الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين حزمنا اصبر

مجيد محسن الغالبي

2008 / 3 / 26
الادب والفن



الحمائم التي تصطفق اجنحتها في سماء الرماد ..تتوهج من حولها غلالات الذكريات حيث روؤس الجبال الغرابيب تنغض من بحر الغيم الابيض ,حين حزمنا افرشة العذاب.. وظلت يافطات الحزن تهفهف في مهب الوجيف وحريق الفراق.. الذي يسجر بين ثنايا القلب ..ملئنا اوعية الصبر التي تشدها الاحزمة العسكرية الخضر ..وحسييس اوراق الخريف التي تحطمها اقدام الثعالب التي يحملها المكروالفضول فتئيد اخر الليل طريا لم ينقضي بعد رغم ضجيج عربة الموت ...القينا علب اللحم المعلب لروناك الصغيرة ...هناك افراس الجحيم تركب بعضها وتدك اجساد الرجال ..اذكريني ايتها الزهرة الوحشية حين تهوي نحوك نجمة العشاء..ويطلق البوم نعيبه في خرائب الجند الذين ااخترقتهم نصال الذل في صباحات التدريب.. والرجل الذئبي الذي اثقل كتفه البرازملتاعا بالزعيق ..كان التاريخ يقبض على سليمان بن عبد الملك مصرا على تقبيل عضو مطربه الذي شدى اخر الليل .. وصاحب الزنج الذي يمالىءبين القصب نار الحرب ..الحجاج يقطع الاوصال وينثرالرؤس في الطرقات..وروناك الحلوة حافية القدمين بين شعاب جبا ل الدم ..وقوافل الرحيل التي تدور بين الاودية المجللة بالسوسن دون ان تجد بارقة امل عن رجل الثأر الذي يجيء خلسة.. فتضيءقناديل السلطان وتدق طبول الغضب بين مضارب ازمر...وتحت شجرة جوارته الهائلة الهرمة تمدد التعب الجنوبي عصيا على سطوة القرية الفاسدة.. جمر العيون يملىءالقلب وردا ..وفوق جوارته كان الجبل ..يجلس من عمق الزمن الموغل بالثلج ..يمد لسانه الاسفلتي فيسل لعابه الفضي.. يترقرق بين ثنا يا العصيان ..الذي يتدفق نحو مدن الشمس والمستنقعات ..ينغل باجساد الزهد ..يصير رقما والواحا طينية ..تنشر اشرعة الحياة في غياهب الظلمات.. وفي جسد جوارته .. عروق الجبل ازقة تستغور الحقب ..ترف بصباحات المروج التي انبئتنا طيورها الخضر.. ان رعونة الريح مزقت ردائها الخلق فتبدت عورة الجلاد ..امطرها الصغار بلفائف الثلج ...من ينكر طراوة الصبح الذي كان يدلق برده الوردي على وجنات روناك ..وهي تدلف الى مدرسة الكبرياء التي تتوسد الحواري ذراعيها ...وذلك الليل المرير الذي تشحط بدمه في دوارة الرصاص.. التي تذرو فتشق الارض اليباب في مفاوز المهجرين..تهوي اجساد العذارى...تمتلىء عيون الصغار بالرعب وذعر التراب الذي تهيله افواه الظلم وجرارات الحقد.. تنتق عروق البردي تميل جفون الارض الوديعة ..تبين عشتارهيفاء لمتيم الهورالذي ينتفض ذراعه فينطلق الاباء ويحملها الى قمم الغيث...في خلوات الطراد التي اوحشها الجلاد ..تنهمر الالفة الجنوبية .. تربو لوعة الطين..من يقتل ثور الخبث ..الذي يسحق بركات الارض ويلقى رجيعه فوق غلالات الطهر .. قذفنا الفالة تلو الفالة تلوى ..تهاوى .. تراءت لنا فتنة الزيف ..من يذبح فينا جحود السنين..التي حملها الموج من ماوراءالبحار..من يذبح هذا الطاغوت ..متى نذبح هذا الطاغوت....وهل نحمل تمر الاعراب ودبيب النمل يغضن جسد الارض...؟ ..الصباح مانفكك يلقي ملاءة الهزيع الاخير فيبدو نظرا فوق بحيرة دربندخان التي تبزق مائها الهلامي بافواه المغاور.. فتطفو العقارب السود ..كنا ننظر في مرايا الفجرفتتماوج وجوهنا وتختلط في مدورة الموج حين تسقط حمم الدمار فتمتلى الملابس الكاكية بالوحل والهلع ...تتطاير الاسلاك الشائكية ..تنغمس في اديم الاجساد.. كانت دموع روناك تهدر في بوابة النفق.. يصرخ زمناكو بوحشية لاحشاءه التي تنقرها عقبان الحديد المتوهجة ....لم يكن لحظتها في نهر جاسم المندرس قطرة مياه واحدة ..يتمطى فيه الموت متخما ..يتجشأ ..يمتلىء المدى برائحة الجثث التي مزقتها الكلاب... على باب الحسين جلست روناك ..تطايرت في هواءالتكفير.. كانت ثيران الطاغوت تدوس نصب الحرية..وفضائيات الاعراب تغدق على جلاسها نفاق الصحراء ..
مجيد محسن الغالبي
ذي قار- العراق
21/3/2008








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??


.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??




.. فيلم -لا غزة تعيش بالأمل- رشيد مشهراوي مع منى الشاذلي


.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط




.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش