الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة العربية عربة على طريق

عمار ديوب

2008 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


ليس الواقع الذي تنعقد فيه القمة العربية واقع استثنائي،يهدد مصير الأمة،ويأخذها نحو مجهول،ليست معلومة مؤشراته.بل هو واقع تؤكده مؤشرات معروفة تماماً، تقود العرب نحو مزيدٍ من التخلف والتبعية،والاستبداد والطائفية والعشائرية وأيضاً الاندماج بهده المؤشرات في عالم موحد إمبريالياً ،يكون العرب فيه،في موقع الخروج من التاريخ.
أزمات العالم العربي التي وصّفنا بعضها أعلاه لا تحلّها القمة العتيدة. بل إن عالمنا العربي يشهد إنقساماً في أنظمته الطبقية ،التي كانت شبه موحدة إلى حرب تموز الإسرائيلية الأمريكية على لبنان.وإذ هي وقت ذاك وبعد إذن تظهر بمحورين"محور"الاعتدال"ومحور"المقاومة أو الراديكالية"، ويبدو أن هذا التطور الجديد بعيد عن الحل القريب وهو ما ينفك يتعقد بسبب ارتباطه زعماء المحورين بشروط دولية وإقليمية فاعلة ولها مشاريع هيمنة متصارعة على المنطقة العربية .وبالتالي هي بداية الاشتغال على حرب نظامية عربية كواجهة لحرب عالمية أمريكية قد تقع في الأشهر أو السنوات القادمة.وباعتبار الأمر كذلك فإن فعل الحل لهذا الانقسام خارج عن التحقق.ولذلك لن تكون القمة أكثر من لحظة تهدئة في تصاعد تأجج الصراعات .وهذا ما يظهر في عدم إيجاد حل لقضية لبنان،التي كانت تحلّ سابقاً عبر تدخل الأنظمة العربية والدول الامبريالية .ولن يكون هناك حلّ في فلسطين أيضاً لنفس الأسباب ولرفض إسرائيل للمبادرة العربية.والأمر ذاته في العراق وستشهد المنطقة العربية مزيداً من السيطرة الامبريالية والحروب ،وهو ما يظهر في اشتداد التمركز العسكري الأمريكي في منطقتنا.
إذن من الخطأ،والسذاجة ،التعليق على هذه القمة في حل مشكلات العرب ،هذا إذ لم نتكلم عن تراجع مديد في أوضاع الطبقات الشعبية ورداءة السياسات الليبرالية؛التي لن تكوّن إلاّ رديئة في عالم العولمة المتوحشة والتطرف والعنجهية الأمريكية في غزة وفلسطين بأكملها أو الصومال أو العراق، حيث تتدخل تجليات العولمة المتوحشة من احتلال عسكري وتدخل عسكري وحرب اقتصادية وسياسية وإيديولوجية إعلامية واستمرارية القتل دون حساب أو رادع.
هذه القمة هي عربة على طريق تخليف المجتمعات العربية ،ولن تكون لها آثار إلا بما يعزز الأمن العام لأنظمة فاقدةٍ للشرعية سياسياً و كذلك إقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً.ولذلك ستبقى مشكلات العرب هي هي إن لم أقل أن سببها الأساس هي هذه الأنظمة العربية بالتحديد التي تنهمك في عقد قمتها أو التي ترفض الحضور بشخص قادتها .وبالتالي ليس من قمة عربية بالفعل إن لم تحقق ثلاث قضايا عربية بالفعل:
1-التحول الديمقراطي العام.وذلك عبر التخلي عن أنظمة الاستبداد وتشريع الحريات العامة وفصل السلطات وإعادة العمل بالدستور الوضعي وفصل الدين عن الدولة واحترام كافة الأديان لجهة إبعادها عن التوظيف السياسي وعلمنة مؤسسات الدولة بما يحمي المجتمع من التذرر إلى طوائف وعشائر سياسية.
2- تحسين الأوضاع المعيشية لكافة المواطنين وإيقاف السياسات الليبرالية الجديدة التي تخصخص مؤسسات الدولة وتحرر الأسعار ولا تربط بين الأجور والأسعار وتحطّ من التعليم وكرامة الإنسان وتزيد الفقراء جوعاً وظلماً وحرماناً.
3- مواجهة المشروع الأمريكي وإمتدادته في المنطقة واهتمامه بتوظيف إسرائيل كجزء من مشروعه الأمني العالمي وهو ما ظهر في حرب تموز على لبنان وما تُعد له المنطقة بعد أنابوليس.وخطورة الأمر تكمن في أنه مشروع هيمني يحاول تثبيت مرتكزاته في أسؤ لحظات ضعف العالم العربي،وبالتالي لا معنى لهذه القمة دون هذه المواجهة.
نختتم بإيجاز:إن القضايا الثلاث المشار إليها مترابطة،لا انفصال فيها بعضها عن بعض.فالتحول الديمقراطي غير ممكن دون تحسن في أوضاع الطبقات المعيشية، والأخيرة غير ممكنة في ظل مشروع أمريكي يستفيد من حالة التخلف المريع الذي يشهده عالمنا العربي ،وهذا العالم غير قادر على المواجهة إن لم يبدأ التحوّل الديمقراطي.وبغياب كل ذلك فإن القمة العربية ستعقد وستكلف الكثير وهذه القضايا وغيرها لن تحلّ والانقسام سيبقى وسيأخذ مفاعيل جديدة ولكنها لن تكون إلا عربة على طريق معروف وقاري كحالتنا العربية بإمتياز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء ومعاناة نفسية وذكريات جميلة.. تفاصيل مراحل مختلفة عاشته


.. فرنسا تدعم مسعى الجنائية الدولية لإصدار مذكرات توقيف بحق قاد




.. ما رمزية وتداعيات طلب مذكرة توقيف بحق نتنياهو؟


.. إيران تبدأ تشييع رئيسي.. ومجلس خبراء القيادة يعقد أول اجتماع




.. الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية في محافظة البيضاء| #الظه