولأن حياتهم أطول من حياة شعوبهم، فلا يترك الواحد فيهم شعبه وفيه بقية من نفس يصلح لأن يحكمه حاكم آخر، اللهم إلا إذا كان المحروس ابنه الكبيرأو حتى الصغير أيهما أقرب!!.

وفي سبيل أن يبقى في الحكم ويتركه من بعده لأنجاله خلع الاخ القائد كل ما يستر عورته وراح ينادي في سوق النخاسة الأمريكي: زعيم قديم للبيع!!