الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيهما أهم,, تراجع الانقلاب أم تبكير الانتخابات ؟؟؟

سعيد موسى

2008 / 3 / 28
القضية الفلسطينية


((مابين السطور))

ربما طاب للبعض حالة السعار التي اصابت وسائل الاعلام حول ملابسات النصوص للمبادرة اليمنية, وما اجري عليها من تعديلات شكلية لاتمس جوهرها, والمتركز في البندين الاول والثاني من سبع بنودها, وقد اصبح الاخراتج النهائي لمبادرة المصالحة الوطنية, مادة اعلامية دسمة لوسائل اعلام زرقاء وسوداء, جل همها التصيد في المياه الضحلة, لتصنف المبادرة قبل وبعد تعديل بعض مصطلحاتها, على معيار الغالب والمغلوب, او المنتصر والمهزوم, وليس على اساس المصلحة والمصير الوطني, وان الطرف من الفرقاء , والذي يلين من مواقفه هو الاشد حرصا على اعادة الوضع الوطني الى جادة صوابه, فقد طالعتنا وسائل الاعلام الموبوئة , المكتوبة منها والمرئية وحتى الالكترونية, لتعلن عن ذاك الطرف الذي كسب الجولة الاولى وفرض شروطه على الآخر, فزوروا التفسيرات ولونوا المصطلحات, كل ذلك من اجل تقديم وجبة اعلامية دسمة بل من اجل طبخة يفوح منها رائحة العفن التحريضي, واثارة مزيدا من معاناة اهلنا في فلسطين وتحديدا في غزة, ولا اشك بان وسائل الاعلام تلك او الفزاعات السوداء باهدافها الصفراء, لاتتمنى على الاطلاق ان تحدث أي تهدئة وطنية من شانها حماية المشروع الوطني, ولجم غول التطرف واراقة الدماء المحرمة, فلا يبقى لوسائل "الاعدام" تلك من مادة يتراقصوا فيها على شتاتنا وهمومنا وسيل دماء ابنائنا, فلا نامت اعين الجبناء.
لقد توجه وفد منظمة التحرير الفلسطينية بكل جدية ومصداقية الى نداء المصالحة والمصلحة واللحمة الوطنية, وقابلوا هناك في بيت الجود والكرم اليمني اشقائهم من وفد حركة حماس, والتي كانت اكثر ترددا في التوقيع على المبادرة كما خطتها القيادة اليمنية الوسيطة او الشريكة في الخير, بل كان وفد حركة حماس اكثر حرصا ودقة في التمحيص بكلمات المبادرة, وقد تحفظوا على بعض بنودها واعترضوا على صيغة اول بنودها, ويعتبر البعض ان اول تلك البنود هو الاهم على الاطلاق, والقاضي او الذي ينص على" «عودة الأوضاع في غزة الى ما كانت عليه قبل انقلاب حماس على مؤسسات السلطة». كمقدمة للشروع في النقاش ووضع الية تطبيق لباقي البنود السبعة, وربما رفضت حركة حماس ما هو خارج اطار تلك المبادرة, أي رفض تسمية طرف الحوار الاخر"بوفد م.ت.ف" واصرت على ان يكون الطرف المقابل هو "حركة فتح" وانطلاقا من صدق النية بالمصالحة كان لهم ذلك, فهل في هذا غالب او مغلوب؟!

واعترض وفد حركة حماس كذلك في نفس البند الاول على كلمة"انقلاب" علما ان الانقلاب على شرعية الذات,وذلك باختيار الادوات العسكرية لحسم الخلافات السياسية, حتى تم لهم تغيير الكلمة باعادة الامور الى ماكانت عليه قبل الرابع عشر من حزيران 2007, فاعترضوا على النطاق المكاني للبند الاول نفسه, وطالبوا ان يتم صياغته على اساس عودة الامور في الاراضي الفلسطينية"الضفة وغزة" الى ماكانت عليه سابقا في نفس السياق, ويعني هذا ان تم تغيير النطاق المكاني والاصطلاحي, علما ان الضفة الغربية لم تخضع لوصف وفعل الاحداث ولا الانقلاب, لان بؤرة الاشكالية الوطنية كانت في نطاق غزة, وقيل انه تم الموافقة على ذلك, فهل في ذلك غالب ومغلوب؟؟!!!
بل ماروجته وسائل اعلام ايدلوجية الغالب والمغلوب السوداء, وبعد كل هذا التعديل الذي لن يمس المضمون, بان جوهر الاتفاق تم على اساس تحويل المبادرة بشكل عام والبند الاول بشكل خاص, الى اطار للحوار وليس للتطبيق, ولو كان كذلك للنقاش لما تم تعديله ولو بكلمة واحدة!!! أي لخضع التعديل للنقاش والحوار وطاولة المفاوضات, علما ان وفد منظمة التحرير او المكلف بتمثيل فتح داخل الوفد الاخ- عزام الاحمد والذي اراد البعض وضعه في صورة المتآمر وذلك من اجل احداث مزيدا من الشروخ داخل حركة فتح, التي لن تحتمل مزيدا من المهاترات والمناكفات العفنة, وقد اوضح الاحمد بان لاشيء قد تغير بالنسبة للبند الاول, والذي يعتبره الطرفان من الفرقاء هو جوهر الحراك صوب رأب الصدع, فقال ان النص واضح وصريح وحتى بعد التعديل حسب التفسير المفترض, هو يحمل نفس الجوهر وحتى لايعتبره الطرف الاخر شرطا تم تخفيف حدته كما يريدون وفورا دون انتظار نقاش او حوار لتعديله, لان المقصود هو مبادرة جاهزة ويتم الحوار والنقاش بالتوافق الوطني على آليات التنفيذ وحسن النوايا, والا لما حدث أي تعديل الا بعد بدء النقاش ان كانت المبادرة اطارا للحوار, وتعرض الاحمد لهجمة التي كان يجب ان تكون داخل الاطر الرسمية سواء للسلطة"الرئاسة" او داخل الاطر التنظيمية للحركة, فاوضح اللبس بان الموقع عليه هو النص القاضي " "تم الاتفاق بين فتح وحماس على اعتبار المبادرة اليمنية إطاراً لاستئناف الحوار بينهما للعودة بالأوضاع الفلسطينية الى ما كانت عليه قبل أحداث غزة تأكيدا لوحدة الوطن الفلسطيني ارضا وشعبا وسلطة واحدة»"". وركز على عملية الدمج بين مطلب الفرقاء وتحديدا الجزء الثاني من نفس البند(( الحوار من اجل عودة الاوضاع الى ماكانت عليه)) وقد اعتبر ذلك بانه يجري العمل على وضع آلية بالاتفاق مابين الفرقاء لتنفيذ اعادة الاوضاع, وليس النقاش لاعادة الاوضاع من عدمه.

وربما كتبت عدة مقالات سابقة في المبادرة اليمنية واهميتها, وكان اخرها الاشارة الى مواطن القوة والضعف في تلك المبادرة اليمنية الطيبة, واشرت الى ان اهم ثغراتها مطاطية المصطلحات, وعدم ارفاق ملحق تفسيري معها, حتى يتم تجاوز التقويلات والتاويلات قبل التوقيع وليس بعد التوقيع.

ومن ناحية اخرى فانني ارى ان البند الثاني لايقل اهمية عن البند الاول, هذا ان لم يكن الاكثر اهمية, وهو التوافق على تحديد موعد للانتخابات الارئاسية والتشريعية المبكرة, حتى لو لم تعود الاوضاع بشكل مطلق كما يريده طرف ويرفضه اخر الى سابق عهدها, فان تجاوز الخلاف الذي يهدد بنسف المبادرة اليمنية الهامة, فيكون التنافس لذلك التجاوز ليس على قاعدة الغالب والمغلوب, بل على قاعدة المتشكك والواثق, على قاعدة المتردد والحريص, فعودة عن "الانقلاب" او عودة" الاوضاع" الى ماكانت عليه قبل 14-6 ليس كما تريده بالمطلق حركة فتح, وليس كما ترفضه بالمطلق حركة حماس, فلا ضرر من ذلك طالما الفرقاء ذاهبون لما هو اهم وذلك باعادة السلطة للجماهير لتقول كلمتها الفصل من جديد بعد الخلافات الدامية, وذلك بتشكيل حكومة وحدة وطنية , او لجان ظل بصلاحية بالتوافق من اجل الاعداد الفوري للانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة, مع الاتفاق الحازم وتحت طائلة المسئولية على وقف كل الحملات الاعلامية والتصريحات الرسمية التحريضية, من اجل تهيئة الاوضاع لمنافسة ديمقراطية حقيقية ومصيرية في ظل هذا الخلاف الوطني, الذي وصل الى طريق مسدود, وجائت المبادرة اليمنية الطيبة والتي حملت في رحمها كل المبادرات ووثائق الوساطات العربية والوطنية السابقة, لتحدث اختراقا في حالة الجمود, الذي يتسبب يوميا بمعاناة شعبنا, ويتسبب في زيادة الهوة والشرخ في نسيجنا الوطني الفلسطيني, فكانت المبادرة اليمنية بمثابة بصيص الامل او اضاءة شمعة في النفق عوضا عن لعنة الظلام, الذي هو صنيعة غيرنا بايدينا.

ولعل الاخ والزعيم - علي عبد الله صالح, والذي اشرف بنزاهة ومحبة على اخراج تلك المبادرة بالتوقيع بالحروف الاولى عليها, يسعى جاهدا بصولاته وجولاته الدبلماسية ان يؤطر تلك المبادرة بمزيد من الدعم العربي والاسلامي والدولي, وربما يسعى من خلال "قمة دمشق" ان يحمل الجميع مسئولياته بضرورة انهاء حالة الانشطار الفلسطيني, وتفويت فرصة الاستثمار الصهيوني, لكننا كنا ننتظر من الرئيس - علي عبد الله صالح ان يخرج على الاعلام بمؤتمر صحفي , لينهي حالة اللبس والقيل والقال على قاعدة لاغالب ولامغلوب, ليعلن عن التفسير الموحد للبند الاول بعد صياغته الجديدة حسب طلب وفد حركة حماس, وعدم التصلب من وفد منظمة التحرير الفلسطينية حتى لاتفشل المبادرة, ولكن ربما كان عدم الظهور وحسم التقويلات والتأويلات متعمدا لكن تبقى الحقيقة في ذلك اللبس لدى المبادر اليمني.

مرة اخرى فان المبادرة تتركز بجوهرها حول البندين الاول والثاني, فايهما له الاولوية وايهما الاهم, انهاء حالة الانقلاب او عودة الاوضاع الى ماكانت عليه قبل حسم الخلاف بالسيطرة العسكرية ومن ثم اجراء انتخابات مبكرة, ام لن تعود الاوضاع كما يتصور البعض عودتها كما كانت بالضبط, ويتم تسليم مواقع السلطة واسلحتها التي تم السيطرة عليها الى طرف ثالث, ومن ثم تجرى الانتخابات المبكرة, ولا اعتقد ان من مصلحة احد ان تجرى الانتخابات في اجواء الشرذمة الوطنية, لان كل الاستطلاعات ستكون بمثابة تظليل , وراي الجماهير امام صندوق الاقتراع هو الذي سيحدث ثورة ديمقراطية , فان اعتقد البعض ان الاصرار على الانتخابات تحت سقف الامر الواقع سيكون من مصلحته فاعتقد بكل الحسابات انه مخطيء في تقديره, فان العودة للجماهير المحبطة والمكلومة والمصدومة بحالة الشتات الوطني, يتطلب مبادرات حسن نية والظهور بمظهر الاكثر حرصا على عودة الوحدة الوطنية, وانهاء معاناة الجميع, ومن ثم يطلب ود وصوت الجماهير, وباي حال فان للبندين الاول والثاني اهمية متوازية, ان لم يكن البند الثاني اكثر اهمية لجميع الفرقاء, وطالما تم الاتفاق على جوهر الاحتكام للجماهير الفلسطينية, فاي شيء يصبح استثنائي امام الحسم بكلمة الجماهير سواء عادت الاوضاع بالمطلق او نسبيا لما كانت عليه سابقا, ولكن يفضل ان يسير البندان الاول والثاني بخطى متوازية فتكتملان مع تحديد الموعد المحدد للانتخابات, والذي لم ينص عليه صراحة في متن المبادرة, رغم ان الفرقاء اعلنوا موافقتهم على اجراء تلك الانتخابات المبكرة.

والسؤال الذي يعود ويطرح نفسه, هل يتم تذليل العقبات , وسحب العوائق من دواليب الوفاق الوطني, ومحاولة التغلب على اهم الاشكاليات التي تعترض طريق العودة وصولا للانتخابات, وذلك بالعودة للجماهير قبل موعد الحسم الديمقراطي, وتطييب خواطرهم وكسب ثقتهم, لنعينهم على تضميد الجراح, والترفع عن ثقافة الانتقام كردة فعل على أي اجرام ارتكب بحقهم, واقناع تلك الجماهير بان الوحدة هي صمام الامان, وان القانون والقضاء سياخذ مجراه على الجميع في رد المظالم ومحاسبة الظالم أي كان لونه السياسي والحزبي؟؟؟ ام سيسعى البعض لافشال أي عودة واي ذهاب لانتخابات, وتتبع ثقافة المماطلة والاتهام والاتهام المضاد, وتزوير الحقائق, للعبث بوعي الجماهير, من اجل مصالح حزبية ضيقة؟؟؟

ان غدا لناظره قريب ,,, والله من وراء القصد
لاصوت يعلوا فوق صوت الوفاق والاتفاق والوحدة الوطنية
المجد لمن دفع باتجاه المصالحة والعار لمن سينتهج المماطلة ويكرس الانفصال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار مساعي التوصل لاتفاق دفاعي بين السعودية والولايات الم


.. الصين تغزو الجانب البعيد من القمر.. ما القصة؟




.. فرار مستوطنين من حافلة بعد دوي صفارات الإنذار


.. أردوغان: حماس استجابت بإيجابية لعرض الرئيس الأمريكي عكس نتني




.. روبرت مردوخ يتزوج للمرة الـ