الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتظار المر

عزيز العراقي

2008 / 3 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لاشك ان الاسباب التي بينّها التيار الصدري لارتفاع حدة الصراع ( السياسي ) وتحوله الى معارك ضارية راح ضحيتها الكثير من الابرياء لها وجاهتها عندما قال : ان الانتخبات القادمة للمحافظات هي السبب في الهجوم على التيار , وكما اشار الكثير من المراقبين انها جاءت على اثر اقرار قانون المحافظات . والكل يعلم ان اساس الصراع الشيعي الشيعي هو للاستحواذ على النفوذ والسلطة والمال بين التيار الصدري المتمثل بالسيد مقتدى الصدر , والمجلس الاعلى التابع لبيت الحكيم والمتمثل بالسيد عبد العزيز الحكيم ونجله عمار . وقد تمحور اشتداد الصراع الاخير حول رغبة المجلس الاعلى في تشكيل اقليم الوسط والجنوب وهويمتلك ستة محافظين من مجموع المحافظات التسع , ورغبة التيار الصدري التي تقف بالضد من هذا المشروع الذي تعتبره طائفياً ومعها رغبة كل اطراف الائتلاف الاخرى واغلب القوى السياسية العراقية . الا ان تمزق التيار الصدري الى عدة مجاميع , بعضها موغل في الجريمة وامتداد للمنظمات الدموية البعثية التي استغلت سهولة الانظمام للتيار , وابدلت لافتتها فقط , لتصبح بعد فترة قصيرة اليد الشيعية للارهاب في العراق , بعد اليد السنية المتمثلة ب" القاعدة" وعصابات البعث , مما افقد التيار مصداقيته ووحدة عمله وتمثله لآراء قيادته .

الاخلال بالامن , وفرض سلطة بديلة عن سلطة الحكومة في اغلب مناطق الوسط والجنوب التي يسيطر عليها افراد التيار الصدري , ومصادرة الحريات الشخصية بصورة اكثر قساوة حتى من العراب الشيعي النظام الطائفي في ايران , حيث ادرك الكثيرون ان المجاميع المنشقة - او التي تعمل لحسابها – في التيار , اصبحت تشكل عائقاً جدياً ليس لقيادة التيار فقط , بل ولكل العملية السياسية . ومن هذه الوضعية تعاطفت الكثير من الجماهير والمنظمات السياسية العراقية بالحملة الحكومية على منتسبي التيار الصدري , الا ان الخطورة هي في الاندفاعة غير المبرمجة بخطة لاستهداف المجرمين والقتلة في الدائرة الواسعة من التيار الصدري , والتي اخذت تلف الشرفاء والطيبين والمؤمنين بالعملية السياسية من ابناء التيار , في محاولة لتصفية الحسابات مع هؤلاء اولاً , وثانياً لتهيئة انتخابات المحافظات بدون منافس قوي مثل التيار الصدري . ومن الخطأ الاعتقاد ان تغييب التيار الصدري سيخدم الطرف الآخر دون ان يرفع هذا الطرف مصلحة الجماهير العراقية قبل كل شئ .

يتهم البعض النظام الايراني وراء المذبحة الحالية , لانها جاءت بعد زيارة احمدي نجاد مباشرة , وايران نفضت يديها من التيار , ووجدت مصلحتها في استقرار الحكومة الحالية , ولها سلطة التحكم بفاعليتها عن طريق المجلس الاعلى وآخرين في الائتلاف . التيار الصدري ليس منظمة منسجمة ينفض او لاينفض النظام الايراني يده منها بالكامل , النظام الايراني له سيطرة على بعض اطراف التيار , والموقف الوطني الرافض لاقليم الوسط والجنوب الذي يتبناه التيار هو بالضد من الرغبة الايرانية بالاساس . وتفسر على ان ايران تلعب مع كل الاطراف المتناقضة في الساحة العراقية لادامة الفوضى التي تنهك الامريكان , وتحت شعار الصراع مع الامريكان لغاية آخر عراقي قبل الدخول معهم في مواجهة عسكرية . ومثلما يمتلك النظام الايراني امكانية اللعب مع كل الاطراف بهذا الشكل , فأن باقي الدول الاقليمية وبالذات الخليجية منها ترتعب من قيام عراق ديمقراطي فيدرالي موحد , وبامكانيات بشرية ضخمة يمكن ان تكتسح الاهتمام العالمي بامارات الخليج لو تيسر له الاستقرار لفترة قصيرة . والاسلحة المتوسطة والمدفعية التي تمتلكها بعض القيادات الصدرية لايمكن ارجاع مصدرها فقط الى ايران , بل ولهذه الدول ايضاً . ومثلما تساعد ايران الشيعية " القاعدة " السنية , تساعد هذه الدول السنية فصائل " شيعية " لنفس الهدف , وهو تدمير العراق ومنع اعادة الحياة لشعبه مرة اخرى , مضافا اليها ايقاف تقدم المشروع الامريكي بالنسبة للنظام الايراني .

ان الوساطات العراقية لانهاء الازمة بين الحكومة والتيار الصدري عليها ان تضع نصب عينيها هذه المخاطر التي يدركها كل الحريصين على مستقبل وحدة العراق وشعبه , لاان تستغل كمناسبة لاستعراض ( فروسية ) يجري توضيفها لغايات الاستمرار في الكسب الشخصي والانتخابي . ولعل وجود اشخاص فيها مثل الدكتور ابراهيم الجعفري يفقدها صدقيتها ويضعها في صف الغايات الاخرى , ذلك ان الدكتور الجعفري انشق ولو بشكل غير رسمي عن حزب الدعوة ويسعى لتشكيل تياره الخاص الذي يعتمد في الاساس على استغلال التناقضات بين اطراف الائتلاف قبل غيرها , والاهم ان شقة الخلاف بين التيار الصدري والمجلس الاعلى توسعت في ظل رئاسته لمجلس الوزراء , وفسح المجال واسعاً مع وزير داخليته من المجلس الاعلى السيد بيان جبر لاختراق كبير من قبل المجلس لقيادات ومراتب الشرطة العراقية .

العراق اليوم ليس بحاجة الى تبويس لحى لغرض استمرار حالة التمزق التي يستفاد منها بعض السياسيين للوصول الى غاياتهم , ولايهمهم كم سيدفع العراقيين من دمائهم . العراق بحاجة الى مبادرة وطنية حقيقية تحقن الدماء , وتضع نصب عينيها كل اسباب التمزق الوطني , ومخاطر الدول الخارجية ورغبتها في تمزيق العراق , والا سوف لن نسلم على أي شئ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ