الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقراء يقتلهم الدرن

سمير محمود

2008 / 3 / 27
الطب , والعلوم


التربية البيئية الصحية الغائبة وراء الاصابة به :
الفقراء يقتلهم الدرن!
- البصق والكحة فى وجه الاخرين وشرب اللبن غير المغلى من الشارع المصرى وراء الاصابة.
- مطلوب تفعيل برامج التربية البيئية فى المدارس لتعديل سلوكيات التلاميذ وتجنب لأمراض .
- خبراء التربية ينصحون بتوعية التلاميذ صحيا والخروج بهم فى زيارات ميدانية للتعرف على البيئة
- 81 مدرسة بالاسكندرية وبنى سويف والفيوم تطبق برامج التعليم النشط لتصحيح المفاهيم وتعديل السلوكيات البيئية

سمر طفلة صغيرة عمرها 9 سنوات ، من أسرة فقيرة ، ولدت لاب عاجز وام تعمل فى خدمة المنازل ولها من الأخوات خمسة غيرها ، والجميع يقطنون تحت سقف واحد، هو بئر سلم العمارة التى يحرسه الاب العاجز !
بالكاد نجحت الام فى الحاق سمر بمدرسة ابتدائية بحى عشوائى فى امبابة التابعة لمحافظة الجيزة. وكما ينهش برد البدروم عظم الصغيرة التى لا تعرف للنظافة معنى ولا للشمس عنوانا ، تنهش كل اساليب الفقر والجوع والمرض اوصالها ، التى تحشرها حشرا وسط أقرانها أثناء اللعب فى حوارى امبابة ، أو أثناء ركوب علب الموت المتحركوة المعروفة فى مصر باسم الميكروباصات ، أو اثناء الدراسة بمدرسة تضم الاف التلاميذ وعشرات الفصول ونحو السبعين فى الفصل الواحد.
لوحة قاتمة من الفقر وقلة الامكانات وغياب الوعى بقيمة واهمية النظافة ، والاحساس بالذوق والجمال وتلك كانت معاناة سمر ومأساتها فى نفس الوقت ؟!
سقطت الصغيرة صريعة مرض لا تعرف اسرته كنهه ، ولا تقدر حجم خطورته ولا امكانية علاجه ، هى فقط نزلة برد وتزول سريعا بحسب راى الام، وهى لدى الأب العاجز دلع بنات ولطشة شمس من كثرة اللعب وسوء التربية، أما الحالة فكانت خطيرة فى راى الأطباء والأخصائيين الذين شخصوها على انها درن معد ونشط !
الفاجعة
الفقراء معرفيا أبعد ما يكونوا عن الحقائق والأرقام ، رغم اننا نعيش فى عصر المعلومات وقمة ثورة تكنولوجيا الاتصال!
لا يعرف والد سمر أحد بسطاء مصر والعالم النامى ان حربا عالمية مفتوحة ضد الدرن بدأت منذ سنوات ومستمرة حتى عام‏2050‏ ، وهو التاريخ الذى تطمح فيه منظمة الصحة العالمية الى القضاء تماما على المرض الذى تهدد عدواه ثلث البشرية ، ويصاب به شخص واحد كل ثانية ، و9ملايين سنويا ، يموت منهم مليونيين مليون(منهم من النساء و300 الف طفل) بمعدل ‏5‏ آلاف شخص يوميا، ويتضمن الرقم 300 شخص يموتون يوميا فى اقليم شرق المتوسط الذى ننتمى اليه ، ليحتل الدرن المرتبة الثانية كأكبر الأمراض الفتاكة، بعد الايدز الذى يقتل 3 ملايين سنويا وثالثهم الملاريا الذى يخلف مليون ضحية سنويا ، والثلاثة من الأمراض التى تحتل القارة الافريقية السمراء لتضيف الى اعباء الفقر والتخلف أعباء إضافية لا تقدر الشعوب ولا الحكومات على مواجهتها،خاصة بعد ظهور سلالة جديدة من السل يطلق عليها Drug-resistant Tuberculosis أو XDR-TB،هى الأشد فتكا وتدميرا لمقاومتها للمضادات الحيوية والعقاقير.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود ما يقرب من نصف مليون إصابة جديدة بالسل المقاوم للأدوية المتعددة سنويا، أي ما يعادل حوالي 5٪ من مجموع تسعة ملايين إصابة جديدة بمرض السل في جميع أنحاء العالم.
ومما يزيد من خطورة المرض، انه عقد حلفاً استراتيجياً مع بعض الأمراض الفتاكة الأخرى، ومنها مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) الذي أعاد الدرن للظهور واجتياح الكرة الأرضية من جديد.
الأرقام المفزعة والحقائق المروعة حول المرض لا يجب ان تنسينا حقيقة مهمة هى امكانية الوقاية والشفاء منه رغم كل شىء، وهذا هو الشعور الذى يستقبل فيه العالم الاحتفال باليوم العالمى للدرن فى 24 مارس الجارى ، ذلك الشهر الذ سجل اكتشاف الطبيب الألمانى روبرت كوخ لجرثومة الدرن عام 1882 ونال عن اكتشافه واكتشافات طبية أخرى جائزة نوبل فى الطب والفسيولوجيا عام 1905.
فى غمرة الاحتفالات العالمية والاقليمية الراهنة باطلاق شراكة مكافحة الدرن وحملة توعية شعارها ملتزم بمكافحة الدرن، استدعيت من الذاكرة مشاهد المصابين بالمرض، وتذكرت سمر التى نهش الدرن جسدها النحيل حتى صارت واحدة من بين مليونين قتلهم المرض فى العالم قبل عامين .
متابعتى للمرض وظروف الاصابة والعدوى وطرق الوقاية والعلاج ،وتعرفى عن قرب على حالة سمر تلميذة المدرسة الصغيرة التى افترسها وحش الدرن رغم كل محاولات ترويضه ، فتحت عينى على أفكار ومعلومات وحقائق تتصل بالتربية البيئية الصحية المطلوبة والمفقودة فى بعض البيوت والمدارس المصرية رغم مبادرات تطوير التعليم وبرامج التعليم النشط ،القائم على الابتكار والابداع والاحساس بالبيئة عبر الزيارات الميدانية والانشطة.
العدوى والاصابة
علمت من الدكتور أحمد أبو نجلة أستاذ الأمراض الصدرية بطب الأزهر ان عدوى الدرن تنتقل بالرزار المتطاير من مريض ايجابى أثناء كحته وسعاله ، أو حتى مجرد الكلام من شخص مصاب بالمرض. و ينتشر مع حالات البصق على الارض فإذا بصق المريض علي الأرض وجف البصاق فإن الأتربة المتطايرة نتيجة الكنس أو تيارات الهواء تحمل الميكروب ويستنشقها الشخص السليم، كما ان استعمال أدوات المريض الملوثة بالبصاق المعدي و تناول اللبن غير المغلى وغير المبستر. وهى السلوكيات الأكثر شيوعا فى الدول الفقيرة وفى مصر؟
وينتشر الدرن فى أوساط الأطفال والشباب من 15 الى 45 وفى النساء عقب الولادة ، وبالطبع فان الصناعات الاكثر اثارة للاتربة والغبار مثل الغزل والنسيج من الصناعات والمهن المسببة للمرض ، فضلا عن تيارات الهجرة المكثفة من الريف بهوائه النقى الى المدن الصناعية والشعبية المزدحمة .
والى جانب الفقر وسوء التغذية والمنازل سيئة التهوية والازدحام والإرهاق الشديد والأزمات النفسية، فإن وجود أمراض أخري تؤدي إلي نقص مناعة الجسم مثل البول السكري ومرض نقص المناعة المكتسبة ( الإيدز) وكذلك تناول بعض العقاقير مثل الكورتيزون، كلها تعتبر من العوامل المؤثرة في الإصابة والوفاة بسبب الدرن .
ويؤكد الدكتور أبو نجلة ان الدرن مرض معدٍ، ينتقل عن طريق بكتيريا خاصة، تصيب غالباً الجهاز التنفسي والرئتين، ويمكن للمريض الواحد اذا ترك دون علاج ، أن ينقل العدوى لـ 15 شخصاً في العام الواحد.
أفزعتنى الحقائق الطبية وأعادتنى الى التفكير فى حال تلاميذ المدارس ، أطفال مصر فى عمر الزهور ، فى القرى والنجوع والمدن العشوائية الفقيرة التى لم يصل اليها قطار المدارس الحديثة وبرامج التعليم الجديدة ولاحقنى طوفان من الأسئلة:
هل يتنفس هؤلاء الأطفال هواءا نقيا وسط الزحام ، زحام الفصول مهدمة النوافذ والجدران ،هل يشعرون بالبيئة والطبيعة ومواردها على النحو البكر الصحيح ام ان صورة البيئة الملوثة ، وحمامات المدارس القذرة – ان وجدت – ومياه الصنابير الملوثة ، تقضى مسبقا على كل الأمال والجهود المبذولة لتحقيق أهداف برامج التربية البيئية فى مدارسنا؟
عادات البصاق والعطس والكحة فى وجه الآخرين وشرب اللبن غير المغلى – ان وجد اللبن من الاساس- تقف وراء 90% من حالات العدوى بالدرن فى مصر التى تشهد سنويا 18 الف مصاب بالمرض لا يكتشف منهم سوى 10 الاف لغياب الوعى الصحى والبيئى وعدم الابلاغ وضعف التشخيص ، كل هذا هل يعنى فشل برامج التربية البيئية فى مواجهة الأمراض المعدية التى تتربص بأطفالنا ؟
الحق فى العيش فى بيئة سليمة ونظيفة من أبرز حقوق الانسان وحقوق الطفل التى نصت عليها المواثيق والدساتير ، من هنا تأتى جهود التوعية الصحية والبيئية وحملاتها المستمرة حيث تم تنظيم نحو 600 ندوة فى العشوائيات ونوادى المراة على مستوى مصر للتعريف بالدرن واسباب العدوى وطرق الوقاية والعلاج على حد قول الدكتور عصام المغازي مدير المركز القومي لمكافحة الدرن.
اعترف الدكتور المغازي ان مصر تشهد سنويا 18 الف حالة اصابة بالدرن لا يكتشف منها الا 10 آلاف بمعدل‏61%,‏ لعدم الابلاغ وضعف التشخيص ، موضحا ان عدد وفيات هذا المرض في مصر لاتتعدي الـ‏3%‏ سنويا‏‏ ، والخطورة تكمن فى 9 الاف من حاملى الدرن الرئوى ايجابى البصاق ، والذى يمكنهم نشر العدوى بميكوب الدرن فى المجتمع أما النسب الباقية فيصابون بالدرن الرئوى سلبى البصاق والدرن خارج الرئة .
واضاف مصر لم تكن يوما بعيدة عن معركة المكافحة فقد أمكن السيطرة علي المرض‏,‏ منذ بداية المشروع القومي لمكافحة الدرن الذي بدأته وزارة الصحة عام‏1989,‏ حيث انخفضت معدلات الإصابة من‏192‏ بكل مائة ألف من السكان في الخمسينيات إلي‏24‏ بكل مائة ألف من السكان في عام‏2006،أى أن معدل الاصابة السنوى لا يتجاوز 24.%.‏
وهو ما دفع بمنظمة الصحة العالمية الى تصنيف مصر عالمياً ضمن الدول متوسطة الإصابة، حيث أعلنت المنظمة نجاح استراتيجية المكافحة التي تنفذها مصر ووضعت المنظمة الدولية مصر في قائمة الدول منخفضة الإصابة بالمرض مع نفس مجموعة الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا وإنجلترا وفرنسا وهي القائمة التي تبدأ من نسبة الإصابة صفر إلى 24 حالة لكل 100 ألف من السكان .
وأشار مدير المركز القومي لمكافحة الدرن ، الى ان هذا العام وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واصلت مصر حربها المقدسة ضد الدرن تحت شعار «أنا ملتزم بمكافحة الدرن "و هو الشعار الذى يدعو إلي الالتزام بمكافحة المرض، وأن البرنامج طبع شعار الحملة ووزعه علي المدارس والكليات، ليتعرف الطلبة علي خطورة المرض. ولتتكامل جهود الصحة والاعلام والتعليم والاتصال والبيئية فى تغيير العادات والسلوكيات الصحية البيئية الخاطئة لدى الاطفال والنشء بالمدارس تجنبا للامراض والمخاطر التى تجد من تجمعاتهم بيئة خصبة للانتشار.
وقلل المغازى من المخاوف التي تتردد حول مرض السل. ورغم أنه أكثر الأمراض المعدية المميتة إلا أنه قابل للشفاء‏,‏ ‏ورغم أن المرض شهد انحسارا في دول العالم المختلفة في السبعينيات‏,‏ إلا أنه عاد للانتشار بصورة كبيرة في الثمانينيات من القرن الماضي نتيجة لإهمال سبل الوقاية منه في معظم أنحاء العالم نتيجة لانتشار الإيدز‏,‏ ومع ذلك فقد أمكن خفض معدلات الإصابة بتوفير الأدوية والعلاجات الحديثة‏.
وشدد المغازي- الأكثر دراية بعشوائيات مصر وأماكنها المزدحمة فى المدارس والجامعات وتجمعات الجنود والتجمعات السكنية فى الأحياء الشعبية والفقيرة وما اكثرها- من تحذيراته بشأن من خطورة ظهور حالات إصابة في المناطق العشوائية التي يتكدس سكانها في غرف مغلقة وضيقة، داعياً إلي أهمية إجراء الكشف علي المخالطين للمريض، وزيادة التوعية بالإجراءات الصحية وسبل الوقاية، مشيرا الى ان زيادة انتشار المرض، إلي ضعف مناعة شريحة كبيرة من المواطنين بسبب الاعتماد علي أساليب غذائية غير سليمة وانتشار الوجبات السريعة التي تؤدي إلي نقص المناعة.
علامات الخطر
من نافذة فصول الفقراء وجدران البيوت الباردة التى لا تعرف الشمس ولا التهوية الجيدة طريقها اليها اطل براسى لارقب الطفلة سمر، وارسم لتراجيدى مرضها وموتها لوحات تخيلية ، ما بين النوم على ارضية البدروم ، الى الالتحام فى اكوام اللحم من الزميلات والملاء بالفصول ، مرورا بصور متتالية للبصاق والسعال وتناول بقايا الطعام الذى تجود به بعض الاسر وان انتهت صلاحيته ، وحالة سوء التغية العامة كابرز العادات المتسببة فى مرضها وصولا لأعراض المرض التى حددها استشارى الصدر الدكتور أحمد عطية و منها الضعف العام وفقدان الشهية ونقص الوزن وارتفاع في درجة الحرارة والعرق أثناء الليل اضافة الى الأعراض الصدرية ( والتي يجب فحص بصاقها فورا عند حدوثها) وابرزها :السعال شديد لمدة تزيد عن أسبوعين و سعال مصحوب ببصاق مدمم و ألم بالصدر وهوما يستوجب الفحص .
وبفحص البصاق بالطريقة المباشرة ( بالميكروسكوب) يمكن الكشف عن وجود ميكروب الدرن ، وعمل مزرعة له إذا لزم الأمر واجراء اختبار التيوبركلين الذى يساعد في تشخيص المرض بالنسبة للأطفال تحت سن الخامسة إذا كانوا غير محصنين بلقاح آل بي . سي . جي . و الكشف بالأشعة علي الصدر وفحص الأنسجة .
ذلك هو صوت الأطباء والمتخصصين ، اما أسرة سمر وغيرها عشرات الأسر المعدومة - الى حد الجهل بمجانية العلاج الذى توفره وزارة الصحة والسكان – فلا صوت لهم ما داموا قد تعودوا على ترجمة اى كحة وعطس وسعال مهما طال امده ، على انه نزلة برد أو ضربة شمس ، ومن ثم برشامة اسبرين وكوب من الشاى كفيل بالعلاج فى نظر والد سمر ، فان استعصى الامر فلا مانع من الذهاب لاقرب صيدلية ووصف الحالة غيابيا وطلب العلاج بشرط رخص ثمنه!
العلاج الممكن
يمكن ببساطة إذا ما تم الكشف عن السل في مراحله المبكّرة وعلاجه على النحو الصحيح، والتطعيم باللقحات الواقية لحديثى الولادة ، وممارسة العادات الصحية السليمة والعيش فى مساكن صحية جيدة التهوية والعد عن مخالطة المرضى وعن الوجود المكثف والمتكرر فى الاماكن المزدحمة ، الحيلولة دون انتشار المرض وضمان شفاء المصابين منه.
ورغم ان الدرن معد ومميت ، لكن من الممكن علاجه والشفاء منه، بل وبالامكان الوقاية وتجنب الاصابة من الأساس! هكذا اكد الدكتور أحمد عطية استشاري الأمراض الصدرية مشيرا الى ان حامل العدوى الكامنة يجب ان يحصل على العلاج حتي لا تتحول العدوي الكامنة إلي إصابة فعلية مؤكدا ان معظم الحالات قد لا تتحول العدوي إلي إصابة نشطة بالدرن‏,‏ لكن البكتيريا تصبح نشطة وتنمو وتتكاثر وتتحول إلي درن نشط فقط لدي المرضي ضعاف المناعة‏,‏ وعندئذ تهاجم الجسم وتدمر أنسجته‏,‏ ومن الممكن أن تتسبب في حدوث ثقب بالرئة.
الدكتور نبيل الدبركي رئيس المركز القومي للحساسية والصدر اكد ان الدرن كان قد انتهي تماما في الدول المتقدمة لكنه عاد بصورة أكثر شراسة ومقاوم للأدوية الحديثة‏,‏ مؤكدا نجاح البرنامج القومى لوزارة الصحة فى وضع المرض تحت السيطرة حيث يتم الاكتشاف المبكر للمرض وتقديم العلاجات الحديثة مجانا‏.
ولحسن الحظ، لا يمكن أن تنتقل العدوى حيث ينجح الجهاز المناعى فى الغالب فى محاصرة جراثيم الدرن ، باستثناء الحالات التي يكون المرض فيها نشطاً. فرغم أن السل يصيب أكثر من ملياري شخص، إلا أنه في تسعين في المئة من الحالات يكون خاملاً، بحيث لا تظهر على المريض أية أعراض، ولا يمكنه نقل العدوى للأصحاء. وإنْ كانت حوالي 5 الى 10% من حالات السل الخامل تتحول لاحقاً إلى سل نشط، يمكنه أن يسبب العدوى للآخرين، وأن يقتل نصف المرضى إن لم يتم علاجه.
وينصح الدبركى بالاهتمام بالغذاء الجيد والمسكن الصحي والتعرض لأشعة الشمس وممارسة الرياضة ‏،و الابتعاد عن التدخين وخاصة في الأماكن المغلقة اذا كنا ننشد العيش فى عالم بلا درن.‏
الوقاية أهم
وزير الصحة السابق الدكتور محمد عوض تاج الدين أستاذ الامراض الصدرية بطب عين شمس ‏ أكد نجاح البرنامج الذى تنفذه مصر بالتعاون مع الصحة العالمية لمكافحة الدرن ‏والمعروف باسم الدوتس او العلاج تحت الرقابة المباشرة‏DOTS(DOTS) (Directly Observed Treatment, Short-course).
ويهدف البرنامج الى الكشف المبكر لحالات الدرن وتجنب عدوي المخالطين للمرضى‏,‏ ويرجع الدكتور تاج الدين اسباب معاودة ظهور المرض الى السلوكيات البشرية الخاطئة الى جانب عوامل اخرى منها ضعف الجهاز المناعى وانتشار الايدز خاصة فى افريقيا .
يدق وزير الصحة السابق ناقوس الخطر محذرا من اهمال العلاج و تناول الأدوية وهو السلوك الشائع فى مصر، فحين يشعر مريض الدرن بتحسن ما فيهمل العلاج رغم ان هذا لا يعني الشفاء‏,‏ وانما البقاء كمريض سلبي يحمل الميكروب أما من خلال تناول مجموعة الأدوية المكررة ومن خلال المتابعة يتحول المريض إلي ايجابي وغير معد‏,‏ كما إن إيقاف تناول العقاقير فجأة أو تناولها بدون اعتناء بين الحين والآخر يتسبب في مشكلات خطيرة‏,‏ و أولاها انه يزيد من فرص تكرار العدوي والانتكاسات‏.‏ و يعد الساحة لظهور بكتيريا مقاومة للعقاقير‏,‏ وهي حالة يفقد فيها الدواء المضاد للميكروب فاعليته‏,‏ ويصبح غير قادر علي قتله‏,‏ ومشكلة مقاومة العقار تتصاعد‏,‏ وبعض أنواع بكتيريا السل التي تدور حاليا في الدم تقاوم بالفعل جميع المضادات الحيوية التي كانت تقتل ميكروب الدرن‏,‏ وتسمي هذه الحالة السل المقاوم للأدوية‏‏ ، والذى يصل عدد المصابين به سنويا نصف مليون مصاب على مستوى العالم بحسب تقديرات الصحة العالمية.وتصل تكلفة علاجه 4الاف دولار ويستغرق العلاج سنتين.
الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة قال ان الوزارة لديها استعداداتها لمولاجهة الدرن فهناك 39 مستشفي للأمراض الصدرية بخلاف 120 مركزا لعلاج الأمراض الصدرية شهدت تطويرا جذريا تقدم العلاج لمرضى الدرن بالمجان ويجري الآن تحديث 16 مركزا للفحص الجماعي لمرضى الدرن ، وتوجد 5 ألاف وحدة رعاية صحية أساسية منتشرة في الريف والحضر .
وفى عام 2007 تم اكتشاف 11 الف حالة اصابة بالدرن فى مصر شفى منها نحو 88% .
الدرن والفقر
العلاقة وثيقة بين الإصابة بالدرن وبين الفقر! حقيقة أكدها الدكتور صفوت العالم استاذ الاعلام بجامعة القاهرة مشيرا الى أهمية دور التربية البيئية الصحية والتوعية فى المدارس والتجمعات السكنية المزدحمة بتعريف المرض وطرق الوقاية منه والعدولى وطرق انتقالها واساليب الرعاية الصحية والعالاجية وطرق التعايش مع المرض وتللك مهمة يجب ان تتحملها الصحة الاعلمية ومكاتبها الاقليمية ، فلاسر البسيطة الفقيرة فى الغالب لا تعرف الحد الادنى من المعلومتات اللازمة للتعامل مع هذا الزائر الثقيل ولا تعرف كيف تتجنبه وكيف تأخذ بمرضاه من الاهل والاقارب الى بر الامان.من هنا تاتى اهمية حملات التوعية فى الجامعات والمدارس ووسائل الاعلام وقنوات وزارة الصحة على حد سواء الى جانب مراكز التوعية الصحية وادوار الرائدات الريفيات ورجال الدين .
الدكتورة نهلة سالم باحثة في مجال تربية الطفل قالت غياب التربية البيئية عن بيوتنا ومدارس اطفالنا كارثة فالتربية البيئية تكسب الأفراد المعارف والمهارات من خلال معايشتهم للبيئة وتحسسهم لمشكلاتها كما تكمن أهميتها أيضاً في إكسابهم السلوكيات المرجوة تجاه البيئة وبالتالي فهنا يأتي دور الأسرة والمدرسة في تنمية الوعي البيئي والصحى لدى الأطفال من خلال تعويدهم على الممارسات والسلوكيات السليمة منذ نعومة أظفارهم حتى يصبح سلوكهم البيئي طبيعة وعادة وأسلوباً حياً، ونؤكد هنا على دور الأسرة والمناهج الدراسية لأن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة على درجة كبيرة من التقبل والميل للبحث والاستطلاع والتجريب واستكشاف البيئة من حوله وهو نشاط فضولي يحب أن يسأل ويستفسر عن الظواهر المحيطة به في البيئة, كما أنه مرن بطبيعته يمكن تعديل أنماط سلوكه وتوجيهها الوجهات السليمة، وبالتالي فكل هذا من شأنه أن يجعل الطفل مستعداً لممارسة وتقبل أشياء كثيرة وجديدة كلما أمكن توفيرها له, كما يجعله مؤهلاً لتلقي برنامج موجه في التربية البيئية من اجل تنمية مفاهيمه وإعداده لكي يسلك السلوك الراشد تجاه البيئة.
الدكتورة وفاء سلامة تنصح فى كتابها التربية البيئية بتجنب استخدام المبيدات الحشرية بقدر الإمكان في الغرف المخصصة للأطفال ومراعاة عدم التدخين بالقرب من الأطفال حيث أن تأثير التدخين على الأطفال يفوق تأثيره على المدخن نفسه ونتحاشى التنظيف(الكنس)مع وجود الأطفال وارشاد الأطفال ونصحهم بالابتعاد عن اللعب بتجمعات القمامة وفي المستنقعات وأبعادهم من التواجد في المطبخ في أوقات طهي الطعام وتعليمهم الاهتمام بالنظافة وبالأخص بعد الخروج من دورة المياه وتحسين دورات المياه في المدارس لتكون ملائمة صحياً وإرشاد الأطفال بعدم شرب الماء غير النظيف .
نظافتك.. صحتك !
الدكتور عبد العظيم حمادى عميد معهد البيئة بجامعة عين شمس سابقا اكد ان التربية البيئية عملية إعداد وتربية الإنسان للتفاعل والتكامل مع البيئة الأرضية بمكوناتها ونظمها المختلفة ، وتوجيه سلوكه نحو المحافظة على تلك البيئة وتنمية مكوناتها ومواردها .
ويؤكد حمادى إن قدرة الطفل على الاكتشاف البيئي لا تلغي دور الأم في مساعدته على تعرف الكثير من المكونات البيئية المحيطة به . ويستمتع الطفل إذا شاركته أمه في رحلة اكتشافاته في البيئة المحلية خاصة إذا أظهرت له اهتماماً وفرحاً وتمتعاً بمكونات البيئة المحيطة به وبذلك تدعم التربية النفسية لاحترام مكونات البيئة .
وقد أثبت علم النفس البيئي أنه لا يوجد طفل أتقن فن النظافة من تلقاء نفسه ، بل جاء اكتساب تلك المهارة بعد جهود مضنية من قبل الأم ، أثمرت عن اقتناع الطفل بضرورة اكتساب ملكة النظافة من أجل راحته وصحته وحرية انتقاله ، وقدراته على الانتقال إلى العالم الخارجي المليء بالمكونات البيئية والمفاجآت السارة ، والضغط المعنوي من الأم يزيد في تمرد الطفل مع المكونات البيئية ورفضه للحفاظ عليها .
فمرحلة اكتساب النظافة من أهم مراحل النمو البيئي وأكثرها صعوبة ومشقة في حياة الأم والطفل معاً لأنها تتطلب من الأم الحلم والأناة والصبر ومن الطفل الجهد الخاص للتكييف والتربية والنجاحات التي ينتظر عليها المكافآت والتدعيم الإيجابي من المحيطين به وخاصة أمه ، لذلك فهذه المرحلة تحدد نمط العلاقة المستقبلية مع الطفل والبيئة المحيطة بها .
الدكتورة مجدة محمود استاذ علم النفس جامعة عين شمس اكدت ان البيئة الصحية حاجة ضرورية للنمو والعيش السليم للإنسان ، لا تقل أهميتها عن باقي الاحتياجات الأخرى ومن أهم ما يجب أن توفره الأم لنمو الطفل السليم هو المنزل الصحي والمسكن الصحي وهذا لا يتطلب تنظيفه من المكروبات فقط بل يعني ذلك أن تتوافر في المنزل العوامل الأساسية للنمو السليم والبيئة الصحية ، أي الهواء المتجدد النقي ، والشمس والمجال الحيوي الذي يسمح للطفل بالتنقل وإشباع رغباته الفطرية في الاكتشافات والاستطلاع والهدوء ، وخلو المنزل من المخاطر التي تؤذي الطفل . ثم الحرص على خلو المدرسة من المخاطر نفسها بما يجنب اطفالنا الدرن وغيره من الامراض.
الدكتور يسرى عفيفى استاذ التربية بجامعة عين شمس طالب وسائل الاعلام بابراز الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه التربية البيئية في المدارس من حيث ايجاد تأثير ايجابي في اتجاهات وسلوكيات التلاميذ والمدرسين والأفراد في المجتمعات المحلية تجاه قضايا البيئة والتنمية المستدامة وتعزيز التعلم النشيط وتشجيع الفكر المبتكر وتوضيح الصلة بين محتويات المنهج المدرسي والحياة اليومية للتلاميذ باعتبار أن البيئة هي الحياة وأن التربية البيئية تحقق حياة أفضل وأكثر امانا للمواطنين‏.‏
واوضح د. مصطفى محمد رجب - عميد كلية التربية- جامعة جنوب الوادي- ان التربية البيئية تشكل بعدا هاما من أبعاد التربية ، ولما كانت تربية الأطفال حقاً من حقوق الإنسانية الأساسية، فمن الواجب ان تعتبر التربية البيئية الصحية جزءاً لا يتجزأ من العملية التربوية التي تهتم بتوجيه نمو الطفل الجسمي وغرس العادات البيئية الصحية السليمة لدى الأطفال.
وتهدف التربية البيئية الصحية للأطفال الى تكوين إتجاهات بيئية صحية سليمة، وذلك بتحفيز الطفل على الرغبة في إتباع التوجيهات والقواعد الصحية والرغبة للوصول الى أعلى مستوى بيئي صحي ممكن. وتكوين عادات صحية سليمة بإتباع إسلوب السلوك البيئي الصحي السليم في الحياة اليومية، والعمل على إتباع الخطوات التي تحد من إنتشار المرض والمساهمة في تحسن البيئة الصحية في المجتمع.
و التزويد بالمعلومات والحقائق الأساسية بالنسبة للبيئة الصحية وكيفية المحافظة على صحة البيئة عامة، وصحة الأسرة، والصحة الشخصية.
ويعدد الدكتور مصطفى رجب من مزايا البيئة الصحية للأطفال ، ومنها وقايتهم من الأمراض المعدية. وضمان حرية اللهو واللعب في بيئة نظيفة ومعقمة. و إعطاء الأم والأهل الراحة النفسية. لذلك ينصح بمتابعة نظافة وتعقيم المنزل والروضة، وتنظيف الشوارع، وغسل المسكن، وكنسه يومياً، وإستخدام المطهرات لتطهير وتعقيم الأرض، وتهوية المنزل، وتعريضه للشمس.إن نظافة الطرق العامة مسؤولية كل فرد في المجتمع.لذلك يجب على كل أسرة ان تنظف أمام مسكنها بعد رشه بالماء لتجنب تطاير الغبار.كما يجب عدم إلقاء القاذورات أمام المسكن، وعدم البصق في الطرق، بل في منديل.إن كل شخص إذا ما قام بدوره في نظافة الطريق أصبحت مدن بلادنا نظيفة، ونضمن بذلك سلامة الأطفال والمجتمع كله.
البرنامج المصرى
وومن الامور الايجابية فى هذا الشان قيام البرنامج المصري للتربية البيئية ، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وجهاز شئون البيئة بتنفيذ برامج التربية البيئية فى 81 مدرسة ابتدائية وإعدادية فى محافظات الإسكندرية والفيوم وبنى سويف. وتدعم هذه المبادات التى تقوم على المدرسة – المجتمع المحلى وطرق التعلم النشط، وتشجيع التفكير الابتكاري والنقدي، وتساعد على خلق روابط أفضل بين المقررات المدرسية والحياة اليومية للتلاميذ.
الدكتورة مواهب ابوالعزم الرئيسة التنفيذية لجهاز شئون البيئة قالت ان الجهاز قام بانشاء عدة مراكز للتوعية البيئية منها خمسة مراكز للمرأة بالإضافة إلي تنظيم دورات للتوعية البيئية لكل وحدات المرأة الملحقة بكل الوزارات لمعالجة المشاكل التي تقابلها‏..‏ ايمانا بأن توعية المرأة هي بمثابة توعية للأسرة بأكملها‏.‏ كذلك وقعت وزارة البيئة بروتوكول تعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة للقيام بحملات توعية بيئية للأطفال وعقد ندوات للطلبة في المدارس لتوعيتهم باخطار التدخين وتأثيره الضار علي صحتهم وعلي البيئة المحيطة‏.
ان اى تحرك باتجاه التربية البيئية في اطار الإصلاح التعليمي الجاري هو من الايجابيات والمكتسبات التى لا يجب التفريط فيها فى محاولة لربط التعليم بالبيئة من واقع اتجارب الميانية لتلاميذ المجتمعات المحلية حتى يتعلم الاطفال ان يكونوا شركاء في المجتمع‏..‏ فالشيء المؤكد هو أن تعلم الأطفال هذه المفاهيم يساعد علي تحقيق التغيير المطلوب ليتمتع الجميع ببيئة صحية و نظيفة ،هذا المعنى اكدت عليه الاستاذة عواطف محمد محمود الموجهة بالتعليم مشيرة الى ان الامهات اعتدن فى - المدارس الابتدائية تحديدا - ‏ترديد مقولة " ارسلن الطفل او الطفلة سليما معافا الى المدرسة ، فلما عاد الي البيت وجدته مصابا بالمرض الفلانى او العدوى الفلانية، وان الافضل لهن عدم ارسال الابناء الى المدارس التى تخلو من النظافة والتربية الصحية السليمة والتى باتت مصدرا للعدوى بتعدادها الضخم" تصدق هذه المقولات احيانا ،لتلقى باعباء اضافية عديدة على التربية البيئية بالمدارس ومنها بالطبع التربية البيئية الصحية .
التمويل او الكارثة!
وللمحافظة على بيئة صحية خالية من الدرن قال الدكتور حسين الجزائرى المدير الاقليمى لمكتب منظمة الصحة العالمية لاقليم شرق المتوسط بالقاهرة وضعت منظمة الصحة العالمية إستراتيجية مكافحة الدرن (2006 – 2015) بمشاركة 400 منظمة دولية وبلد وجهة مانحة ومؤسسات حكومية وأهلية وأفراد بتكلفة ، 56 مليار دولار يخص الإقليم 3 مليارات من الدولارات ، وتقدر الفجوة في التمويل بحوالي 31 مليار.و تهدفالصحة العالمية الى الحد من معدل انتشار السل والوفيات الناجمة عنه بنسبة 50% عام 2015 مقارنة بعام 1990 ، تمهيدا للقضاء القضاء على السل كمشكلة من مشاكل الصحة العمومية (أقلّ من حالة واحدة لكل مليون نسمة) بحلول عام 2050.
وتضم استراتيجية المكافحة السل عناصر رئيسية هي: توسيع نطاق تنفيذ استراتيجية الدوتس وتعزيزها؛ و التصدي لمشكلات اقتران الإصابة بالسل بالإصابة بفيروس العوز المناعي البشري، والسل المقاوم للأدوية المتعددة وغير ذلك من المشكلات؛والإسهام في تقوية النظم الصحية؛ و إشراك كل مقدمي خدمات الرعاية؛ وتمكين المرضى والمجتمعات المحلية؛ وتوفير الوسائل الكفيلة بالاضطلاع بالبحوث وتعزيزها.
بيانات منظمة الصحة العالمية تقدر تكاليف مكافحة السل في البلدان الفقيرة والمتوسطة الدخل في العام 2008 بحوالي 5.8 مليارات دولار، منها مليار دولار لمواجهة السل المقاوم للأدوية والسل الشديد المقاومة للأدوية، ولا يتوفر من تلك المبالغ إلى اليوم سوى نصفها فقط.
وازاء العجز التمويلى زاحت ذاكرتى صورة قاتمة ترجع للعام 1993 حين اعلنت الصحة العالمية أن انتشار مرض الدرن أصبح كارثة عالمية، تتسبب في وفاة مليوني مريض سنويا،من بينهم مليون امراة و300 الف طفل ، وما زال الوباء ينتشر ويستشري في مجتمعاتنا الآن، وإذا لم تجتهد الجهات المعنية في كل دولة للسيطرة على هذا الوباء، فإنه يتوقع في الفترة ما بين سنة 2000 -2020 أن يصاب مليار شخص بالعدوى؛ ليعاني منهم 200 مليون من أعراض المرض؛ وليموت منهم 35 مليونًا،فهل نترك وحش الدرن دون ترويض.. سؤال يختبر فاعلية الشراكة الدولية فى مكافحة المرض خلال العشر سنوات المقبلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا.. الطلاب يوسعون اعتصامهم في حرم جامعة ماساتشوستس للتك


.. شاهد| توقف عشرات السفن العابرة للبحر الأحمر في المياه الإقلي




.. اياد نصار وسلوى عثمان ودينا فؤاد وكارولين عزمي وزيرة التضامن


.. النائب أيمن محسب : هناك أدوية رئيسية لأمراض مزمنة مايقدرش ال




.. كارين جان بيير ترد على سؤال حول مدى خطورة إنفلونزا الطيور ال