الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التموضع خلف وجهين لإشكالية واحدة اللعبة المفضلة للراديكاليات العربية المتنافسة

سامي العباس

2008 / 3 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


يتوزع الفكر السياسي الرائج في المنطقة العربية إلى تيارين :
- الأول يحصر المسؤولية عن تعثر عملية تحديث العالم العربي في الغربين الأوربي - الأمريكي ....أطروحته المركزية تتلخص في أن "لا مصلحة للغرب في انتصار الحداثة بهذا الجزء من العالم نظرا إلى أن انتصارها يفتح على تعديلات من طبيعة جيواستراتيجية ترتبط بالموقع والثروة النفطية " فبقاء الصيغ الراهنة للعلاقات السياسية والمالية والتجارية بين العالمين الغربي/العربي - وهي صيغ مجحفة بحق العالم العربي – مرهون ببقاء التخلف المتعدد الوجوه ..يفتح هذا على الميل لتعليق كل إخفاقات الحداثة في المنطقة على شماعة الغرب ..يتقاسم وجهة النظر هذه طيف واسع من الخطابات الأيديولوجية : الماركسية والقومية والإسلامية .مع تباين في الموقف من الحداثة نفسها بين التنويعين الأيديولوجيين الأول والثاني من جهة , وبين التنويع الثالث..فالحداثة في حد ذاتها مؤامرة غربية عند الأخير ..
- الثاني يحصر المسؤولية في النخب العربية التي تولت ملف التحديث في النصف الثاني من القرن الماضي . لجهة تكوينها الطبقي . وفضائها الثقافي ..يجمع هذا الخطاب أجزاء من التنويعين الأيديولوجيين :القومي والماركسي مع الليبرالية الخارجة من رماد هزيمتها قبل نصف قرن ..ما يمايزهذا الطيف بعضه عن بعضه الآخر, تفاوت أعماق حفرياته عن عطب الحداثة في المستويات الثلاث للبنية الاجتماعية : السياسية – الأيديولوجية- الاقتصادية..
ليست كما يبدو لي فكرة السجال مع أطروحتي الفريقين ذات جدوى .إذ ليست المشكلة في مجافاة أو مطابقة الأطروحتين للمعطيات الموضوعية على المقلبين : البيئة الداخلية /سلوكيات الغرب ..بل هي في مكان آخر ..بمعنى أن المشكلة ليست في دقة المعلومات المتوفرة ,بل في كيفية معالجتها "أي المعلومات "..

* * *
"ستة تريليون دولار هي كلفة حرب العراق، ما أنفق منها وما سينفق في السنوات القادمة، بحسب دراسات وتقديرات الاقتصادي الأمير كي العالمي جوزيف ستيغلتز الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد، في كتاب جديد أصدره وزميله له (ليندا بيلمز). والتريليون الواحد، لنذكر أنفسنا، يعني ألف مليار دولار"..وبحسب صاحب الدراسة فإن نصف المبلغ ستغطيه الولايات المتحدة الأمريكية تباعا في السنوات القادمة إلا أن ما يقدم مادة للسجال المنوه عنه أعلاه قول ستيغلتز " يكفي مقارنة جزء من هذه المليارات ب «كل» ما تدفعه الولايات المتحدة من مساعدات ل «كل» القارة الأفريقية وتبلغ 5 مليارات سنوياً، أي أنها ، لا تبلغ كلفة عشرة أيام حرب في العراق!" ..
ما يقوله ستيغلتز جزء من معركة داخلية في الغرب المتقدم ضد قوى ومصالح ترى شن الحروب وإدارة التخلف في العالم وسيلتها لإحكام سيطرتها على المعادلات الراهنة للقوة بالمعنى الشامل لهذه الأخيرة ..
ويخيل إلي أن ما يقوله ستيلغتز يقدم دعما مزدوجا لوجهتي النظر أعلاه إذا ما قرر الفريقان توظيفها في سجالهما العقيم ..
ليست العلة في البرهنة على السلوكيات العدوانية للنخب السياسية الحاكمة في الغرب وتمحور استراتيجياتها على إدارة التخلف. كما أنها أيضا ليست في البرهنة على الممانعة التي تبديها البنية المحلية بمستوياتها الثلاثة في وجه الحداثة.. بل العلة في التوظيف السياسي "غير البريء " من قبل متنافسين يجرّون التحديات التي تطرحها في وجه الحداثة البيئتان : الداخلية /الخارجية ,إلى ما يشبه حلبة للنقاش حول جنس الملائكة ..!! الطابع المعرفي للنقاش يوظف لتغطية الجوع للسيطرة والاستئثار بكعكة القيادة ..
يسوقنا هذا التمترس خلف وجهي الإشكالية إلى فتح ملف السياسة وعلاقتها بالأخلاق . وهو ملف تتراكم أضابيره منذ قرون , للنبذ الطويل الأمد الذي مورس عليها "أي ألسياسة " في التجربة العربية – الإسلامية ,مما اضطرها للنزوح إلى عالم الظلال ..
إلا أن هذا يحتاج إلى مساحة أخرى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب