الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلى والذئاب

زينب محمد رضا الخفاجي

2008 / 3 / 30
الادب والفن



كان في قديم الزمان جميلة اسمها ليلى ...ما خرجت يوما من بيتها دون ان تكون كبدر التمام..شعرها .. ملابسها .. لون بشرتها .. عطرها .. هكذا هي.. دوما تحبُ أن تكون كالعروس في كل الأزمان.. ولكن في سواد هذه الأيام صار محرماً عليها أظهار الجميل من الشعر والملابس والخواتم واظافرٌ جميلةٌ بشتى الألوان.. خصلات شعرها الناعم .. خبأته تحت الحجاب .. وأختفى قوامها خلف ما ترتديه من عريض الأثواب ..قوارير عطورها اندثرت تحت الأنقاض.. وصارت يائسة حزينة واجمة لاضحك ولاتبسم ولا غناء.
كل الملابس الجميلة التي جلبها لها زوجها مركونة في صندوق من حديد .. غريب أن ترعب الأنثى من منظر ملابسها .. حاول زوجها معها كثيراً .. لم يفلح .. لا تستطيع نسيان منظر جارتها أم أحمد وهي تحتضن رأسي طفليها أحمد ودلال.. وقد ذبحهم الأشرار .. لأن دلال ذات التسعة اعوام لا ترتدي الحجاب .. وأحمد تطاول على الله وأرتدى (شورت قصير) .. حضنت تلك الأم رأسي طفليها الوحيدين سبع ساعات متواصلة .. صاحت وبكت حتى جنت وصارت تجوب الطرقات كل يوم منكوشة الشعر تسأل كل من ترى .. شعري يشم الهواء اليس هناك من يرحمني ويذبحني ... ؟؟؟؟
رمت احلامها في جب عميق وقطعت رأس أمومتها ذبحاً من الوريد الى الوريد.. لا تريد أن تنجب طفلاً وتحرم منه .. لم تكن تحتمل ابتعاد لعبتها يوماً واحداً عنها فكيف ستحمل فقد وليدها.. مشاكل كثيرة بسبب تلك الأمومة المرفوضة .. ويأبى زوجها التصديق والأستسلام .. أمه تقول.. تزوج غيرها قد تكون عاقر.. ولكنه دوماً يعزو الأمر لله .. فليس في يده حيلة.. وهو أيضاً يخاف الفقد والموت والضياع.
كانت سيارة الدائرة تأتي لتجمعهم كل يوم من مكان محدد .. وكان سائقهم (عمو أبو محمد) أحسن من كل الناس .. فقيراً بسيطاً .. دائم التندر والضحك والغناء..وصار يضحكها كثيراً حال جارها عادل (مدوختة المرة والجهال) .. كان الجميع في هرج ومرج وعمو أبو محمد يغني (طالعة من بيت ابوها )... وأيمن يسترق النظر ويبتسم لحبيبته وجارته حنان..فتنظر اليهم وتقول لصاحبتها ( باجر يتزوجون وحتى صباح الخير ماكو).
أوقفت السيارة فجأة مجموعة مسلحة وأخذوا يصرخون بهم وصعد أحدهم ووجه مسدسه على ابو محمد قال بدم بارد أمشي حرك السيارة .... غطوا أعينهم بعد أن قسموهم لمجموعات .. كلٌ أخذ نصيبه من الذبائح وتفرقوا ..
رموهم بغرفة باردة معتمة .. لا يرى أحدهم الآخر.. موثقين ايديهم وأرجلهم ... خافت توجست بكت .. أقترب منها زحفاً شخص ما فصرخت مرعوبة .. فقال لها أهدئي ليلى أنا عادل .. هدأ وجود عادل قلبها أكثر مما تصورت ... حاول أن يطمأنها لكنه كان يعلم أنهم سيقتلون في الصباح..
دخل عليهم رئيسهم وأنهال عليهم بالسب والركل والشتم لآنهم كفار ولا يستحقون العيش وسيرضون الله غداً بقتلهم في الصباح قبل صلاة الفجر... (بالله عليكم هل خلقهم الله للذبح).؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بكت ليلى بكاءً مراً وبعدها سكتت وحمدت الله لأنها لم تنجب أطفالاً مصيرهم اليتم والدمار وأشفقت على أطفال جارها عادل وزوجته كيف سيعيشون من بعده.. ومن سيحميهم من غدر الزمان.
وفي الصباح ساقوهم كالخراف للمذبح .. فصرخ عادل .. ليلى هل كنت تعلمين كم أحببتك ؟؟؟؟؟؟. نعم تعلم أنه حتى الآن يحبها.. و ووووو ذبح عادل ... وبعده ليلى بثوان..وحتماً لهما حوار آخرسنقصه بعد زمان..
وكان ياما كان في قديم الزمان ذبيحةٌ أسمها ليلى ... ذاقت تواً طعم الأمان...
للموضوع تكملة.....
زينب الخفاجي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال