الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مايبن البصرة والموصل

حسين علي الحمداني

2008 / 3 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


الجنوب العراقي او الجنوب الشيعي كما يحلو للبعض أن يسميه هو أكثر مناطق العراق تضررا من النظام السابق خاصة وانه كان مسرح لثلاث حروب طاحنة الاولى الحرب العراقية الايرانية وحرب الكويت واخيرا الغزو الامريكي , وهذه الحروب شكل الجنوب العراقي مسرحا لها مما يعني انه جنوب بلا بنى تحتية ولا خدمات اي انه لم يكن في يوم من الايام تحت نظرواهتمام أية حكومة عراقية قبل الاحتلال الأمريكي للعراق, واسباب ذلك كثيرة لعل في مقدمتها انه اقليم شيعي ومن السهولة في المنظور القومي لحزب البعث المقبور اتهام اهل الجنوب بالعمالة لايران الشيعية . بدليل انه تم قمع انتفاضته في آذار - مارس 1991 واطلقت تسمية((غوغاء)) على المنتفضين.
بعد احتلال العراق ودخول العراق منظومة الدول التي تحترم صناديق الاقتراع بات الجنوب العراقي محل اهتمام القوى السياسية بمختلف اتجاهاتها ولان العراق في خطوات الديمقراطية الاولى فإن الفراغ الفكري لدى شعب جنوب العراق لم يستطع أحد املائه بما في ذلك الاحزاب الدينية القائمة على رموز دينية فكان ابن الجنوب في منح ولائه وصوته متغيير في أكثر من مرة خاصة وان يرى بعينه بان الجنوب ذاته لم يتغير وان مستوى الخدمات ربما كانت احسن في ظل النظام السابق , ويمكن القول ان الاحزاب الدينية لم تستطع كسب صوت الشيعي في الجنوب الا بالتهديد والوعيد وان النار بانظار من لاينتخب هذا وذاك ضمن هذه القائمة وتلك . ومنذ عام تقريبا وجدنا ثمة تقاطعات في الرأي داخل الائتلاف العراقي الموحد بقيادة المجلس الاسلامي الاعلى هذا التقاطع رغم ايجابياته في الروح الديمقراطية الا انه ينذر بان البيت الشيعي العراقي الان في حالة من الركود قد تقود في خريف 2009 الى تشتت القوى الشيعية في الانتخابات خاصة بعد عملية صولة الفرسان في البصرة تلك العملية التي اكدت الحكومة العراقية انها ضد الخارجين عن القانون فيما تؤكد مصادر القوى السياسية العراقية انها تستهدف تيارا بعينة والغاية منها تاسيس قاعدة قوية قبل الانتخابات المحلية المزمع عقدها في اكتوبر 2008 لانتخاب مجالس محلية في المحافظات .
ومما لاشك فيه ان الشيعة اغلبيتهم مطلقة في الجنوب ولا يمكن لاحد ان ينافسهم في ذلك ولكن في نفس الوقت هنالك تدخلات عديدة من قوى خارجية غايتها ابقاء الحكومة العراقية في دوامة درء الفتن خاصة وان احداث البصرة تزامنت مع استعداد الحكومة في القضاء على بقايا القاعدة في الموصل! هل هنالك تزامن وتكتيك عسكري مخطط له من اجل فتح جبهة لكي تغلق جبهة؟ وهل ما يحدث في البصرة محض صدفة؟ اسئلة عديدة يطرحها المواطن العراقي البسيط الذي لايهمه من يحكم بقدر ما يهمه من يقدم له الخدمات.
نرجع للسؤال هل هنالك تخطيط مسبق من اطراف خارجية او داخلية لعرقلة عمليات الموصل؟ الجواب يجعلنا نحاول ان نبحث عن خيوط تدين هذا الطرف او ذاك فالمعروف ان لصدام حسين جهاز مخابراتي قوي وحرس خاص قوي ومنظومة عسكرية كانت تضم اكثر من مليونين من العراقيين وبعد سقوطة اين ذهب هؤلاء؟
واذا ما افترضنا ان هذه الاجهزة التي كانت تتقاضى رواتب مجزية حينها باتت محرومة من الموارد بعد سقوط صنمهم بما فيهم قيادات حزب البعث المنحل في مدن الجنوب والفرات الاوسط بعد السقوط اين ذهبوا وما هو دورهم الآن؟؟ اعتقد انهم يتواجدون الآن وبقوة في الاحزاب الدينية الشيعية منها والسنية ولا يمكن لاحد أن ينكر هذا مطلقا لان بصماتهم واساليبهم واضحة في توجيه هذا الطرف أو ذاك وان لمسات تخطيطهم يمكن لاي متابع ان يستشفها ويدركها ويحس بوجودها .
نعم ربما البعض لايريد أن يربط بين الموصل والبصرة ولا يريد ان يعي حقيقة الدور الذي يلعبه البعض في جر العراق الى المزيد من الدمار فلا اعتقد ويعتقد الكثير من العراقيين ان احداث البصرة ليست لها اية علاقة بعملية الموصل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المناظرة بين بايدن وترامب.. ما أبرز الادعاءات المضللة بعد أد


.. العمال يحسمون الانتخابات قبل أن تبدأ، ونايجل فاراج يعود من ج




.. لماذا صوت الفرنسيون لحزب مارين لوبان -التجمع الوطني-؟


.. ما نسبة المشاركة المتوقعة في عموم أسكتلندا بالانتخابات المبك




.. لجنة أممية تتهم سلطات باكستان باحتجاز عمران خان -تعسفا-