الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مسؤولية الغرب عن الإرهاب

سامي العباس

2008 / 3 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


(...يروي سيغيف حواراً دار بين كرايسكي ومئير. وقالت الأخيرة لا يمكن محاربة الإرهاب من خلال منح انتصار للإرهابيين. كل انتصار يشجعهم. والدليل أن العرب قد خضعوا حتى الآن. العرب ليسوا كاليابانيين، فهم لا ينتحرون ، ورد كرايسكي هذا ليس ادعاءً علمياً، وإنما مسألة نفسية تخضع للنقاش...)(1)
المسافة الزمنية الفاصلة بين هذا التقييم للعرب- الذي خرجت به السيدة غولدا مئير رئيسة وزراء إسرائيل- وبين العمليات الإستشهادية الأولى للمقاومة الوطنية اللبنانية (سناء محيد لي..حميدة الطاهر.....) أقل من عقد ..قبل أن ينقلب المشهد العربي – الإسلامي رأسا على عقب .. لم يعد العرب لا يستطيعون الانتحار كاليابانيين .بل أصبح الانتحار- في الإعلام الغربي –فلسطينيا ثم عربيا . ولا حقا إسلاميا ..
بين المشهدين المتناقضين لا أظن أن عقلا غربيا قام على مبدأ السببية, وحقق تفوقه الحضاري بواسطتها, يعجز عن استخدامها " السببية العقلية" لمقاربة " الإرهاب العربي - الإسلامي " .. ولكن كما يقال :" آفة العلم الهوى"..و الهوى الذي تحصره بعض الأوساط السياسية العربية بتأثيرات اللوبي الإسرائيلي على الغرب , يتعدى في واقع الحال ذلك, إلى المصالح الغربية الهائلة في المنطقة العربية – الإسلامية.و السينكية التي تدير بها نخبته السياسية ووكلاؤها المحليون هذه المصالح ..مع ذلك لا نعدم أصواتا من هناك , أسكتت هواها. وأعادت طرح الأسئلة الطاردة لديماغوجيا المحافظين الجدد حول "الفاشية الإسلامية" وضرورة خوض الحرب العالمية الثالثة للقضاء عليها ..
من هذه الأصوات :
البروفيسور غراهام فولر Graham E. Fuller نائب رئيس المجلس القومي لوكالة «سي. آي. إيه» (C.I.A) الأميركية المختص باستكشاف التطورات المحتملة على المدى الطويل. وهو الآن أستاذ التاريخ بجامعة سيمون فريزر بمدينة فانكوفر. وقد أصدر عام 2003 كتابه الشهير «مستقبل الإسلام السياسي». فقد ظهرت له مؤخراً مقالة في فصلية «السياسة الخارجية» Foreign Policy - عدد يناير - فبراير 2008 ..يقول فيها :
«في غمرة تركيز الغرب على الإرهاب المنسوب للإسلام، تبدو الذاكرة (الغربية) ضعيفة، فقد استخدم المقاتلون اليهود الإرهاب ضد البريطانيين في فلسطين. و «اخترع» نمور التاميل في سريلانكا الحزام (الانتحاري) الناسف وشغلوا العالم لأكثر من عقد بالتفجيرات الانتحارية وصولاً إلى اغتيال رئيس وزراء الهند راجيف غاندي. ونفذ إرهابيون يونان عمليات اغتيال ضد مسؤولين أميركيين في أثينا. كما اغتال إرهاب «السيخ» المنظم انديرا غاندي، ونشر الفوضى في الهند، وأسس قاعدة لعملياته في كندا وأسقط طائرة للخطوط الهندية فوق الأطلسي. وانتشر الخوف في البلقان من الإرهابيين المقدونيين عشية الحرب العالمية الأولى. كما نفذت عمليات اغتيال كبرى في القرنين التاسع عشر والعشرين على يد «الفوضويين» الأوروبيين والأميركيين ناشرة مخاوف جماعية. وقد استخدم «الجيش الجمهوري الايرلندي» إرهاباً فعالاً وفظيعاً ضد البريطانيين لعقود. وكذا فعل الشيوعيون في فيتنام ضد الأميركيين، والشيوعيون الملاويون ضد الجنود البريطانيين في الخمسينات، وإرهابيو «الماو ماو» ضد الضباط البريطانيين في كينيا. والقائمة تطول. وليس بالضرورة البحث عن مسلم لاقتراف الإرهاب!».(2)
لقد أصبح الإرهاب فلسطينيا ثم عربيا ثم إسلاميا لأنه سلاح الضعيف في وجه القوى العاتية التي لا رادع مادي أو معنوي لها ..وهو لذلك فيه ما فيه من سلبيات على المجتمعات التي يخرج منها . ولكن هل ترك الغرب و..إسرائيل للفلسطينيين والعرب والمسلمين غير هذا الخيار ؟.لعله خيار شمشون الذي يتلخص برنامجه بأربع كلمات "علي وعلى أعدائي يارب"..ولكن على من يغرق شعوبا ومجتمعات في اليأس أن يتحمل شجاعة اليائس ..

المصدر :
1- ها آرتس
2- محمد جابر الأنصاري –جريدة الحياة -31-1-2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا