الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العائم 8

نبيل تومي
(Nabil Tomi)

2008 / 3 / 29
الادب والفن


كتابات من روايه عمرها 25 سنة تنشر أول مرة

بدأت تتوالد الأفكار وتتكاثر ، بعد ان طال الحمل كثيراً .... وهم لا زالوا في إنتظار موعد الولادة حتى بدت لهم عسيرة ثم وصلوا إلى درجة الشك في الحمل ، قـد يكـون كاذباً ؟ إن كان ذالك الحمل كاذباً إذاً ما جدوى الأستمرار في الحركة لديهم أخذت تلك الأفكار تتكالب عليهم وتؤرقهم ، إذ لم تفيدهم تلك البدع والأبتكارات إلتي ساقوها للناس وسّوقوا بها أنفسهم، كيف لهم أن يبّرئوا أنفسهم وذواتهم من دماء الشهداء .... دماء أصبحت تحاكمهم ليلاً ، وتجول بين أنامل وعروق أفـكارهـم نهاراً
دماء تطالـبهـم وبالضرورة ، بالكـف عن المراوغة وجعل الحتوف على أكفـهم بخـسة ، لدرجة أن يوضعوا في أقـفاص الأتهام يناقشونهم في ضمائرهم ، حول الخطأ والـصواب حتى يصل الحال بهـم للأتهامهم بالخيانة جهاراً وكشعاع نور يمارس حقهُ في كشف ظلام الطرقات الدامس . عبـثاً يحاولون التهرب والخلاص من تلك الأشباح والأرواح والوجوه ، يحاولون الـهروب من الأجابة ومن المواجهة مع أولئك القـضاة والمـجنى عليهم على الدوام ، ولكن هل من سبيل إلى الخلاص والأفـلات من شباكـهم . لأن أصابع الأتهام أضحت كالحبل تدور حول أعناقهم وإن الأمور آخذة في التعـقـيد أمام سـبلهم حيـث لا طريـق للنـجاة فمراكبهم غارقـة لا محالة . إنهم ليسوا آمنين على حياتهم فهيأوا أكفانهم ، خشية ألا يحصـلوا عليها في مماتهم ... سؤال إعتادوا طرحه مفادة ..... ما العمل ؟
سوط أنطلق من داخلهم يقول :- دعوهم وشأنهم لقد قضى الأمر وولى زمن النضال .... وصرفت عن أذهانهم إدوار الفروسية وأخلاقـها ، حيث لامبارزة في الأخـلاق ولا بطيخ ، ولم تعد خصائص الوطنية وخصالها ومـبادئها تبرز ألا في الكتب والأوراق العـتيـقة ، ويضيف السوط ... دعـوهـم فالـتفـاني من أجلها قـد أضحى من الزمن الماضي ؛ دعـوهـم يتفانون من أجل العيش ، لأن القـضاة هـم الـمجنى علـيهـم ، لم يموتوا بعد ، إنهـم يلاحقونهـم على الدوام ، تراهـم في دواخلهـم وبين كراريسهـم ، وأوراقهم القديمة وبين خلايا عـقـولهم ، وكالدماء تجري في شرايينهم ، أتعلمون إنهم أصبحوا طنيناً متـّسقاً ينصب متشعباً في روحهم يهزأ بهـم يغور عـميقاً في رؤوسهم بدون أنفكاك من أعلى قـمة جباهـهم إلى أخمص أقدامهم .
بدت جميع الدفاعات والمرافعات والمحاكمات خـديعـة ، وكأنهم كانوا قـد هيأوا لأنفسهم النتائج والأجابات لكل تلك الأسئلة إلتي تنتظر التفسيرات .... للسائرين في مواكب الشهادة أمام أعينهـم . كم أصبحوا صغاراً و واطئين ولاقـيمة لهـم ، حتى الخجل أحمر وجههُ منهـم ، دموعـهم راحت تنساب من شدة الـقـيئ الذي تشعر به نفـوسهم ، ومن شـدة التخـمة في القـتـل وسوء هـضم الأفكار والمبادئ .... ما أسفـلهم آي طور هذا الذي هـم فـيه الآن !!!
ها هم قـد وصلوا إلى أستنتاج بأنهم خونة كذلك .... ينتابهـم شعور بالمذلة أمام صمود ووقـفة الرجال في سجون الأرهاب الدامي والتنكيل الحر ، والغريب إنهم كثيراً ما كانوا يعاودون النـظر في الأيام التي أنقـضت ، ويمنون أنفسهم فـيما لو دخلوا البحر مغامرين فاتحين بلداناً وتخوما وحضارات بمراكبهم التي لا تصلح لعبور نهر صغير فكيف بهم يمخرون عباب محيط العالم السياسي المنحرف والغويط ، بجريدة ومنشور لا يصل باب الدار، كانوا واثقـين أن الطريق ليست بالورد والرياحين مفروشة ، وهكذا طريق تحتاج إلي رجال محترفـين وبصلابة الحديد يكون إيمانهم .

جلسوا بعيدين عن الأنظار يتناقشون في ما يحصل وما يجري داخل السجون ذات الزنازين الضيقة والممتلئة أجساداً أدمية ، كما ناقشوا ما يجري خارج السجون ، وما تستخدمه ُ السلطات من طرق بشعة في الترهيب تارة والترغيب آخرى و إجبار البعض على السقوط في شباكهـم عـنـوة ، وتصفـية الآخرين بمخـتـلف الأشكال . أما المهمة الأساسية في جلساتهـم فـهي حول أولئك الرجال من أصحاب المبادئ والألـتـزام ، من الـمـتمرسين بها زمناً طويلاً ، فـهـل يا ترى تسقـطهـم الأخـتـبارات ؟ إنها فـعلاً إختبارات صعبة ومفـروضة عليهم فـرضاً . من المفـروض أن يكونوا قـد أستعـدوا لها مسبـقاً ، وأن يتحلوا بالعزم والإرادة ؛ تلك الإرادة التي يفـتقـدها الآخرون ذوو التاريخ العريق والكبير في التحدي والمجابهة والنضال وكيفـية الصمـود إمام حبل المشـنـقـة بكل وعي ودراية .... ولكن أين لمثل هـذه الفاشية الجديدة المنفـلتة العـقـال والتي لم يحسبوا لها أن تكون بهـذه السطوة والعنف والشراسة ، ما كانوا ليظنوا يوماً أن لمثـلهم سيقع في شراكها وأن يكونوا من ضحاياها . علهم يتهـيـبون بعض الشيئ مـنها خجلاً ، وهي تؤثر عليهم سلباً . إن ما يستخدم ضـد قـوى الخير و والتنويرية ، والثورية منها بالذات في هـذا البلد أو ذاك ، و الذي إن جمعته يسمى بالوطن الكبير الممتلئ بكل أشكال العبث والتسلط والقهر، طرق ومسالك كثيرة دخلها الـموت مـنـذ أزمان يعـيدة ، البعض مـنهـم ما يزالون يعيدون نفـس الأساليب والدروس التي تلقـوها من أسلافـهـم النازيين والفـرانكويين ومختـلف أعـمدة القـتل والتعذيب والمجون ضد الشعوب والأنسانية ، إنهم يعـيـدون الأساليب ذاتها في قهر الشعوب و إذلالـها وترويضها، بل هم أكثر تشدداً في تطبيقهـا ويتفـننون فـي تنفيذها ببراعة وإتـقـان ....
في هذا الوطن المسمى الكبير؛ يتقـن الحرفـيون صناعة السلاسل والأغلال ؛ وتوابيت الموتى ... في هذا الوطن !!!! وفي هذا الوطن بالذات يتفـننون في صب قوالب الممنوعات على رقاب الحريات ومفاتيح الديمقـراطيات ، تلك التي تحتاج إلى أنواع كثيرة من الغواصين والغواصات للبحت والتنقـيب عن أسرار عـقـول مبتكريها . طالت أحاديثهـم لساعات وأيام ولمرات عديدة وتفاخر الكثيرون وتباروا في طرح الأمثلة الحية والمـيتة على تجاربـهم وتجارب الآخريين ؛ كل ذلك من أجل أستخلاص العبر والحكمة وتعلم التجربة علها تفـيدهم في قادم الأيام والمستقـبل إن وجـد هناك مستقـبل .
- أتعتقدون أن ما يجري الآن للبعض من الوطنيين والمثقـفـين من أهـتزازات وتذبذبات في المواقـف أمر غير طبيعي بينما هو نتيجة طبيعيه للإرهاب وللتعذيب الوحشي الواقع عليهم ؟ ورغم ان هذا يلعب دوراً سلبياً كبيراً في غالب الأحيان .
سأل أحدهم وكان جلساً في ركن قريب من كوة صغيرة في غرفتهم الحقيرة ، وهـو متكـئ على نصف منضدة ، ماسك فـكهُ بين راحة يديه وعلامات الحيرة والتعجب ظاهرة على وجهه ..... !!!
- ماذا تقول أيها العزيز ... أين تكمن الإرادة والتصمـيم ؟ أين أضحى الكلام الذي كان دوماً يتردد في كل المحافـل والتنظيمات ؟ أيعقـل أن يشفي طبيب مرضاه إن كان هو عليلُ ؟ أسمحوا لي ببعض الكلمات ... وأريد أن أفصح عن رأي
بأعتقادي أنهُ ما يجري لبعض المهزوزين ومن عـديمي الإرادة و قـلة الخـبرة ؛ هـو نتيجة فـعـلية وطبيعية لعدم تمرسهم في هكذا أفعال ، ولضعف صلابتهـم ، ولشناعة الضغوط المختلفة التي تمارس عليهم ، وعلى الرغم من ذلك يوجد أشياء آخرى كثيرة أتخوف منها وأتوجس منها الشر ولكنني لا أفـهـمها ، راجياً ألا تكون هي سمة السياسيين لهذا العصر ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل


.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض


.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار




.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة