الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الشكل والمضمون السياسيَِين

عبد الحميد الصائح

2003 / 12 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تتصرف الولايات المتحدة الامريكية بطريقة تحرج جميع  المسؤولين العراقيين الذين عينتهم او تعينوا او تقاسموا المسؤولية لاسيما في مجلس الحكم العراقي، فهي لاتتصرف   نيابة عن العراق فحسب بل تتصرف باسمه في جميع المجالات الحيوية   سواء في السياسة الخارجية او الاقتصاد او العقود التجارية مثار الجدل الحالي دوليا، وقد تعلمنا في الماضي ان نمط السياسة الامريكية او سياسة الدول الكبرى بوجه عام تعمد الى انشاء واجهات وانظمة حرة مستقلة في العلن مقيدة خاضعة في السر الا ان الحال  مختلف تماما الان في العراق بل انه يثير حفيظة الجميع بما فيهم اعضاء مجلس الحكم  الذين لم يكن شكل هذا التعامل في مصلحتهم حتى وان  اتفق بعضهم مع مضمون الخطوات الامريكية الحاصلة الان ،هذا بالطبع يقلل من حظوظ الامريكان والعراقيين المنسجمين مع سياستهم ، لانهم ببساطة سيخسرون حتى الاصوات المحايدة او المترددة حتى اللحظة في التعاطي مع الوضع العراقي بصورة طبيعية ، لاسيما من قبل الدول الاخرى مهما كان حجمها ، فسلطة العراقيين لاتعني ان المسؤولين ناطقون بالعراقية ، بل باستقلالية القرار وإن كان في المعلن من السياسة في اقل تقدير ، فاذا ماخسر العراقيون اعتراف الدول الاخرى باستقلال قرارهم ، لن يفلحوا في انشاء وضع سياسي طبيعي مستقر، وقد كان لتجربة قوات الطالبان التي استولت على السلطة في افغانسان وانشات حكومة تدير شؤونها دليل واضح حول مدى اهمية الاعتراف الدولي بالحكومة المستقلة ، فقد ظلت حكومتهم دون اعتراف دولي مما جعلها وكانها عصابة تستولي على بنك،حتى جاءت احداث الحادي عشر من ايلول ليذهب العالم اجمع لاجتثاثها حقا او باطلا،بمعنى اخر ان اية اجراءات داخلية توحي باستقلال القرار لاتعفي الجميع من التنبه لخطر التصرف الامريكي المعلن في مصير العراق ومستقبله واقتصاده،اذ لابد من التوازن بين  الدور العراقي المستقل دوليا وبين الدور الداخلي، والا لماذا يعلن  قرار طرد مجاهدي خلق من قبل مجلس الحكم العراقي بوصفه قرارا مستقلا فيما يكون الاعلان عن   عقود الاعمار على اللسان الامريكي صراحة  ؟، لماذا لم تعط فرصة للمجلس في اعلان ان  الدول التي  ساعدتهم في اسقاط النظام السابق،والدول التي يتواجد ابناؤها  لحماية المؤسسات  العامة وضبط الامن في الشارع العراقي لها الافضلية في عقود اعمار هذا البلد؟ اما كان اكثر منطقية من اعلان جورج بوش بنفسه عن هذا الامر العراقي الصرف الذي لايقل عن اهمية عن انشاء محكمة او طرد منظمة ؟ وعليه لابد من الجهد السياسي لاستيضاح هذه الامور وايجاد فاعلية للدور العراقي في علاقات العراق بالدول الاخرى عبر ممثليه ،واذا ما افلح وفد مجلس الحكم  في استحصال نتائج مختلفة بعد بحثه  الدور الفرنسي في العراق خلال جولته التي شملت اهم الدول الاوربية  يكون قد اعطى انطباعا ما في القضية التي نتحدث عنها، لاسيما وان هنالك ترددا ملحوظا في التعامل الدولي مع المسؤولين العراقيين واسئلة لانعرف لها جوابا كتلك التي تدور حول تعيين سفيرة للعراق في الولايات المتحدة في الوقت الذي يطلب بول بريمر من البحرين ان ترعى المصالح العراقية في واشنطن!!او طريقة استقبال المسؤولين العراقيين في الدول حسب البروتوكول الدولي ، اسئلة وهواجس كثيرة لابد من التنبه لها ولابد من الاقرار بالتناقضات السياسية التي تحدث بشان العراق وباسم العراق،لان ذلك كفيل بتصعيد اليأس وردود الفعل التي ينتجها اكثر من ان يطمئن الى ما سيكون عليه مصير العراق عموما ، وايجاد التعريف الواضح العملي لفكرة اعادة السيادة السياسية للعراقيين  ،فالسياسة شكل ومضمون ،تسعى الدول الى الحفاظ على استقلال شكلها حتى وان قيدت سيادتها في الخفاء ، واعظم البلدان والشعوب تلك التي يستقل مضمون وشكل سياستها معا.

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب إسرائيليون يهاجمون داعمين لفلسطين بالألعاب النارية في ج


.. -قرار بايدن- يغضب إسرائيل.. مفاوضات الرهائن في خطر




.. هل الميناء العائم للمساعدات الإنسانية سيسكت جوع سكان غزة؟


.. اتحاد القبائل العربية في سيناء برئاسة العرجاني يثير جدلاً في




.. مراسل الجزيرة: استشهاد ثمانية فلسطينيين نصفهم أطفال في قصف ع