الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكراً ... سيادة الرئيس

صبحي خدر حجو

2003 / 12 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


   تناقلت بعض وكالات الانباء امس التصريح الذي انعم به علينا ، والذي  ادلى به وعلى استحياء ، رئيس جمهورية كوبا " الاشتراكية " الابدي السيد فيدل كاسترو . وكان بشأن النصائح التي كان قد قدمها لل "الرئيس " صدام في وقتٍ ما ! . ويملؤنا  الاسف ونحن نضطر ان نقول للرئيس كاسترو  ان تصريحه هذا جاء ليس متأخرا فحسب وانما فاته القطار من زمن بعيد ، ويحق لنا ان نقول له بالعامية العراقية  " صح النوم " سيادة الرئيس ! فهذه التصريحات الخجولة والتي قلتها ربما على استحياء ، لن تبهرنا ، لا بل بالعكس لو كنت قد التزمت الصمت كالسنين الماضية لكان ذلك من  الافضل . فقد نكأت بتصريحك هذا جراحنا نحن التقدميون والشيوعيون العراقيون . فقد ذكرّنا التصريح بتلك الصداقة التي كنا نراها " غريبة " جدا في ذلك الزمن  بينك وبين صدام الارعن ، ولم نكن " نرى " آنذاك طبعا من منظورنا الثوري العفوي  اي سببٍ يدعو لمثل هذه العلاقة الحميمية !! ولا تنقصني الجرأة الان اذا قلت اننا ايضا مثلك استوعبنا الوضع بعد ان كان قد فاتنا القطار . واذا كنت يا سيادة الرئيس ، بهذا التصريح تريد ان تعبر عن اسفك او تكفّر عن ذنبٍ تشعر به ازاء الشعب العراقي ، وهذا ما اخمنه انا وارجو ان اكون مصيبا في ذلك ، فهذا لا يكفي يا سيادة الرئيس .فحري بك ان تقدم اعتذارا صريحا للشعب العراقي ، وبخاصة للديمقراطيين والشيوعيين ، الذين كانت قوات امن ومخابرات صدام تسحقهم وتنتزع الاعترافات والبراءات او الارواح منهم ، عندما كنت تتجول برفقة ضيفك العزيز صدام في سيارة مكشوفة في شوارع هافانا الجميلة في زيارته التي وصفتموها انذاك ب"  التاريخية " . وبصراحة فقد ادمت تلك الزيارة ومعها زيارة  الرفيق جيفكوف البلغاري لبغداد في تلك الظروف الحرجة علينا جداً  ، قلوبنا وتركت فيه اثرا لا يمحى . واسمح لنا ايها الرئيس ان نبدي بعض الملاحظات او التساؤلات البسيطة . فقد كنا نرى انه كان حري بك وانت الثوري الذي خرجت من رحم حركة انصارية ثورية عفيفة ان تنئى بنفسك من وقت مبكر عن هكذا ديكتاتور . ولا يعقل ان لا تكون قد علمت من مصادر سفارتك  او مصادرك الخاصة ، او لم يكن قد نقل اليك الشيوعيون العراقيون  توجهات الديكتاتورية العراقية وبشكل خاص صدام في سحق القوى الديمقراطية والشيوعية والاسلامية . او ما فعله النظام بالاكراد  او بالمنتفضين العراقيين . ولا يعقل ايضا ان الحروب التي افتعلها وخاضها صدام لم تهزك ابدا . طبعا نحن لسنا من ناكري الجميل ، ونستطيع ان نقول شكراً على انك قد " نصحت " صديقك في وقت ما ، ولكننا يمكننا وبصراحة ان نقول ان ذلك لم يكن كافيا ابداً وان يجري في المستور ايضا .كان عليك ان تعلن ابتعادك عن هكذا مجرم في العلن ، فقد كان لك مكانة في قلوبنا يوما ما  حيث جاءت بك للسلطة حركة انصارية ثورية ، بخلاف صديقك صدام الذي امتطى  شاحنة عسكرية وليست دبابة كما يقول البعض .
ومن اجل ان نردك بالجميل على تصريحك الاخير يا سيادة الرئيس ، ننصحك ولكن بصوتٍ عالٍ وليس بالهمس ، انكم ايها الرئيس تسيؤون الى انفسكم وتاريخكم النضالي كثيرا بتمسككم بالسلطة بالاسنان والاظافر والى يوم الممات  كزميلك  موكابي. وكان حريا بكما ، ان لا تغريكما السلطة الزائلة الى هذا الحد . فالثوري والنصير الحقيقي يفترض ان ينأى بنفسه عن اي شكل من اشكال الدكتاتورية  او الاطماع الدنيوية الزائلة . ام ان السلطة ومغرياتها تفسد الى هذه الدرجة النفس الثورية  العفيفة الى الحد الذي تجعل المرء " يدوس " يطأ بقدميه القيم والافكار والجماهير التي قادته وساعدته للوصول للسلطة او بالاحرى لذلك " الكرسي " المفسد !!
وقد كانت وما زالت  القوى التقدمية واليسارية  تتمنى ان لاترى مثالا واحداً وحيدا يتيما على العفة الثورية والتي مثلها وعن جدارة المناضل والثوري والرئيس نلسون مانديلا ، تريد اسماءاً اخرى كثيرة  ، كنا نتمنى لو كان اسمك من بينها . 

صبحي خدر حجو
24.11.2003       المانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث