الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدود القوة الروسية

محمد سيد رصاص

2008 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


مع سقوط وتفكك الإتحاد السوفياتي في عام1991 تقلصت امتدادات السيطرة الروسية إلى حدود غير مسبوقة،بالقياس إلى زمني ستالين والقياصرة.
لم بقتصر هذا على الحدود الجغرافية،بل وصل إلى مجالات النفوذ السياسي،حيث امتد حلف الأطلسي والجماعة الأوروبية،خلال عقد ونصف من سقوط السوفييت،إلى الشواطىء الغربية للبحر الأسود وإلى جمهوريات البلطيق،فيما لم تستطع موسكو أن تفعل شيئاً ضد واشنطن في حدائقها الخلفية السابقة،كما حصل في حرب كوسوفو عام 1999 لما بدأ اتجاه الغرب،الأميركي والأوروبي،إلى تحجيم صربيا في البلقان اليوغسلافي السابق حتى تتوج ذلك في شباط الماضي باستقلال كوسوفو رغم إرادتي بلغراد وموسكو،وهو شيء رأينا شيئاً قريباً منه في الإمتدادات الجغرافية الروسية السابقة،لما لم تستطع موسكو موازنة الإمتدادات الأميركية في أذربيجان وجيورجيا عبر تحالفها مع أرمينيا ضد باكو ولاعبر اللعب على المشاكل القومية لجمهورية جيورجيا في أبخازيا وأوسيتيا،الأمر الذي كان هناك شيء شبيه له في جمهوريات آسيا الوسطى السوفياتية السابقة التي ظهرت فيها قوة النفوذ الأميركي في أثناء الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001حيث بان ذلك من خلال اعطاء أوزبكستان وقرغيزيا قواعد وتسهيلات عسكرية لواشنطن رغماً عن إرادة موسكو،وهو شيء ظهر جلياً أيضاً على الصعيد الاقتصادي في جمهورية تركمانستان ذات الإحتياطي الكبير من الغاز ،فيما بقي النفوذ الروسي قوياً في كازاكستان وطاجكستان.
أيضاً،خلال العقد ونصف الماضي،رأينا تقلصاً قوياً لحدود فعالية وتأثيرات روسيا على صعيد العلاقات الدولية: فشلت ممانعة موسكو،بالتحالف مع باريس وبرلين،في منع الولايات المتحدة من غزو العراق في عام 2003،فيما لم تستطع شيئاً أمام نجاح واشنطن في اركاع الحليف التقليدي لموسكو في كوريا الشمالية، وهي رغم ممانعاتها فقد صوتت مع القرارات الثلاثة في مجلس الأمن(1737-1747-1803)ضد ايران منذ صيف2006،التي هي جزء من استراتيجية أميركية ضد طهران هي مفتوحة على السيناريو الكوري(وكذلك الليبي)،وربما أيضاً العراقي.
بالتأكيد،أظهر الرئيس بوتين،في سنوات حكمه الثمانية الماضية،قوة روسية أكثر من سلفه يلتسين وساعده على ذلك الإنتعاش الاقتصادي الروسي الذي كان أساساً معتمداً على ارتفاع أسعار النفط ،إلاأنه لم يستطع تسجيل نقاط تذكر ضد واشنطن،ولاالوصول إلى خلق حقائق جديدة في العلاقات الدولية تخفف من اندفاعة(القطب الواحد للعالم)المستمرة منذ عام 1989،أوتكبحها،رغم كل تعثرات الولايات المتحدة في العراق،ومشاكلها مع ايران،وغضبة العالم الاسلامي من الهجمة الأميركية،وتململ الصين،وقبل ذلك تلك الممانعات الأوروبية الغربية ضد واشنطن التي ظهرت عند المستشار شرودر والرئيس شيراك والتي أدت حصيلتها الهزيلة إلى نتائج معاكسة لاحقاً في قصر المستشارية الألمانية وفي الإليزيه.
هل ذلك كله يعني بأن حالة (القطب الواحد للعالم)،التي تكررت ثانية مع واشنطن في عام 1989 مع انهيار(الكتلة الشرقية) لأول مرة منذ حالة روما بعد انتصارها في معركة أكتيوم على المصريين في عام 31قبل الميلاد،ستدوم طويلاً مثل تلك الرومانية التي استمرت حتى ظهور الدولة الفارسية الساسانية في عام226ميلادية،وماترافق لاحقاً معها من انقسام الإمبراطورية الرومانية بين روما وبيزنطة في القرن الرابع الميلادي؟...........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA