الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....

يونس العموري

2008 / 4 / 4
القضية الفلسطينية


هو السؤال الأكثر رواجا هذه الأيام ... حيث ان الكل يحاول جاهدا ان يبحث عن اجابات ... عن ماهية الوضع المتوقع ما بعد قمة دمشق ... وما ستؤول اليه الأمور على المستوى الإقليمي وتحديدا فيما يخص الثالوث المرعب للسياسات المتصارعة على الساحة ( فلسطين والعراق ولبنان) ... ولعل هذا السؤال قد اصبح هاجسا مقلقا لكل صُناع السياسة في المنطقة حتى ان عواصم التاثير تحاول هي الأخرى الإجابة عن هكذا تساؤل فيما يعزز سياستها ومصالحها اولا وقبل كل شيء التي بلا شك ان لها ارتباطات محورية كانت ان صنعتها وخلقتها كمقدمة لما يجب ان تكون عليه المواجهة او اللا مواجهة ... على اعتبار ان المواجهة قدة تكون متطلب عملاني لسياسات الحسم لدى المحور الأمريكي الأمر الذي يعني محاولة تعزيز نهج سياسة محور ما يسمى بالإعتدال العربي الرسمي بعد ان عجز هذا المحور عن امتلاك زمام المبادرة وفرض رؤيته السياسية على المنطقة برمتها سيما وان عناصر ترويج المنهج الأمريكي السياسي وتباعته العربية قد فقد مصداقيته خصوصا فيما يخص بؤر الصراع الأساسية ... كما ان انطمة الإعتدال العربية قد فقدت بالتالي امكانية الطرح الجديد الذي قد يمثل وجه النظر العربية الرسمية او محاولة فرض الرؤية الإعتدالية على اعتبار عدم الثقة بما قد تأتي به هذه الأنظمة الموصوفة بأغلب الأحيان بالخانعة للسياسات الأمريكية على الأرض العربية ... ولعل نجاح عقد القمة بدمشق يمثل التحدي الأكبر لهذه الأنظمة التي حاولت تقويض انعقادها وستحاول بشتى السبل والوسائل وتنفيذا لأوامر البيت الأبيض حسم المواجهة بطرق اخرى غير تلك المعتادة سياسيا ودبلوماسيا لطالما ان الطرف الأخر بمعادلة المحاور قد اظهر الكثير من الصمود والممانعة لمواجهة السياسات الأمريكية وحلفاءها وهو الأمر الذي يعني فيما يعنيه تطور عملية الصراع على الأرض بلغة قد تكون اخرى بعيدة عن سياسة المناكفات السياسية وتعطيل المشاريع عبر القنوات الدبلوماسية السياسية وعلى هذا الأساس اعتقد ان المصلحة الأمريكية وبالتالي العربية الإعتدالية تتجه هذه المرة للحسم بلغة اخرى وان كانت باهظة التكاليف والأثمان... وحيث ان رأس حربة المحور المضاد عربيا (دمشق) غير مضطرة لتقديم االتنازلات السياسية او دخولها في بازار المجاملات الرسمية الدبلوماسية فانها بالتالي ستذهب بإتحاه مواجهة تقويض نتائج القمة هذا اذا ما اعتبرنا ان ثمة قرارات مجدية او فعالة ... الا انها على الأقل ستمضي بسياساتها حتى النهاية وتحديدا فيما يخص الساحة اللبنانية والتي على ما يبدو انها ستتحول الى كرة الثلج الساخنة بالمنطقة بمختلف اشكال المواجهات سواء أكانت تلك الداخلية او كونها ساحة لتصفية حسابات الكبار اقليميا على ارضها ....
هو السؤال الأكثر الحاحا اليوم والمتمثل برأيي ... بماذا ستكون عليه الحال بعد القمة...؟ بمعنى هل سنشهد (هبوب رياح ساخنة وحملات متبادلة) ام سيكون نو ع من التهدئة على الأقل بهدف قطع الطريق على تصعيد اضافي وتحول دون المزيد من التدهور في لبنان.... وامكانية اعادة اللحمة الوطنية والوحدة الجغرافية في فلسطين .. ووقف الإستنزاف البشري بالعراق واخذ زمام المبادرة بهدف وقف المتاجرة بالدم العراقي ....
فبلا ادنى شك ان الواقع العربي لم يعد على هامش الخطر، بل في أتونه الفعلي ... والكل العربي الرسمي يدرك هذه الحقيقة، وبالتالي يحاول ان يحمي مصالحه القطرية وان كان ذلك على حساب المصلحة القومية ... مع الأخذ بعين الإعتبار ان حقيقة المصالح الضيقة للأنظمة العربية بعيدة كال البعد عن الفهم الموضوعي للمصالح ووقائعها ... وبالتالي فإن هذه المصالح انما تعبر اولا عن مصالح المحاور وامتدادتها وهو الأمر الذي يبدو جليا وواضحا من خلال تعبير كل جهة محورية مضادة للمحور الأخر عن اجندتها السياسية وبالتالي الإرتباطية مع السيد والراعي لهذا المحور او ذاك ...
مرة اخرى تنعقد قمة عربية ولا نجد الحد الأدنى من الإجابات الفعلية والعملية التي لربما تشكل خارطة طريق للتحرك العربي الرسمي للتأثير في مسار الفعل العربي الرسمي واخراجه من دائرة تنفيذ برامج الغير على الأرض العربية ... وبالتالي نقع في توقع ما يمكن ان يحدث ما بعد القمة ... ومحاولة رسم السيناريوهات، الا ان هذه المرة مختلفة تماما على اعتبار ان التوقع مختلف تماما ولربما ايضا غير متوقع ... فأمور الثالثوث المرعب في المنطقة (فلسطين والعراق ولبنان) اصبحت بحاجة الى حسم حتى ان الراعي الأمريكي يعتقد بضرورة الحسم لئلا تفلت الأمور من زمام مبادرته وهو الأمر التي أكدته شكل انعقاد القمة وغياب الكثير من الزعماء العرب ... وبذات الوقت فإن المحور المضاد والتي اتضحت معالمه يعتقد بضرورة الحسم ايضا واثبات وجهة النظر الأخرى اتجاه مجريات ومسارات العملية السياسية برمتها وتغير قواعد اللعبة ... والسؤال الكامن هنا .. اين المصلحة العربية الجماهيرية اتجاه كل هذه التجاذبات..؟؟ وهل هناك رؤية عربية فعلية نستيطع الإستناد عليها في فعل المواجهة وبالتالي الحسم ..؟؟
ان قضايا المنطقة لا تجد الحد الأدنى من التفهم العربي لها او حتى الإسهام في محاولة معالجتها ... مما يعني ان النظام العربي الرسمي وكما هي العادة قد اثبت عجزه عن تقديم ايا من الأطروحات التي من شأنها وضع الحلول لقضايا هذه المنطقة بل اننا نجد هذا النظام مجرد معبرا عما تريده القوى الإقليمية بلغة عربية ومنفذا لإرادة اخرى غير الأرادة العربية الشعبية الجماهيرية وبالتالي يقف عاجزا عن المساهمة ولو شكليا في حل الكثير من المسائل ذات البعد المصيري والإستراتيجي للمنطقة كما هي القضية اللبنانية التي اصبحت ساحة للصراع الأمريكي الإيراني من جهة وساحة للمزايدات العربية من جهة اخرى وكل ذلك في بازار الإستقطاب الثنائي الحاد على المستوى الإقليمي دون ان تشكل المصلحة القومية العربية الحد الأدنى من الإهتمام هنا او حتى المصلحة الوطنية اللبنانية وضروراتها ... وما المسألة الفلسطينية وقضية الصراع العربي الإسرائيلي الا خير شاهد عن حالة العجز العربي الرسمي وانتظاره بشكل دائم لأوامر السيد من هنا او هناك ... ولم تطلع علينا القمة الا بتجديد طرح المبادرة العربية للسلام الموفوضة اسرائيليا وبالتالي امريكيا ... و لااعلم لماذا لا يتم سحبها من التدوال على اعتبار انها مبادرة قد تم رفضها ...؟؟ اعتقد ان المنطقة تعيش مرحلة ما قبل الحسم والمواجهة وبالتالي يحاول كل طرف ترتيب موازينه بهذا الإتجاه ...وتبقى المصلحة العربية الشعبية الجماهيرية غير واردة في حسابات احد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |