الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طور جديد من ا لحرب الاهلية العراقية

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 4 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


باقتتال ابناء الطائفة الواحدة ، تكون الحرب الاهلية العراقية قد دخلت احرج اطوارها . فهذه الحرب التي كنا قد توقعناها ، كنتيجة طبيعية لنهج التقسيم والمحاصصة الطائفية والعرقية ، الذي اعتمدته ادارة الاحتلال الامريكي في رسم الخارطة السياسية العراقية ، لن يهدأ اوارها او تضع اوزارها ،
قبل ان تبلغ الذروة التي رسمتها لها الاطراف المستفيدة منها ، سواء قوات الاحتلال او ادواتها الحكومية او دول الجوار . وهذا افدح اطوار هذه الحرب واخطرها لانه طور مركب في اهدافه واطراف اقتتاله ، التي تمثل اثقل فصائل الاحزاب والقوى الشيعية ، هيمنة على مراكز النفوذ
والسلطة من جهة ، والشارع والتأييد الشعبي ، من جهة ثانية . فطرفها الاول هما فيلق بدر ( ميليشيا المجلس الاعلى - عبد العزيز الحكيم ) والقوات الحكومية المتحالفة معها ، ويأتي هذا التحالف كنتيجة لثقل عنناصر فيلق بدر في تشكيلة القوات الحكومية ( يشكل فيلق بدر نسبة 30 %من عناصر وزارة الداخلية والدفاع وقياداتها ، بموجب قرار الحاكم الامريكي ، بول بريمر، بدمج الميليشيات المسلحة في قوات الحكومية ) وهيمنتها على صناعة القرار الامني لوزارة الداخلية ،(بموجب المحاصصة الطائفية ، فان وزارة الداخلية مقطوعة لسيطرة المجلس الاعلى في حكومتي نوري المالكي وابراهيم الجعفري الذي سبقه ) اولا ، ولان قيادته السياسية تحوز على الثقل الاكبر في الكتلة البرلمانية التي شكلت حكومة المالكي ( الائتلاف الموحد ) ، بعد انشقاق ابراهيم الجعفري ( رئيس حزب الدعوة السابق ) عن الحزب مع مجموعة من نواب حزب الدعوة ، ثانيا . والاهم من كل هذا هو الكثرة العددية لجيش المهدي ، والتي لاقبل لفيلق بدر
بمواجهتها لوحده والتقاء مصالح فيلق بدر وقيادته السياسية في المجلس الاعلى وقيادات القوات
الحكومية التي يقودها نوري المالكي ، رئيس الحكومة وحزب الدعوة ، وحليف المجلس الاعلى في التكتل البرلماني والحكومي ؛ ولما يمثله جيش المهدي من تهديد لمصالح هذا التكتل ومراكز
نفوذه وسلطاته ، وخاصة انه ينازعهما على حكومات المحافظات والاقاليم في كربلاء والنجف
والديوانية والبصرة . وها هي الحرب الاهلية تطال بنارها الاطراف التي تجاهلتها او رفضت الاعتراف بوقوعها او نكرته لاسباب واغراض سياسية وطائفية بحتة ، وخدمة لمصالح واهداف قوات الاحتلال واطراف خارجية اخرى . جيش المهدي الذي يتمتع بكثرة عددية من العاطلين
والمهمشين ، يتمتع بقدرة على المطاولة القتالية ، بحكم اوضاع عناصره الاجتماعية والاقتصادية ( التي تجد نفسها محرومة من كل شيء ، مقابل عناصر فيلق بدر والقوات الحكومية التي تتمتع بالكثير من مزايا المراكز الوظيفية واموالها وامتيازاتها السلطوية ) ، ما سيعني اراقة المزيد من دماء العراقيين وتعطيل القليل المتبقي من مرافق حياتهم الخدمية والاقتصادية .
كما ان تتخذ هذه القوى من مدينة البصرة ساحة لاقتتالها وتصفية حساباتها السياسية ، فانه
يعني تعطيل عمل اهم مرفقين تضمهما هذه المدينة : محطات تصدير النفط ، مصدر الدخل الوحيد
لاقتصاد العراق ، وموانيء تصديره ودخول احتياجات المواطنين المعيشية والحياتية .
بموجب اي اتفاق او تقاسم مصالح يمكن ايقاف حالة الاحتراب هذه ؟ فالطرف المسيطر لن يتنازل عن بعض امتيازاته بسهولة ، كما ان الطرف المنازع على تلك الامتيازات لن يضع سلاحه ،
والا لم رفعه اذن وقاتل ؟ من سيستطيع الفصل بين المتنازعين والحكومة ، التي كان من المفروض ان تكون الحكم بينهما ، هي طرف رئيس في النزاع ؟ لم يبق امامنا غير قوات الاحتلال
، وبالتأكيد فان تدخل قوات الاحتلال لن يعني غير القاء المزيد من الزيت على النار واراقة المزيد من الدماء . حرب امراء الطوائف هذه حرب سياسية نفعية بامتياز ، ولا يتحمل مسؤوليتها غير ادارة الاحتلال وادواتها الحكومية والميليشياوية .. فاي وصفة ستوقف حرب امراء الطوائف
وادارة الاحتلال وغيرها تزيد طنبورها في كل يوم نغمة ، ومصالحها هي التي تقتضيها
وخططت وتخطط لها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى