الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغنية الخريف - للشاعر الفرنسي شارل بودلير (1821-1867)

بهجت عباس

2008 / 3 / 25
الادب والفن


قريباً سنغـرق في عَـتمة متجمِّـدة
وَداعاً ، يا صفاءَ صيفـنا القصير جـدّاً !
قبل الآن سمعتُ الخريفَ بأسىً
على الغابة متساقطاً على فناء الدار المرصوف.

الشتاء سيجتاح وجودي : غضب
شنآن ، برد ، رعب ، وعمل قسريّ ،
وكالشمس في جحيمها الثلجيّ ،
قلبي ليس سوى قطعةِ جليدٍ حمراءَ طافية ٍ.

أحِسُّ برعشةٍ عندما أسمع غصناً واهناً يسقط .
ليس للمشنقة صدى أكثر صخبـاً .
إنَّ روحي مثـلُ برجٍ يستسلم
لضربة المنجنيق الثقيلـة غير الكليلـة .

هادئاً هنيـهة بهذا الصوت الرتيب ،
ربّما تابوتٍ ، في مكان ما ، سُـمـِّـرَ على عجل ،
لمن ؟ الصيفُ أمسِ ، الخريفُ الآنَ !
هذه الضوضاء الغامضة تُسمع كوداع .

2
أعشق الضِّياء المُخضَـرَّ في عينيك الواسعتين ،
أيها الجمال الهادئ ، ولكنْ كلُّ شيء هو مُـرّ ٌ هذا اليوم ،
لا شيءَ ، لا حبَّ ، المخدع أو الموقـد
أعــزّ من شروق الشمس على البحـر .

أحبِـبْـني دومـاً، أيها القلب الحنون ! كُـنْ أمّـاً ،
حتـى لناكـر الجميـل ، للشرّيـر،
حبيباً ، أختاً ، حلاوةً سريعةَ الزوال
لبهاء الخريف أو للشمس الغاربـة .

مهمَـة قصيرة الأجـل ! القبر ينتظر بلا رحمة .
آه ! دعْـني ، دعْ رأسي يستريح على ركبتيك ،
مستمتعـاً ، نادماً على ذهاب الصَّيف الأبيض الحارّ ،
بأشعّـة الخريف الأخيرة ، صُـفـراً ولِطافـاً .

ترجمها عن الإنكليزية بهجت عباس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس