الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرس الماي..الشعر في ارتفاع النهار2_3

ريسان الخزعلي

2008 / 3 / 25
الادب والفن


/زوال المكان/ يشغل مدركات الشاعر كثيراً..، ويجعله يرى بعينيه وذاكرته، و/قصايد من البارحة/ في (عرس الماي)، رغم انها تبحث في (الوجع الانساني شعريا عن زوال المكان، الا انها تجعل من هذا المكان ثابتاً في الزمان،
لان ايقاع (البارحة) سنقوله كل يوم، وبذلك يتحول المكان من طلبة مكانية الى طلبة زمانية في هذه القصائد، وهكذا تثبت امكنة الشاعر (الجسر الجديد، شارع المعارف، مدرسة النبراس، المحمودية، المركب الغركان، سينما الثورة) في /البارحة وكل بارحة/ كلما كنا في عداد اللحظة الشعرية/ الزمنية..حيث سيبقى الجسر جديداً كلما تقادم وعتق، وسيبقى المركب غريقاً حتى وان جف النهر، ومثل هذا لا يحصل الا في الوعي الشعري:
..اتظل جديد..،
ابروحي دوم اتظل جديد
يلي كلما تعتك اعبر طولك..،
ابطول النشيد.
يمته تعتك..يمته..
يل جسر الجديد؟
ان هكذا/ توجعات مكانية/ في الوجه الاخر من الموقف الفني، ماهي الا المراثي، مراثي الفجيعة، عن الطفولة والصبا، واشياء جميلة سرقتها الايام الدخيلة على نقاء قلب الشاعر/ الانسان، وقد وقف الان متحسراً، كما وقف ضده الشاعر القديم، الا انه شاعر الطللية الزمانية، بعد ان كان ذلك الشاعر، شارع الطلية المكانية:
...كتب تيار دجلة البضلعك التعبان..
حزن اولايه تستاحش علينه اسنينهه،
وتنداس هيبتهه..
يل كل روجه مرت بيك، حسرة قافلة وزادت مصايبهه..
عليك اسنين يابو اسنين مرت، وانت غركان
وعليك اجيال يابو اجيال مرت وانت بالغركة
تظل لاوين يامركبنه غركان..،
صدى التاريخ بيك او وحشة الانسان؟
ان مفردات القصيدة (دجلة، روجه، اسنين، اجيال، التاريخ) تكتنز/ الزماني/ رغم رسوخها/المكاني/ ،ومن كل هذه التقاطعات، عرف الشاعر جيداً، ان يكتب قصيدة الزوال المكاني/الزماني، وهو يرى بعينيه وذاكرته..،العين للمشاهدة الاولى، والذاكرة للحضور المستمر، حضور الشعري/ الان/:
..وبيك لون الذاكرة وطعم السوالف
اشما يمر الوكت بيك..
انت الذ شارع معارف
ولو...
مابيك العرفناهم معارف!!
الشعري الذي يحيل دالة الحواس الى غير مدلولاتها..، فللذاكرة لون، وللشارع لذة، الا ان المدلولات تسكن في هذا الشعري..،/صرنة افلام يعرضهه الوجع/ تلك هي خلاصة الزوال، وتوجعات شاعر الزوال..
-2-
ان استذكار المكان في شعر الشاعر المبدع/ كاظم غيلان/ لايأخذ سطوة الزوال باستمرار، وانما يجيء لقوة في الحضور والمواجهة..،وهذا ماحصل في (الجدية)، والجدية قرية في ناحية كميت في العمارة، وقد اضفى الشاعر ماهو فني وجمالي قادم من المكان في قصيدة (الجدية) شعريا بتوليف بين المكان والمواجهة الوطنية:
...اهناك الفقر وحدة اليقره واليكتب
اهناك الناس ما تمدح..وبس اتسب
ودموع امهات وحزن..
من الصبح للمغرب
......
اهناك تبدي الدنية كلهة....
ابمنقله، وحب، وحصير...
ان هذا التوليد الشعري المتقدم يعتمد الاحالة المكانية/ اهناك/،ومن ثم يكون التصعيد الشعري وبما تستحقه
المواجهة/ في المكان/:
بـ (الجدية) ركض يركض نهر بارود..
فوكه الليل، يبني ابكنطره ايعبر عليهه اسلاح
يسحك بالشيوخ،
ايربي للدولة كلب..
ومن حرارة المكان المشدود مع يوميات الشاعر الحرجة الضاجة بالاستياء، نواجه تدفقاً شعريا
اشاريا (الميدان، باب المعظم، الكهوة، الرشيد،) ومثل هذه الاشارات ترتبط حياتياً../من الشاعر الى الناس، ومن الناس الى الشاعر/، والمكان هنا، ذاكرة موغلة في القدم، موغلة في الاشارة:
يومية الصبح..من ساحة الميدان
تطلع روحي مذبوحة..

يومية الظهر..،
للـ(كهوه) تمشي الروح
بياع الجكاير يحدي بيهه..
وكل جريدة اتبوح..
باسرار الفقر والجارح المجروح..،
ياكلبي الظهر يومية اريدك للـ(رشيد) اتروح..
يومية العصر..
يومية.
تطلع من كبرهه امي..
وتجيني الـ(باب المعظم)..
ان تدرج الوقت (الصبح ـ الظهر ـ العصر) يفضي بمحمول/ اليوم/ ..، اليوم الكلي للشاعر في مواجهة اختناقه الروحي:
وانت
اولا خلك فاضي بعد عدك..
وانت،
الوكت ذاك الحلو شيردك؟
وهكذا، اشارياً يجمع الشاعر/الوقت/ من تدرجاته الزوالية (الصبح، الظهر، العصر = الوقت) ...، والوقت هنا، اليوم، يوم الشاعر المدفوع باتجاه يوم اخر مشابه في/ المكان/ذاته، المكان الذي يخلو من (العرس)..، غير/عرس الماي)..،(واعيد على خاطري، وخاطري يعيد علي: متى يأتي العرس؟؟متى يأتي (القاسم) ؟؟) ..،(لاحظ ثنائية علامات الاسفهام) ...،انها الاشارة الى المستحيل!
انه وحيطاني وليل الميدان الظالم
واكتاب ازرك..
ذب اوراقه ابكلبي الحالم..
والكاس اليشعل باكتاري الجرف النايم
ننده بالباقي امن الباقي...،
ايجيبلنه العريس (القاسم)...
-3-
الشاعر/كاظم غيلان/ في قصائده (المكانية)..يمسك بالمقومات البنائية والصورية والاشارية بدراية ابداعية، جمالية وفنية، البعض يفضي الى البعض الاخر، والبعض الاخر يفضي الى الكلي، وبذلك تغدو القصيدة/ وحدة بنائية/ مترابطة..، المكان في الزمن صوريا (حيث الصورة في اهم ما تعنيه.. هو ايقاف الزمن)..، زمان المكان (تفضحه مواجهة الشاعر اليومية) ...،وهكذا..كل مساحة شعر، تضيء جوهرها في جسد القصيدة الحي..(يتبع).


من قصائد المجموعة
طير من الجنوب

آنه طير
امهاجر ابغابة عذاب
وللنبع كل يوم أنادي
وللعطش كل يوم أصيح :
رآسي من يمتلي غيره
اجناحي هم يمتلي ريح
.....................
آنه طير،
امن الجنوب الشايل آذار ابجبينه وكل ربيع ابطوله يمشي نخله نابت
ويه كل ريح احچي كلشي
...........

آنه طير، اشما عليت اثگل
واغني امحمداوي
ع الليالي التعبتني
و ع السنين الصارن لعمري بلاوي
وعلى كيفك ياسمه اوياي
آنه من الريح داوي
...............
.آنه طير
اعيوني من تجدح يشع بيهه الحنان
وامي من توميلي بالطيف امتحان
واصدقائي الرايحين ابلا زمان ولا مكان
انتظر..
يمته يجون
ويجي واحد
أمنت حته الخيانه
وهوه ما بي كل أمان
...........................
آنه طير
امتاني سچينة ذبح
ودمي جدامي لگيته يقره بكتاب الصبح
جدي.. يحفر لي گبر
يم امي ويگل للفلح
هــــذا ابن بنتي النهيته امن المدح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل