الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يغتال نيروز

محمد زكريا السقال

2008 / 3 / 26
حقوق الانسان


لماذا يغتال نيروز إذا كان عيدا للحب

كلما ضمدنا جرح نيروز وانتظرنا قدومه ، عيدا للألفة والحب والعطاء ، داهمنا الحرس ، وقوانينه الغير طبيعية ، ومحاكمه الاستثنائية ، وقتل نيروز وزج به كطفل لقيط وغير شرعي ، لهذه الجبال والأرض التي ساهم ببنائها وصيانتها مع أخوته العرب منذ عصور وقدم ، لماذا أصبحنا لقطاء وعبيد بنظام ، قائم على الحيف والجور ، ولماذا العدالة مجروحة ولقيطة بهذه المساحة من الأرض الثيب
ولماذا يدعي حكامها العلمانية والحرية ، بل لماذا تستثار العداوة والأعداء .
غريب أمر هذه الأنظمة ، ومزري طريقة تفكيرها وذهنيتها ، ذهنية فاسدة وغير صالحة ، يقال هناك مواد فاسدة تنتهي مدة صلاحيتها ، والنظام لدينا فاسد وانتهت مدة صلاحيته منذ عقود ، منذ الهزائم المتكررة والأرض المستلبة والثروة المنهوبة ، والغلاء الغير منطقي ، والقمع الغير مبرر ، والإنسان المفوت
والنفاق المستشري.
غريب أمر هذه الأنظمة التي تصرع أذاننا بالأعداء الذين يحيطون بهم من كل جانب ، كيف سيقدر له مواجهة هذه الجبهات إذا بيته مصدع و متهاوي كيف له أن يواجه ، ووحدته الوطنية متشظية ، آه من أنظمة تنام على نفاق أجهزتها وكذبهم ودجلهم ، كيف لا يستشعر النظام إنه لا يملك من عوامل القوة غير التبجح والادعاء ، كيف لم يعتبر النظام من تجربة العراق الجريح ، العراق الذي كابر حكامه ، وتأمر معارضوه فأودوا به مقسما جريحا ، تأكله الأمراض والأدواء ، الغريب أن النظم لا تحس فداحة خسارة العراق ، كبلد يشكل ثقل مميز بنهوض المنطقة ، وتحريره يشكل مقدمة لدخول التاريخ ، حداثة وتنمية ورفاهية ، بدل أن يكون مجال للترهيب و فزاعة بوجهنا لوقف التغيير وامتلاك الحرية والكرامة ، وتطبيق العدالة والقانون .
يجب أن يفهم النظام ومبكرا ، أن سياسة العسف والاستبداد لا تشكل حماية ، وتعكس أمنا ، وأن الرهاب والخوف ، لا يعبر عن التفاف وإحاطة ، وان النفاق الذي كان يلعلع به أحد المشايخ ,, السلته ،، الذي رفع عقيرته ولم يترك صفة ومكرمة إلا وألصقها وأصبغها على رئيس الجمهورية ، إنما كان ينافق ويغش ويكذب ، حيث حري به أن يتكلم عن الفقر والجوع ، والبطالة ، والقمع والظلم وهذا ما كان بحاجته الرئيس ، حيث لا خداع ولا مراوغة بالظروف التي تمر بها المنطقة ، ما اسهل أن يكذب المنافقون ، ومن على قبة الأموي الذي كان كلمة حق بوجه الظلم والفساد ، غريب أن الرئيس لم يأمر باعتقاله ، غريب ان الرئيس ، الذي يعرف الفساد الذي يحيط به ، ويدرك تماما جور القوانين والمؤسسة الفاسدة التي تدير شؤون الوطن والمواطن ، انه استمرئ هذا النفاق والكذب .
لا يمكن للوطن أن يسود وينتصر ، دون كرامة وحقوق مواطنيه ، واللوحة لدينا واضحة وليست بحاجة لكثير من التحليل ، أعطنا شعبا حر كريم وليأتي العالم كله ، بينما شعب مفوت مجوع مهدور الكرامة منخور الجسد ، سيسمح للجميع بالتدخل بشؤونه ، واللعب بسيادته وأرضه وثرواته ، أن الكورد أخوة سوريون لهم مالنا وعليهم ما علينا ، لهم ثقافة وتاريخ ولغة وعادات وتقاليد ، نحترمها ، ونتعامل معها هوية مكملة لهويتنا العامة ، ولهذا لا بد من تفهم أوجاعهم وقضاياهم ، والتي لا تتميز كثيرا عن همومنا وأوجاعنا ، هناك الكثير منهم لم يحصلوا على الجنسية لهذا التاريخ وهذا ظلم ، وهناك لغة لهم يجب احترامها وهناك قوانين مواطنة ودستور وقضاء وعدالة نريدها جمعيا عربا وأكراد وهذا بحاجة لمصالحة وطنية ، للقاء وطني ، من اجل يساهم الجميع ببناء هذا الوطن لأنه وطننا وحلمنا وكرامتنا ، هذا ما نريده ويريده إخوتنا الأكراد وهذا هو الطريق الذي لا نملك خيارا أخر غيره ، خيار التعاون والمحبة والعدالة ، بدل النوم على الفساد والقمع والدماء الغير مبررة ، وغير مسموح بإراقتها ، ويجب أن يحاسب المسئولين عن هذا السفك وتقديمهم لمحاكمات كعربون ومقدمة لنوايا الوقوف أمام الواقع والظروف التي نمر بها ، ولا خيار دون نفض هذه السياسة الفاسدة والمضرة والمفتتة لوحدتنا الوطنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن


.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات




.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب


.. مع مطالبات الجيش الإسرائيلي سكاناً في رفح بالتوجه إليها. منط




.. لبنان: موجة -عنصرية- ضد اللاجئين السوريين • فرانس 24