الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أراكِ

طارق قديس

2008 / 3 / 27
الادب والفن


أراكِ ..
أمامَ عيني في كتاباتي
مُمَدَّدَةً على مَتْنِ الحُروفِ ..
كما الفَراشاتِ
ووَجْهُكِ ضاحِكٌ ..
متلألئٌ بين العِباراتِ
يُغَطِّي الصفحةَ البيضاءَ مُبْتَهِجاً ..
كَوَجْهِ الشمسِ ..
في أقصى الفضاءاتِ
أراكِ على القوافي كلَّ ثانيةٍ ..
وفي خَدَّيْكِ ..
آلافُ المَلَذّاتِ
تَهُزّينَ السطورَ ..
ومن يُسَطِّرُها ..
بِضِحْكاتٍ وضِحْكاتٍ وضِحْكاتِ
أراكِ بكلِّ زاويةٍ هنا حولي ..
على ثوبي ..
على ظلّي..
إلى حَدٍّ يفوقُ المُسْتَحيلاتِ
أراكِ على حروفِ الأبْجَدِيَّةِ ..
بَعْدُ جالسةً..
وفي أعماقِ أعماقِ ابتساماتي
على وجهِ الجدارِ هناكَ ماثِلَةً ..
وفي ألوانِ باقاتِ الزهورِ ..
وفوقَ لوحاتي
أراكِ ..
فلا أُصَدِّقُ ما ترى عيني ..
كأنَّ لقاءَنا مَحْضُ انفعالاتِ
كأنَّ خيالَكِ الموجودَ في الأجواءِ ..
إيحاءٌ ..
أتى مني ..
على قدرِ احتياجاتي
فأهربُ من خيالاتي ..
ومن شكي ..
لنافذتي ..
ولكنْ هل تُفارِقُني خيالاتي؟
فما إنْ أفتحُ الشُرُفاتِ أجمعَها ..
لأزمنتي ..
أراكِ كما السحابةُ ..
في الهوا الآتي!
.........................
نعم ..
إني أراكِ بلا مجادلةٍ ..
أراكِ أمام عيني في انتصاراتي
أراك أمام عيني في انكساراتي
أراكِ هنا ..
أراكِ هناكَ واقفةً ..
على أعتابِ مرآتي
أُراقِبُني ..
أُشاهِدُني ..
لعلَّ العينَ تُبْصِرُني ..
ولكني أرى عينيكِ في ذاتي!
كأنَّا واحدٌ يَعتاشُ في جَسَدٍ..
وحالٌ ثابِتٌ في كلِّ حالاتي
كأنّا لم نكنْ ..
شخصينِ في الماضي ..
ولا كانت لنا أحلى اللقاءاتِ
ولا كان اتصالُ الهاتفِ الجَوّالِ ..
يَجْمَعُنا ..
إذا لم نَخْتَصِرْ بُعْدَ المسافاتِ
كأنّا لم نُشاهد بعضَنا يوماً ..
تماماً مثلَ أبطالِ الرواياتِ
ولا قُلْنا ..
ولا عِدْنا ..
ولا اشتَبَكَتْ أيادينا ..
لمرّاتٍ ومرّاتِ!
أراكِ ..
ولا أحاولُ أنْ أَمُدَّ يدي إليكِ ..
لكي أُبدِّدَ صوتَ آهاتي
فخوفي عطَّلَ الأفكارَ في رأسي ..
وزادَ القلبُ بالترهيبِ دَقّاتي
وقد فَضَّلْتُ ..
أن أبقى على جَهْلي ..
وأَلْغَيْتُ احتمالَ العَقْلِ ..
من بينِ احتمالاتي
فأنتِ هنا ..
أراكِ هنا ..
ولستِ أميرةً جاءتْ من الماضي ..
لساعاتِ ..
ولستُ أنا الذي يَحْيا بأوهامٍ ..
ويبني الحبَّ ..
من وحي الخُرافاتِ
أراكِ ..
نعم أراكِ ..
فلا تظنيني كمنْ يَهْذي ..
وها إني أمامكِ واقفٌ ..
أروي اعترافاتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن


.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع




.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات