الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجتماعات القمم العربية- اتحاد الحكام ضد الجماهير العربية

رديف شاكر الداغستاني

2008 / 3 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


ان الشعوب العربية مغلوبة على امرها فحاكميهم اما يكونوا بعيدا عن الوطنية او دكتاتوريين او مزيفي للديمقراطية وفي كل الاحوال حكام الطبقة البرجوازية المستغلة للطبقة العاملة والمستضعفين فيها . فبالرغم من كبوة الحركة التحررية والثورية العربية نتيجة الهجمة الشرسة للامبريالية العالمية فانها تحمل بذور وجذوة النهوض ماسمحت فيها الظروف الذاتية فنرى تململ هنا وهناك باشكال مختلفة في النضال الجماهيري ضد الهيمنة الحاكمة على مقدرات هذه الجماهير فلا تزال حركة التحرير الفلسطينية طليعة النضال العربي وقضيتها وهي جوهر الصراع العربي الصهيوني في منطقة الشرق الاوسط ... فالحكام العرب جيروا نضال الجماهير العربية لصالحهم فأداروا قيادة الصراع مع الصهيونية لصالح الصهاينة ولم يكن لصالح القضية الفلسطينية بل التامر عليها مع اسيادهم الامبرياليين ومانكسة حزيران 1967 التي اظهرت جليا هذا التامر والتخاذل لهؤلاء الحكام الذين اضطروا مجبرين لامتصاص غضب الجماهير العربية وخوفا من اسقاطها عن دفة الحكم ايدت حركة التحرر الفلسطينية ومقاومتها للاحتلال واحتضنوها حتى تسنى لهم مع مرور الوقت تحجيمها وتشتيتها ثم الانقضاض عليها وعلى مجمل الحركة الثورية العربية المساندة لها فاستعادوا هؤلاء الحكام المبادرة في مواجهة الصراع مع الصهيونية بسبب تراجع اخطاء النضال الفلسطيني القاتلة وهذا موضوع يحتاج الى خصوصية فيه فالحكام العرب اليوم هم اكثر تنظيما وتوجيها وضبط واستيعاب حركة الجماهير المعارضة لهم داخليا وخارجيا وباتوا اليوم لايخشون على مواقفهم من التغيير لتلقيهم الاسناد والدعم من الامبريالية العلمية واميركا بالذات فالخدمات متبادلة ومستقرة على خيانة شعوبهم لقاء بقائهم على راس السلطة تحت شعارات ديمقراطية شكلية ام دكتاتوريات مطلقة ملكية فاسدة ... فنرى هؤلاء يرتبون جهودهم ليفرضوا الحل لا ان يقترحو لانهاء الصراع العربي الصهيوني وانها مرحلة فرض القرارات دون العودة او الخوف من حركة الجماهير وارادتها المسلوبة والمنساقة المستسلمة لما يسمى بالامر الواقع بعدما خرجت اكبر دولة عربية بعد النكبة من صراع مع الصهيونية وهي مصر العربية ثم اعقبتها الجزائر التي اوجدوا لها شغل شاغل بالارهاب وكذلك سوريا ما عدى اشكالية هضبة الجولان واللهوحول تحريرها واخيرا العراق باحتلاله بجيوش غازية واسقاط نظام صدام الذي كان ينسق المواقف مع امريكا بضرب قوى التحرر العربية وجعل من نفسه شرطي المنطقة بعيدا عن الموقف الحقيقي لخدمة القضية الفلسطينية ما عدى الشعارات الطنانة التي جيرها لصالح تثبيت حكمه محاولاً فرض هيمنته على الحكام العرب بتحالفه معهم الا ان اميركا وبعد انهاء الصراع مع المعسكر الشرقي لصالحها ارادة ان تنهى كل الشعارات القومية والخطابات توطئة لحل الصراع مع الصهيونية العربي لصالح الكيان الاسرائيلي هذا اولا وثانيا ارادت تحطيم ثالث جيش في العالم من حيث العدد والعدة بعدما سمحت لصدام انشائه والقيام بدور مشترك مع حكام ايران في اندلاع الحرب وعليه يستوجب حل هذا الجيش وجعله بعيدا عن دخوله باي صراع محتملا مستقبلا لصالح الجماهير العربية ومعروف ان الجيش العراقي الباسل له مواقف مشرفة على المستوى العسكري المساند في الدفاع عن الوطن العربي ... ان انهيار المعسكر الشرقي اعطى امريكا رئاسة العالم والتحكم به في الوقت الراهن والتي تسعى الان لتثبيت فرض ارادتها على العالم كله لاطول فترة ممكنة قبل بروز كتله موازنة لها , كاوربا او دول اسيوية لهذا فهي تعجل عن طريق الحروب والقوة للسيطرة على اقتصاد العالم واحتلالها مواقع ستراتيجية وتعمل كل جهدها ضد ما يهدد مستقبلها الريادي وهكذا اصبح العراق المحطة الكبرى لما يسمى بمكافحة الارهاب في العالم واعتباره جسرا لتهديد الاخرين او توجيه ضربات استباقية معتمدة اجندة سياسية دينية عرقية طائفية وقومية وعنصرية تناغمت معه مقابل مكاسب تحصل عليها من تجزاة هذا الوطن وتدميره وتسليم ثروات البلاد له مجانا وذلك بخلق بذور الصراع الطائفي والقومي وفق مبدا فرق تسد الورقة الرابحة للاحتلال وهذه السياسة يدفع ثمنها شعبنا وبعشرات القتلى عن طريق الارهاب المدمر لمختلف شرائح العراقيين وهي الاساس خدمة للصهيونية . مما جعل العراقيين يفرون من بلدهم للنجاة بارواحهم وليكون العراق مهدم محطم ومنخور القوى بالتالي ليكون بعيدا عن جسد الامة العربية غير مؤثر في محيطها ومحيط العالم وليكن على الامد البعيد صمام امان للكيان الصهيوني هذا كله يجري تحت انظار العرب حكام وشعوب وحركات التي يستوجب ان توجه الان وليس غدا ضرباتها لهؤلاء الحكام الخونة والخيانة واحدة و الاحتلال واحد في السعودية او الامارات العربية والاردن ومصر وهنا ام هناك وقبل فوات الاوان . فعلى الذين يدعون التحرير وتوجيه ضرباتهم الى ذلك الجزء المهم قبل عقد اي اتفاق يسمح ان يتحول الصراع مع الصهاينة الى اخاء وتضامن وتكون سيادة الشرق الاوسط للاقتصاد الصهيوني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟