الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفوضي أم الاستبداد ، قدر المنطقة ؟

عصام عبدالله

2008 / 3 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


دخلت الحرب في العراق عامها السادس هذا الإسبوع ، بينما الجدل مايزال مستعرا داخل الولايات المتحدة حول الإبقاء علي القوات الأمريكية وتدعيمها أو اعادتها نهائيا ودون تردد ، حيث يخوض المرشحان اللذان يتنافسان على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية وهما هيلاري كلينتون وباراك اوباما حملتيهما على أساس إعادة القوات الامريكية إلى الوطن ، بينما يؤيد مرشح الحزب الجمهوري جون مكين الإبقاء على عدد كبير من القوات في العراق إلى ان يصبح هذا البلد أكثر استقرارا.
وهو ما أكده ، وزاد عليه ، نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني في زيارته الأخيرة للعراق ، وقال أمام نحو 3000 جندي أمريكي في قاعدة بلد الجوية شمالي بغداد : " أن جميع الأمريكيين يمكنهم أن يثقوا في اننا نعتزم استكمال المهمة حتى لا يتعين على جيل آخر من الأمريكيين ان يعود إلى هنا ليقوم بها من جديد". " ليس لدينا نية للتخلي عن أصدقائنا أو السماح لهذا البلد ... ان يصبح نقطة انطلاق لشن مزيد من الهجمات ضد الأمريكيين". ذلك ان الانسحاب من العراق سيقوض المكاسب الأمنية ويسمح لمتشددي القاعدة هناك بإعادة تنظيم صفوفهم وهو ما يمثل خطرا في المستقبل على الولايات المتحدة " .
وتشيني هو من أبرز مهندسي الحرب في عام 2003 ، وهو يطبق ببراعة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي لعام ‏2002 ، والتي أعلنت موت استراتيجية الردع العسكري خلال الحرب الباردة‏ ، وبالتالي معاهدة ويست فاليا عام‏1648‏ والتي تحددت بموجبها قواعد اللعبة الدولية ،‏ والانتقال إلي استراتيجية الحرب الاستباقية أو الوقائية‏.‏ والتي تعطي الحق لأمريكا في التصرف قبل وقوع الحدث‏ ، وهي تستند إلي عالمية الولايات المتحدة الأمريكية‏ ، وتسير وفق مبدأ‏ :‏ بالقوة العسكرية تفرض القيم الديمقراطية‏ .‏

وفي تعليقه عليها‏ ،‏ قال الصحفي المخضرم وليم فاف ‏:‏ التنكر الأمريكي ضمنيا لنظام الدولة الحديثة الذي كان يحكم العلاقات الدولية منذ عام‏1648,‏ وذلك بهدف الحلول مكان مبدأ الشرعية الدولية القائمة ‏.‏ وهي تستدعي في الشرق الأوسط تحديدا ، والذي حل مكان أوروبا كمحور للسياسة العالمية‏ ، تغييرا جذريا في مجري التاريخ‏ ، عبر تشجيعها اعتماد القيم السياسية ــ الاقتصادية الأمريكية‏ ،‏ علي أمل أن تعقبها قيم مكملة‏ :‏ أخلاقية وثقافية وحتي دينية .‏( ‏ راجع ‏:‏ الاسلام المدني الديمقراطي‏:‏ شركاء وموارد واستراتيجيات ــ ورقة بحثية مطولة‏,‏ صادرة عن وحدة البحث في الأمن القومي التابعة لمركز راند بالولايات المتحدة‏ .‏) .

ومثل العراق ، في هذه الاستراتيجية ، رأس الجسر لإعادة تركيب الشرق الأوسط علي أساس ديمقراطي ، ووفقا لهذا السيناريو كان من المفترض أن يوقف احتلال العراق انتشار الأصولية الاسلامية ‏،‏ ويضعف دعم المقاومة الفلسطينية ‏، ويحمل الفلسطينيين والعرب علي الموافقة علي مشروع سلام مع اسرائيل‏ ،‏ ويضع الولايات المتحدة في قلب منظمة الدول المصدرة للبترول بغية تعزيز سياسة تحديد الأسعار الخام والوضع المركزي للدولار عالميا في آن معا‏.‏

هكذا ربطت الولايات المتحدة مصير إدارتها للعالم وتغييره‏ ، بنجاحها في العراق‏ ،‏ وبالتالي فإذا لم تصبح بغداد ،‏ حسب الوعود الأمريكية ، مركز استقطاب تتمحور حوله عملية الديمقراطية في المنطقة ، فإن الولايات المتحدة ستخسر دورها وستتعرض أكثر للخطر‏ ، فضلا عن إغراق المنطقة في الفوضي ‏.‏

لكن المشكلة أن التحولات الديناميكية المتوقعة في المنطقة ستصب في حال نجاحها ــ في عكس الاتجاه الذي تريده أمريكا‏ - ‏ لأنها بمحاولاتها نشر أفكار الديمقراطية تضعف سلطة المستبدين من أصدقائها‏ ، وتقوي ساعد المعارضة التي ستتحول ضدها في نهاية المطاف‏ ، مثلما حدث مع وصول حماس إلي السلطة في غزة ، ونجاح 88 عضوا من الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية عام 2005 في مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح