الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر الحزب الشيوعي الكوردستاني والمهمة الممكنة

جاسم الحلفي

2008 / 3 / 27
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تشرفت بحضور جلسات المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي الكوردستاني – العراق (حشك) الذي احتضنته مدينة شقلاوة الساحرة في طبيعتها. على مدى ثلاثة أيام من 12 الى 14/3/2008، وبهذا أكون قد حضرت وشهدت عن قرب جميع مؤتمرات (حشك) منذ مؤتمره الأول الذي انعقد بتاريخ 30 أيلول عام 1993 ولحد هذا المؤتمر.
لقد حرصت حقا على المشاركة في هذا المؤتمر، لملاحظة ما شهده الحزب من تطور وتقدم في عمله خلال الفترة المنصرمة. لذا تابعت، كغيري من الرفاق، التحضيرات التي سبقت عقده، باهتمام خاص ، تلك التحضيرات المتعلقة بوثائق المؤتمر الأساسية ومناقشتها، وأراء الرفاق، كوادر الحزب وأعضائه بصددها، وطبيعة الاجتماعات الحزبية الخاصة بالتهيئة لعقده، والاجتماعات الموسعة ومهام الكونفرسات وجدول أعمالها، وانتخاب المندوبين وما أسفرت عنها من نتائج. كذلك أهم الأفكار التي أفرزها النقاش العام، ومدى اشتراك الأصدقاء وجماهير الحزب في نشاطاته، ثم ملاحظاتهم بصدد أداء هيئاته القيادية، والتمكن من صياغة أهداف واضحة، وتنفيذ المهمات وتأديتها بإتقان.

لا بد من الاشارة هنا الى ان المؤتمرات السابقة، كما المؤتمر الرابع، ناقشت عددا من الوثائق منها التقرير السياسي، والبرنامج والنظام الداخلي، إضافة الى التقرير ألانجازي، لكن الذي لا بد من ملاحظته في هذا المؤتمر، هو سعة مشاركة المندوبين في النقاشات وحرصهم على إبداء وجهات نظرهم في اغلب القضايا التي طرحت في المؤتمر، وحسن ادارة الجلسات بما يتيح الاستفادة الصحيحة من الوقت. فقد أعطي لكل رفيق يرغب في عرض وجهة نظره وقتا كافيا شرط ان تكون وجهة النظر هذه تتضمن رأيا جديدا وغير متضمن في الوثائق المطروحة.

ومن جانب اخر ينبغي التنويه بدور هيئة رئاسة المؤتمر، فقد كانت فعالة، وأشاعت جوا من الحيوية والنشاط، وقادت المؤتمر بسلاسة رغم ان سخونة النقاش حول عدد من القضايا، لم تكن سهلة، وبان نجاحها واضحا في إدارة إعمال المؤتمر. وبالمقابل فأن فكرة عقد ورش العمل، وتحديد محاورها وتوزيع المندوبين عليها، قد أعطت فرصة جيدة وحيزا كبيرا لتبادل وجهات النظر، وساعدت في تلخيص النقاش وتكثيفه وتركيزه على القضايا المهمة، الوطنية العامة والطبقية، فهناك الى جانب ورشة التقرير السياسي الذي حظي بحصة جيدة من النقاش، كانت هناك ورشة البرنامج التي وضعت تصورات الشيوعيين الكوردستانيين لتنمية الإقليم، ورسم توجهاته العامة، وتأكيد وجهته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.

لقد امتاز النقاش الذي دار حول تقرير نشاطات الحزب، وأداء لجانه الاختصاصية، ودور قيادته، بالصراحة والجدية، والنقد الواضح، والشديد أحيانا، وكانت طريقة عرض الافكار طريقة صحيحة تنطلق من الاحترام والرغبة في تقديم الأفضل، وبأسلوب يسوده الإخلاص والحرص الشديدين.

كما كانت نسبة حضور الشباب جيدة وأضفت على المؤتمر حيوية ونشاطا، ولو كانت نسبة مشاركة النساء في المؤتمر اكبر، لأصبحت أكثر انسجاما مع وجهة الحزب بتعزيز مشاركة النساء. بالمقابل كانت هناك أمور كثيرة تسعد الشيوعي وهو يرى حزبه يتقدم، منها التوسع الواضح في عضوية الحزب، وهذا أمر لم تألفه المؤتمرات السابقة و بالشكل الذي شهده هذا المؤتمر.

في المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي الكوردستاني، تركز النقاش حول فكرة أساسية، هي ترسيخ بناء الحزب وتطوير أدائه وتوطيد مواقعه في المجتمع، وتمتين صلاته بالجماهير، وتنويع نشاطاته وتوسيع قاعدته، وزيادته فعاليته، كي يكون اقرب الى الجماهير ومطالبها.
أنها فكرة صحيحة وممكنة، ويأمل محبو الحزب الشيوعي الكردستاني ان تتصدر هذه الفكرة اهتمام الحزب في الفترة القريبة القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من


.. شاهد: تجدد الاحتجاجات في نيروبي والشرطة تفرق المتظاهرين بالغ




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: أي سياسة خارجية لفرنسا في حال


.. مخاوف من أعمال عنف في ضواحي باريس بين اليمين واليسار مع اقتر




.. فرنسا: تناقضات اليمين المتطرف حول مزدوجي الجنسية..وحق الأرض