الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفتاح في جيب المستشار

بهاء هادي

2008 / 3 / 30
كتابات ساخرة


المفتاح في جيب المستشار
الدول على اختلاف انظمتها السياسية تحرص على الاختيار الدقيق للاشخاص الذين يشغلون المناصب الحساسة في مؤسساتها وفق اعتبارات تحددها فلسفة الحكم القائم ,وفي الحالة العراقية
وعلى ضوء الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق وخاصة من الجانب الامني لابد ان يكون اشغال المناصب القيادية خاضع لاعتبارات اهمها الكفاءة والمهنية لكي تكون تأثيراتها ايجابية على كامل الانجاز المطلوب ومساهماتها متفاعلة ومتناغمة مع السياسة المرسومة للبناء بعد الدمار الهائل الذي استمر لاربعة عقود ,ولعل اخطر المناصب التي تؤثر بشكل واضح على كامل المناخ السياسي العراقي الان هي المناصب الامنية في وزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني ومؤسساتها ,لكن اعتماد التحاصصية منذ سقوط الصنم فرضت اساليبا لاتخدم البناء الرصين المطلوب بل تساهم في استمرار الفوضى وتزيد من التعقيدات والعراقيل .
لقد وضعت امريكا بعض من بصماتها المبكرة على هياكل الدولة العراقية من خلال مستشاريها في الوزارات العراقية في الايام الاولى من الاحتلال واستمرت بزيادة وتائر التغلغل في كامل مفاصل الدولة من خلال مؤسسات تعمل على الارض العراقية لمايسمى باعادة البناء وتنمية الاقاليم,ووصل الامر الى ان يكون لنا مستشارا للامن الوطني للمرة الاولى على مدى تاريخ العراق اضافة الى وزارة الامن الوطني كي نحاكي بهما الدول المتطورة وكاننا انجزنا كامل البناء ولم يبقى الا ان تكون لنا مالتلك الدول من مسميات تتناسب مع تطورها.
لقد مرت خمس سنوات على اسقاط نظام القتل الجماعي المقبور ومازالت انهار الدم تروي الارض العراقية لتحول العراق الى بلد الانهار الثلاثة وكل ذلك يجري مع وجود كل هذا العديد من قوات الاحتلال وقطعات الوزارات الامنية ومؤسساتها والتي وصلت ارقام التخصيصات المالية لها ارقاما فلكية
دون ان يلمس المواطن العراقي اي تطور ايجابي عالارض ,واذا كانت الارقام هي الشواهد فانها تشير الى تراجع الاوضاع الامنية من سيئ الى اسوء ليضطر العراقيون الى النزوح داخل البلد والهجرة الى خارجة طلبا للامان المفقود مع وجود الوزارات الامنية الثلاث ومستشارا للامن الوطني .
ان مستشار الامن الوطني لابد ان يكون منغمسا الى اذنية في بلد كالعراق ,والراشح من اخبار السيد المستشار انه ليس كذلك فبدلا من ان يكون نجما لامعا لما يعصف بالبلد من مشاكل امنية وصلت لحد الحرب الاهلية من اجل ان تكون وصفاته الامنية دواءا ناجعا لتهدئة الاوضاع والمشاركة الفعالة في وضع الحلول لها لملئ مركزة نجده مساهما فاعلا في تاجيج المشاكل ووضع الملح على جراح العراقيين المفجوعين بمصائبهم وليس ادل على ذلك من زيارة السيد المستشار الاخيرة الى مملكة الدسائس ومنجم القتلة السعودية ,والتي اعلن فيها بان العراق سلم ستة من السعوديين الملقى القبض عليهم في العراق وان الجانب العراقي لايملك ادلة تدين هؤلاء فوجد من الواجب تسليمهم الى بلدهم,وان احد هؤلاء الستة هو مطلوب ضمن القوائم التي اعلنتها المملكة منذ سنوات ,لم يطلع سيادة المستشار شعبه عن ظروف اعتقال هؤلاء وفيما اذا كانوا قد قدموا للسياحة في المصايف العراقية او في اهوار الجنوب واذا كانت الحكومة العراقية لم تجد مايدينهم فلماذا اعتقلتهم وهي تبني الديمقراطية الجديدة في المنطقة,كما صرح سيادته ان هناك اقل من 100 من السعوديين في سجون وزارة العدل العراقية تمت محاكمتهم ولم يقل لنا ماهي الاحكام التي صدرت بحقهم وهم القادمون الى العراق لقتل العراقيين ,وهل اتفق سيادته مع لسعوديين لترحيلهم بالسر ,
كذلك اشار الى ان العراق بدء باعادة المحتجزين السعوديين عند قوات الاحتلال الى بلدهم وهؤلاء اقل من 50 محتجز,كيف احتجز هؤلاء عالاراضي العراقية ولماذا هم عند قوات الاحتلال والاخرين في سجون وزارة العدل العراقية ,لكن ما صرح به سيادته بحضور وزير خارجية مملكة العفن من ان مفتاح الفيلا التي ستكون نواة للسفارة السعودية في جيبه هو البصمة التي تشير الى شخصية الرجل ,
فقد كانت جملته هذه مثيرة للسخرية وهي اساءة للعراق والعراقيين حين ينخفض اداء مسؤول عراقي بهذا المنصب الرفيع الى هذا المستوى من الاستجداء والتوسل لاجل حث حكومة بلد لفتح سفارة لها في بلد المعني سيادة المستشار ,بدلامن ان يحفظ كرامة بلده وشعبه نجده مثيرا للشفقة دون ادنى مبرر .
انها سابقة مثيرة للالم ان يكون مستشار الامن الوطني العراقي لايجد من عبارات الدبلوماسية والسياسة في لقاء امام الصحفيين الا ان يقول ان مفتاح الفيلا في جيبه وكانه مسؤولا عن مكتب للعقار يوصل خدماته للزبائن في بيوتهم , والانكى من ذلك ان سيادته عاد والمفتاح في جيبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي