الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطن المغربي بين سيف المس بالمقدسات واهانة الموظفين

نقوس المهدي

2008 / 3 / 28
حقوق الانسان


الجمعية المغربية لحقوق الإنسان - فرع اليوسفية تؤبن السجين الشيخ احمد ناصر ( 95 سنة )


يوم 22 مارس 2008 تكون قد حلت الذكرى الأربعينية لوفاة الشيح احمد ناصر 95 سنة الذي وافته المنية بالسجن ألفلاحي علي مومن بسطات , والتي نعتبرها في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان اغتيالا وبطريقة بشعة لبراءة الشيخوخة ووقارها , واهانة سافرة لهذه الشريحة العمرية التي من الواجب تكريمها وصون آدميتها وحمايتها من دوائر الوقت
الفقيد احمد ناصر وللتاريخ شيخ يبلغ من العمر عتيا , لم تكف إعاقته الحركية ولا كرسيه المتحرك ولا هذيانه ولا إصابته بنوبات نفسية مستديمة ولا وهن السنين ووقاره المرسوم على سمائه لإخلاء سبيله من طرف حماة الحقوق و العدالة باليوسفية
و كان من أصدر الحكم كالمنبث الذي لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى
إذ من العار أن نحاكم شيخا مشلولا عليلا يبلغ من العمر 95 سنة, فاقدا لقواه العقلية ولا يستطيع الحراك ولا الاعتماد على نفسه, ونجهز عليه ببساطة و بقوة الفصول الجائرة لنغتاله هكذا ببرودة دم , ومع سبق الإصرار والترصد
من يحاكم الذي اصدر الحكم الجائر
من يحاكم الذي وشى به
من يحاكم الذي دبج محضر المؤاخذة وصك الاتهام
من يحاكم كل من ساعد على قتل هذا الشيخ الذي لا حول له ولا قوة
من يحاكم الذين يمتهنون كرامة المواطن باليوسفية , ويرتشون ويزورون ويسرقون خيرات المدينة ويستبيحون كرامة أهلها
لقد ألفنا مثل هذه السلوكات الحقيرة والتجاوزات المهينة بمدينة صغيرة وعمالية كاليوسفية حتى أصبحت تهم " المس بالمقدسات " و " اهانة موظف " جريرة معهودة تلبس بسهولة وبتواطؤ مع القضاة لكل من سولت له نفسه الدفاع عن كرامته , ووسط هذه الفوضى العارمة وحالة الاستنفار القصوى التي خلقها رئيس المفوضية باليوسفية معية زمرة من أعوانه وزبانيته , حيث التهم والشهود جاهزون ليتم الزج بالأبرياء في غياهب السجون , مما يعد ضربة قاسية للوضع الحقوقي بالمدينة , حتى أصبحنا نخاف على أنفسنا وذوينا وأقربائنا وأصدقائنا و ضيوفنا والوافدين علينا من ان تنابهم مثل هذه الاتهامات , كالشيخ احمد ناصر الذي وفد من مدينة سطات لزيارة أخيه باليوسفية قصد قضاء شهر رمضان عنده لتتطور الأحداث بطرق هيتشكوكية ليقضي شهر رمضان بين أسوار السجن ..
استهل الحفل التأبيني بوقفة تضامنية حاشدة أمام مقر الاتحاد المغربي للشغل بحمل جثمان رمزي وترديد العديد من الشعارات المنددة بقتل الشيح احمد ناصر وهدر حقوق المواطنين بتهمة المس بالمقدسات و اهانة موظف , والمطالبة بمحاكمة وإدانة القتلة الذين أصدروا الحكم الجائر, وبترحيل ومتابعة العميد الممتاز رئيس مفوضية الشرطة باليوسفية الذي يعيث في الارض فسادا , و يكمن خلف كل هذه الممارسات
تلتها مداخلة رئيس فرع اليوسفية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان الرفيق استوى محمد الذي ذكر بقائمة ضحايا المسؤول الأمني الأول باليوسفية مؤكدا على ضرورة مواصلة النضال من اجل حقوق شاملة وبدون تنازلات , ومحاكمة المجرمين الحقيقيين الذين يتسترون على عتاة المهربين والوسطاء واللصوص وتجار المخدرات باليوسفية , والقبض على الحمقى والمشردين والشيوخ بتهم واهية لا اساس لها ورميهم في السجون للتغطية على جرائمهم , وذكر بحالات الاعتقالات التعسفية التي ذهب ضحيتها 7 أشخاص كلهم حمقى وذوي عاهات عقلية مستديمة , وأزيد من 50 حالة بتهمة اهانة موظف واجهوا كلهم أحكاما جائرة وقاسية , فيما لا تراوح الشكايات المرفوعة ضد الكوميسير مكانها في رفوف المحكمة الابتدائية باليوسفية ومحكمة الاستئناف بآسفي
تلتها كلمة المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ألقاها الرفيق صادقو و الذي أكد بدوره التزام الجمعية المغربية بالتشبث بمبادئ حقوق الإنسان واحترامها وضرورة النضال من اجل صيانة كرامة المواطن , وعبر عن القلق الشديد جراء تردي الوضع الحقوقي الراهن بالمغرب , واستنكر استمرار الاعتقالات بتهم المس بالمقدسات و اهانة موطفين وحالات معتقلي الجمعية بكافة المدن المغربية , والتعسفات التي تطالهم من طرف إدارة السجن محييا صمود المعتقلين محمد قراد والمهدي البربوشي المضربين عن الطعام بسجن ايت ملول , وباقي معتقلي الجمعية بالقصر الكبير وفاس , مشيرا أيضا الى الحالة الصحية السيئة لشيخ المعتقلين محمد بوكرين , منبها من مغبة تكرار حالة الاغتيال هاته
فيما قدم الرفيق عبد الرزاق نشاطي كشاهد وضحية في نفس الآن شهادة حول التصرفات السيكوباثية للكوميسير الممتاز الذي يجلد الأطفال القاصرين والنساء ويحمي المجرمين ومروجي المخدرات والكحول والسموم , وكيف تمادى في شتم و تحقير وتعنيف والده المسن وأخواته بمرأى منه , ليتم الاحتفاظ به معية أخيه وتقديمهما إلى المحاكمة بتلفيق تهم اهانة موظف لكونهما احتجا على طريقة معاملتهم بتلك الطرق البوليسية الفضة و التعسفية . وتطرق الى وصف حالة الشيخ احمد ناصر ووضعيته المزرية داخل سجن اسفي التي اضعف ما يمكن القول عنها انها كارثية وقاسية و لا انسانية , بحيث لا يمكننا مهما بالغ في الوصف تصور العذاب السيزيفي لسجين طاعن في السن مقعد ومريض وفاقد لقواه العقلية تماما ان ينام ويأكل ويقضي حاجياته ويمضي عقوبة حبسية لمدة ثلاث سنوات مسمرا علي كرسي متحرك
وتلتها العديد من المداخلات لكل من فرع الجمعية بأسفي والرفيق سعيد بوفارس و الصحفي احمد زهير , كان آخرها مداخلة مبارك احمد ناصر ابن الشيخ الفقيد الذي شكر بدوره مبادرة المكتب المركزي لجمعية حقوق الإنسان وفرع الجمعية باليوسفية لإحياء هذه الذكرى الأربعينية محييا كذلك التفاتة الجمعية واهتمامها بالدفاع عن حقوق الإنسان منتقدا الأساليب التي تتعامل بها الدولة مع المواطنين تحت شعار العهد الجديد مؤكدا أن مصطلح العهد الجديد لا يمكن ان نتكلم عنه إلا في الإصحاحات القديمة , واصفا حيثيات و ملابسات إلقاء القبض على والده الشيخ المقعد المريض وظروف محاكمته بطريقة سريعة جدا خلال 48 ساعة من احتجازه وفي سرية تامة و بكيفية خيالية تفتقر لأبسط شروط المحاكمة العادلة , ومن دون إخبار ذويه , ولا تمكينه من إجراء خبرة طبية حتى , مما يعد خرقا سافرا لحقه في الدفاع , والإهمال الذي تعرض له من طرف إدارة السجن وموته البطيء في ظروف لا إنسانية ومهينة
وفيما كان الليل يرخي سدوله . كان الحفل يقترب من نهايته , والنعش المفترض يستكين بين أضواء الشموع وسط هتاف وزغاريد حشود الجماهير وسخطهم وتذمرهم من أمن وقضاء وعدالة هذا الزمن الرديء ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة