الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم الفتنة لليميني الهولندي فيلدرز مات في مهده

طه معروف

2008 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


منذ مدة ليست بقصيرة تحاول ألأجهزة الإعلامية والفضائية التابعة لحركات الإسلام السياسي إستثمار هذا الفيلم لصالح توجهاتها السياسية المدمرة وتعد العدة لتجييش الناس وحشد التأييد لمساندة عملياتها الإرهابية في شتى أنحاء العالم عبر شائعات من قبيل "اتحد الكفار على الإساءة للإسلام ،بالأمس الدنيماركيين واليوم الهولنديين" .أي نشر تلك المسائل والحجج التي تؤدي إلى تقوية الصراع الهمجي بين اليمين الأمريكي –الغربي والإسلام السياسي ،الذي يمثل أشد التيارات الإسلامية الدموية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في البداية أود أن أوضح بإن الحزب الذي يرأسه فيلدرز، وهو حزب الحرية اليميني pvv يعد من أشد الأحزاب المعادية للأجانب وحجر عثرة أمام عملية الإندماج في هولندا ويتصدى دائما لأية محاولة لصالح اللاجئين .فهو يلصق عمدا صفة الإسلام السياسي والإرهابي على جميع اللاجئين الذين جاؤوا من البلدان الشرق الأوسطية ومن شمال أفريقيا .إن آراء فيلدرز لا تجدها إلا في قاموس النازية الجديدة وبالتالي لا تساهم مطلقا في النقد العلمي للدين اي دين بوجه عام ((كأفيون للشعوب)) بل تحاول إستثمار الأعمال الهمجية للإسلام السياسي ضد الأجانب مثلما يحاول الإسلام السياسي بدوره إستثمار أفعال اليمين الأمريكي والغربي ضد المدنية والفكر الإنساني السائد في تلك الدول وإعتبارها حربا" صليبيا ضد المسلمين" .
إن محاولات كلا الطرفين المتصارعين منذ مدة للإستفادة السياسية من هذا الفيلم التحريضي، كما أستفادوا سابقا من الرسوم الكارتونية باءت بالفشل. وتوقعاتهم، بإن الفيلم سيثير موجات غضب في صفوف اللاجئين على الأقل في هولندا ويسبب في إحداث شرخ في العلاقة بين الجماهير المدنية الهولندية من جهة والأجانب من جهة أخرى ،أظهرت عكس ذلك ، فهناك إستخفاف وعدم الإهتمام بمحتوى هذا الفيلم من قبل الجاليات الأجنبية والجماهير الهولندية المدنية.
إن الموقف الجماهيري العام الرافض لهذا الفيلم العنصري المشبوه كان بمثابة إختبار للفكر الإنساني اليساري المدني امام القوى اليمينية الغربية والإسلام السياسي .رسالة الفيلم يمكن تلخيصها في نقاط ثلاثة: الأولى تشبيه جميع الجاليات الشرق الأوسطية وشمال أفريقيا بارهابيين تابعين للحركات الإسلام السياسي ،أي الإنتحاريين وقاطعي الرؤوس وبالتالي زرع الخوف والرعب في نفوس الأوروبيين من اللاجئين بغض النظر عن توجاهتهم العقائدية والدينية، والثانية :إضفاء الشرعية بهذا الصراع الرجعي بين اليمين الأمريكي الغربي من جهة والإسلام السياسي ،من جهة اخلرى والذي يشكل أكبر تهديدا على حياة ملايين الأنسان في شتى انحاء العالم وثالثا محاولة لتقوية صفوف اليمين الغربي بوجه الجاليات الأجنبية.
إن الصراع والوقوف بوجه(( القوى اليمينية الغربية والقوى الإسلام السياسي)) يشكل ميدانا وخندقا حقيقيا للبشرية المدنية لكسر شوكة هذه الحركات المعادية لكل القيم والمساوات الإنسانية لمنعها من جلب مزيدا من الدمار والكوارث على رؤوس البشرية كما هو الحال في العراق وفلسطين وافغانستان الذي يدفع الجماهير ثمنا غاليا جراء هذا الصراع وهذا الحرب الإرهابيةالدائرة بين الإسلام السياسي واليميني الأمريكي الغربي .يخطئ من يظن بإن هذا الفيلم او رسومات كارتونية الدنيماركية الذي اعيد نشرها يضعف الإسلام السياسي ،بالعكس فإن الإسلام السياسي بأمس الحاجة لهذه النشاطات اليمينية بغية إستثمارها كرأسمال سياسي لتفعيل نشاطه السياسي و لتبرير عن إرتكاب جرائمها بحق المدنيين في اوروبا كأنهم "كفار".ومن ناحية الأخرى فإن الفيلم يعبر بوقاحة عن عدائها للفكر الشيوعي الإنساني حيث يساوي الشيوعية بالإسلام السياسي في احد أقوالها المسجلة على مقطع من الفيلم . ولذا فإن الشيوعيين الممثلبن عن الحركة المساواتية هم المستهدفين الحقيقيين في هذا الفيلم البشع اكثر من اي جهة اخرى .
وأخيرا فإن الحركة اليمينية الغربية والأمريكية هي الأب الشرعي لحركة الإسلام السياسي وبالتالي هي المسؤول مثل الإسلاميين عن الحرب الدائر وإستمرار نزيف الدماء في العالم .
28-3-2008











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة