الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السويد تغلق أبوابها بوجه العراقيين

كهلان القيسي

2008 / 4 / 2
حقوق الانسان


ترجمة: كهلان القيسي

استولى الهلع على مصطفى عزيز علاوي نتيجة تخوفه من العودة القسرية الى بغداد، لا يستطيع النوم وفقد حوالي 20 رطلا من وزنة منذ أن رفض طلبه باللجوء في السويد في يناير/كانون الثّاني 2007.
يقول علاوي إنهم"أخبروني إن العراق هادئ ومستقر الآن، ويمكني العودة وسأكون سعيدا . لكنّهم ألا يعرفون بأنّ الموت ينتظرني هناك، "قال ذلك وهو يمسح الدموع عن مقلتيه أثناء إجراء اللقاء معه في شقّة إبن عمه في ضاحية سولنتانة في إستوكهولم .
منحت السويد اللجوء لحوالي 100,000 عراقي، 40,000 منهم بعد الاحتلال الأمريكي في عام 2003. وهو اكبر عدد من العراقيين استقبله أي بلد غربي اخر، وخصوصا الولايات المتّحدة، التي قررت استقبال 1,600 لاجئ عراقيي في عام 2007 لكن العدد الحقيقي الذي وصل الى أمريكا هم 700 لاجئ فقط. لكن السويد شدّت من إجراءات اللجوء بشكل تدريجي، وهي قلقه من إنها غير قادرة على استيعاب أعداد أخرى.
وقد أثمرت هذه الإجراءات عن نتائج واضحة هذه السنة، وتبين إحصائيات دائرة الهجرة ، ان 28 بالمائة فقط من طلبات اللجوء قد تم قبولها في شهر يناير/كانون الثّاني و23 بالمائة في فبراير/شباط — بينما تم قبول 85 بالمائة من طلبات اللجوء في يناير/كانون الثّاني 2007. بينما كسبت السويد ترحيبا عالميا لمدها يد العون إلى العراقيين، ترى الحكومة إن تدفق القادمين الجدد أصبح خارج عن السيطرة وطالبت من دون جدوى زملائها في الإتحاد الأوربي المشاركة في تحمل هذا العبء. وقال وزير الهجرة السويدي: من غير المقبول تماما أن تتحمل بعض الدول ومنها السويد هذا الزخم الأكبر بينما يتحمل الآخرون جزءا بسيطا ، "فعندما يتدفق كم هائل من الناس ضمن فترة زمنية قصيرة جدا، فان ذلك يسبب إجهاد هائل على النظام ألمعاشي ، مثل المدارس والرعاية الصحية..الخ
طبقا للأرقام التي أعلنت من قبل المجلس الأوربي لطالبي اللجوء : في عام 2007، وصل الى السويد أكثر من 18,000 طالب لجوء من العراقيين ، ويمثل هذا العدد أربعة أضعاف العراقيين الذين وصلوا الى ألمانيا و10 مرات أكثر من بريطانيا.
لكن الأعداد هبطت بشدّة هذه السنة، حيث وصل 835 طالب لجوء إلى السويد في فبراير/شباط — أي اقل تقريبا 40 بالمائة من الشهر السابق وهو الحدّ الأدنى منذ يوليو/تموز 2006. وفي الأسابيع الثلاثة الأولى من مارس/آذار، قدم 376 عراقي فقط طلبات لللجوء في السويد، ويعتقد بان الأعداد في طريقها للتناقص بشكل مستمر.
وقال الأمين العام للمجلس الأوروبي للاجئين والمنفيين. "لسوء الحظ نحن لم نفاجئ من هذه الإجراءات وكانت ستحدث عاجلا أم آجلا نتيجة قلة التضامن في أوروبا. . . التي كان لها هذا التأثير المؤسف جدا."
وجاءت اجراءات دائرة الهجرة السويدية هذه بعد أن قررت واعتبرت المحكمة الوطنية العليا في يوليو/تموز ، بان الوضع جيد في العراق والعراق لا يمكن أن يوصف بمنطقة نزاع مسلّح. وكنتيجة لذلك يتوجب على طالبي اللجوء الآن الإثبات بأنهم هربوا نتيجة التهديدات الشخصية من العنف؛ وان الاضطرابات العامّة في البلد وحدها غير كافية لتقديم الطلب.
يقول بعض خبراء اللجوء الدوليين بأنّهم لاحظوا هبوط كبير في أعداد اللاجئين داخل وخارج العراق . وتخمّن وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بأنّه حول 2.5 مليون شخص مهجرين داخل العراق، بينما هرب مليونيين إلى البلدان العربية المجاورة.و حوالي 1 بالمائة فقط منهم طلبوا اللجوء في الدول الصناعية، باستثناء السويد.



والسويد التي يبلغ تعداد سكانها تسعة ملايين نسمة ، يبدوا إنها البلد الغربي المفضّل للعراقيين ، وكان الوضع المضطرب في العراق سببا كافيا للحصول على تصريح إقامة دائميه. ومن الأمثلة على التواجد الكثيف للعراقيين في المدن الصناعية هي مدينة Sodertalje، التي تبعد 22 ميل جنوب إستوكهولم. والتي تسمى بغداد المصغرة، حيث تضم اكثر من 6 الاف عراقي معظمهم من المسيحيين والذين يشكلون حوالي 7 بالمائة من سكان المدينة. ونتيجة لذلك يقول مسئولو المدينة إنهم يعانون نقص حادّ في البيوت والمدارس والوظائف.
وقال رئيس بلدية المدينة، مثال على ذلك هناك 15 شخصا يسكنون في شقة واحدة من غرفتين، وسيقدم نفسه شهادة أمام الكونكرس الأمريكي عن وضع ألاجئين العراقيين في الشهر القادم، وأضاف إن السويد بلد صغير ونسبة الإنجاب منخفضة فيه وهو بحاجة الى الهجرة، لكن يجب ان نكون قادرين على استقبالهم بشكل أنساني، ولم نستطع توفير ذالك الان وقسم منهم ينام على الأرض الان.

وقال علاوي إن أحد إخوته قد اختطف و قتل في العراق، وهو نفسه هرب بصعوبة من محاولة اختطاف، ولم تقتنع دائرة الهجرة بهذه الحجة وتعتبرها قصة مكررة. إذا تم رفض الاستئناف على القرار ، فيمكن أن تبعده السلطات السويدية إلى العراق — بالقوة إذا دعت الضرورة . وقد وقع العراق على صفقة مع السويد في الشهر الماضي لتسهيل عودة العراقيين الذي ترفض طلبات لجوئهم في السويد.وقال علاوي إذا جاءت الشرطة السويدية للقبض علي سأحاربهم بكل ما املك.

المصدر: أخبار الأسوشيتد بريس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري


.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو




.. بعد توقف القتال.. سلطات أم درمان تشرع بترتيبات عودة النازحين


.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما




.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب