الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجال في بوتقه العنف اللامرئ

رحاب الهندي

2008 / 4 / 1
العلاقات الجنسية والاسرية


قهر يتغلغل في الداخل لا يشعر به إلا صاحبه سواء كان رجلا أم امرأة.
قهر يظل مصاحبا صاحبه طوال عمره يشعره بالوجع والأسى وحيرة السؤال لماذا نقهر بعضنا، لماذا نظلم بعضنا وتبقى الاجابة تتأرجح لأسباب كثيرة لا يقتنع بها حتى صاحبها.
العنف اللامريء.. القهر الذي يمارس ضدنا أو نمارسه ضد من حولنا يتحول مع الأيام الى ذكرى أليمة نحاول الهروب منها ننجح أحيانا.. ونسقط في هوة الحكايا أحيانا أخرى.. الحكايا كثيرة.
القهر والمجتمع
حين نتساءل فيما بيننا من نكون، ولم نحن وهل ما نعيشه نصيب مقدر أم نتيجة تصرفاتنا وتحكم العادات والتقاليد بنا.
أهو الحب المفرط ام التحكم في مصائرنا.. من قبل أولياؤنا سواء من الأهل والاقرباء ام المسؤولين في الدراسة او العمل.
وهل فعلا كلنا رجالا ونساء نعيش في بوتقعة العنف اللامريء "القهر"
قد يقول قائل ان ما يعيشه الرجل من قهر وقمع على جميع الاصعدة اكثر بكثير من القهر الذي يمارس على المرأة والذي قد يكون ذا وجه واحد. لكن قهر الرجل متعدد الوجوه، فهو مقهور سياسيا واجتماعيا واقتصاديا "وان كانت هذه المقولة لا تشمل الجميع بالطبع الا ان النسبة الغالبة من الرجال في عالمنا العربي.
نعيش فعلا في بوتقة العنف اللامريء.
مسؤول مقهور:
أحد المسؤولين ابتسم بحزن وعلق على الحديث بقوله: عندي شهادات عالية تشهد لي بتميزي و تدرجت في اكثر من وظيفة برتبة مدير عام.. ومنذ اكثر من عشرين عاما.. لم اصل للترقية لان اكون وكيلا للوزارة رغم انني استحق هذا وعن جدارة.. نعم اشعر بالقهر احيانا لانني لست من اقرباء المسؤولين الاكثر سلطة.
لكنني في النهاية اخدم بلدي وهذا يخفف من ألمي.
العنف اللامريء للجمتمع:
كانت عيناه حائرتين وهو يغتصب ابتسامة رقيقة ويلقي بعض ابيات من الشعر الذي يقطر عذوبة وجمال.
هز رأسه وقال " نعم أعترف أننا الرجال نعيش في بوتقة القهر العنف الامرأي كما نسميه ) أنا شخصياً ومنذ اكثر من عشرين عاماً عشت قهر المجتمع بتقاليدة و عاداته حين رفض أهل حبيبتي أن أتزوجها لأنها من قبيله أخرى .
أحسست أن القهر يأخذ روحي حينما زفت لرجل غيري .. هربت من أهلي الذين لم يسعوا لإنقاذي وهربت من بلدي الذي تتحكم به عادات و تقاليد بالية عشت حياتي هائماً في الخارج ، وكان لا بد لي من العوده .
وجدت حبيبتي قد طلقت ،فرحت وقررت أن أستردها لكن كانت العادات والتقاليد مشنقتي ، رفض أهلي هذه المرة أن أتقدم لخطبتها وحاصرتني الإحتجاجات كيف تتزوج مطلقة.. لم أنقذ هذه المرة حبيبتي التي عاشت هي الأخرى قهراًَ غضبت صرخت حاولت ثم غادرت البلاد مره أخرى .. قهركوخز سكين في الخاصرة ويد مشلولة لا تستطيع سحبها.
هذه هي الحقيقة حين مللت الغربة ،عدت مرة ثانية لأجد أهلي قد قرروا تزويجي بمن أرادو.
تزوجت وأعيش حياتي الآن مسؤولا عن عائلة،لكنني لم أتخلص من معاناة القهر وعدم الإستقرار.

للقهر ألوان أخرى :
مجموعة من الشباب تحدث أحدهم عن عنف لامرئ مختلف تمارسة والدتة علية وهو وجه آخر للقهر فهي ترفض أصدقاؤة وسهراته وحتى الفتاة التي أختارها قلبه .
يقول : والدتي ترى الأشياء من خلال وجهة نظرها وتريدني أن أتبع كل آرائها بلا تردد أو نقاش حتى التي لا تعجبني ، أشعر أن حياتي متعبة و اختياراتي غائبه و أمي التي أحبها رغم كل شيء غائبه عني رغم أنها حاضره!!
لعل زاهر يرى في العنف اللامرئي وجها آخر في أسلوب وزارة التربية في كثير من الدول العربية حيث تبحث عن المعدلات العالية للطالب لقبوله حسب الجداول التي تم تحضيرها وليس لطبيعة شخصية الطالب وحبه للمواد .
يتابع قوله: اننا نعيش عنفا لا مرئيا منذ طفولتنا فاللعب ممنوع و التخيل مرفوض و المشاغبة لها عقابها و المدارس تحشو معلومات دون محاولة إكتشاف مواهب وابداعات الطالب بل مجرد إرهاق في الواجبات .
والجامعة تضم عنفا لامرئيا آخر في عدم تفهم الأساتذه لنفسية الطالب و فرض نقاش و محاضرات حسب و جهة نظرهم أما نحن الطلبه فعلينا أن نحشو عقولنا بما يريدونه .
أن الشهادة مجرد طريق للوظيفة وليس لتنمية الشخصية!!

عنف بلا عنف :
نعم إذن يعيش الكثيرون ضمن حكاياتهم بعنف لا مرئي بحيث لا يشعر الجميع بأنه عنف لانهم لا يعترفون إلا بالعنف المرئي الذى ينتج ضحية نتيجة الضرب أو التعدي أما العنف اللامرئي فلا يحاسب عليه أحد لأنه كأمواج البحر الهادره نراها ونسمع صوتها و لاتملك إلا أن تبتعد ركضاً إلى الشاطئ نحول تهدئة روعنا فقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية في المجلس البلدي لمحافظة ظفار آ


.. لمستشارة بوزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة الموريتانية




.. نائبة رئيس مجلس محافظة معان عايدة آل خطاب


.. أميرة داوود من مكتب ديوان محافظة الجيزة في مصر




.. رئاسة الجمهورية اليمنية فالنتينا عبد الكريم مهدي