الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاومة عن طريق ال-SMS؟ - نصرالله والطائف والطائفية

مردخاي كيدار

2008 / 3 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


لقد أثبت حسن نصرالله في خطابه الذي ألقاه عبر الشاشات بمناسبة أربعين عماد مغنية أنه يعلم جيدا تفاصيل استطلاعات الرأي في لبنان وتحدث عن السؤال ((هل تؤيد العمل على إسقاط النظام الصهيوني؟)) وبالطبع يقصد هل يؤيد اللبنانيون تنفيذ العمليات العسكرية ضد إسرائيل وكانت الأجوبة ما كانت. ولكن عندما أثار هذا السؤال ألحق نصرالله ضررا عظيما بموقفه لأنه أثار السؤال الأكثر حساسية في لبنان خاصة منذ أيار 2000 وهو: هل يقبل اللبنانيون بتمسك حزب الله بسلاحه؟
نصرالله نسي وربما يحاول أن يمحو من ذاكرة الآخرين أن هذا السؤال هو لب الأزمة السياسية في لبنان. وكلما يتكلم نصرالله عن مساعي المعارضة تحت إشرافه لإخراج لبنان من هذه الأزمة فهو يتناسى تمسكه بالسلاح الذي يخشى الكثير في لبنان من أن يوجه إلى الداخل وليس إلى ((العدو)) فبالتالي تزداد الأزمة اللبنانية خطورة حتى قبل أن نسمع دوي الطلقة الأولى. يحاول نصرالله دفع الجماهير إلى الحرب وفي نفس الوقت يعلن أنه ليس بنيته فتح الجبهة فهل هناك من يفهم هذا التناقض؟
نصرالله لم يتكلم عن استطلاعات رأي أخرى تم إجراءها دون الإعلان عن نتائجها التي اطلع عليها سيد حسن قبل خطابه وهي تخص مدى شعبيته عند جماهيره في ظل اختفائه من الساحة وانقطاع صلته بالجماهير التي كانت تميزه في الماضي. وبعد أن اطلعت قيادة حزب الله على نتائج تلك الاستطلاعات بدأ نصرالله استخدام السخرية والتعابير العامية في خطبه. ولكن هذه اللغة تثير الخوف عند الكثيرين لأن مصير لبنان يحتاج إلى الجدية وليس المزح.
أما جماهير الشيعة فلا شك أن الشكوك تساورهم بعد أن فقدت المقاومة ((عمادها)) واستشهاد ((بطل المقاومة والحرب)) وما تبقى لهذه الجماهير هو ((أمين عام الشاشة)) الأجوف الذي تتداخل عنده رسائل الترهيب والتهدئة ، ففي لحظة نجده يتكلم بجدية كما يتوقع منه في ذكرى أربعين الشهيد وفي اللحظة التالية نسمعه وهو يتكلم بسخرية ومزح في محاولة لإثارة الضحك عند المستمعين الأوفياء. نصرالله يتكلم عن القلق والخشية عند العدو الصهيوني ولكن استمرار اختفائه عن الأنظار يشهد على حقيقة من هو الذي يخشى ومن هو الذي يخاف.
ولكن الخطأ الأكبر والأخطر الذي وقع نصرالله فيه هو ما قال عن الطوائف الأخرى في لبنان لأن نبشه في المعطيات الإحصائية عن مواقفها أثبت أن الهدف الرئيسي لنصرالله هو زعزعة الطائف واستبداله بإطار آخر يخدم ((حزب ولاية الفقيه)). كما أثبت هذا النبش أن نصرالله ينوي مواصلة العزف على أوتار الطائفية لخدمته ولخدمة مصالح أسياده خارج لبنان مهما كان الثمن الذي يدفعه الوطن والمواطنون في المدى البعيد.
لبنان على حافة الحرب الأهلية لأن نصرالله يحفر تحت أساس السلطة وهو يتكلم عن ((انهيار الكيان الصهيوني)) ويدفع بالناس إلى توجيه سيوف المقاومة إلى إخوتهم في الدين والوطن ويهددون بإغراق لبنان في نفس حمام الدم الذي نشاهده جميعا في العراق ودارفور.
سوف لن نستغرب لو طلب نصرالله من جمهور المستمعين إرسال رسائل الأس أم أس إلى قناة المنار لدعم ما يقول على شاشتها ولكن نتوقع أن تتبرع شركات المواصلات ببعض أرباحها من هذه الرسائل لصالح عمليات إعادة بناء البيوت بعد حرب التدمير التي سيجرها سيد حسن على لبنان وعلى أهاليه الذين يرغبون الحياة مثل جميع شعوب المعمورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر ترفض اقتراحا إسرائيليا جديدا لإعادة فتح معبر رفح


.. الانتخابات التمهيدية في ميريلاند وويست فيرجينا تدفع الجمهوري




.. حرب غزة.. تصورات اليوم التالي | #غرفة_الأخبار


.. حزب الله يعلن تنفيذ 13 هجوما ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. الباحث السياسي سعيد زياد: توسيع نطاق الحرب خارج فلسطين لا يخ